85 عامًا من القيادة: رئيس قناة “الوثائقية” يتحدث عن فيلم “رحلة عادل إمام” كتوثيق لفصل مهم من تاريخ مصر

85 عامًا من القيادة: رئيس قناة “الوثائقية” يتحدث عن فيلم “رحلة عادل إمام” كتوثيق لفصل مهم من تاريخ مصر

فى إطار الاحتفال بالذكرى الـ٨٥ لميلاد الزعيم عادل إمام، يحتفى الوسط الفنى والجمهور المصرى والعربى بواحد من أعمدة الفن، الذى لم يكن مجرد ممثل كوميدى، بل كان رمزًا ثقافيًا ووطنيًا، لعب دورًا مؤثرًا فى تشكيل الوعى الاجتماعى والسياسى، وواجه الفكر المتطرف بكل قوة، سواء على خشبة المسرح أو من خلف الكاميرا.واحتفاءً بمشواره الفنى والإنسانى الثرى، أنتجت القناة «الوثائقية» فيلمًا وثائقيًا جديدًا عن حياته بعنوان: «الزعيم.. رحلة عادل إمام»، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ٨٥ لميلاده، فى ١٧ مايو ١٩٤٠.وقال شريف سعيد، رئيس القناة الوثائقية: «هذا العمل لا يعد مجرد فيلم وثائقى عن نجم شهير، بل توثيق لتاريخ جزء أصيل من مصر الحديثة، ومحاولة صادقة لإعادة قراءة ذاكرة وطن، من خلال سيرة رجل أضحك الناس فى أصعب اللحظات، وواجه الإرهاب دون خطبة أو سلاح، فقط عبر الكلمة الصادقة والضحكة الذكية».وأضاف «سعيد»: «نحن لا نوثق رموزًا فقط، بل نقدم نموذجًا للفن الذى يمثل الهوية المصرية»، مشددًا على أن «الفن مش رفاهية، وإنما جزء أصيل من وجداننا، وهذا ما نعمل عليه دائمًا، فنحن بصدد الحديث عن ركن من أركان الذاكرة الفنية لمصر».وواصل: «فيلم (رحلة عادل إمام) يندرج ضمن الخط الأول فى استراتيجية القناة الوثائقية، المتعلق بتعزيز الهوية الوطنية، لأن توثيق مسيرة فنية وشخصية بهذا الحجم يسهم فى ترسيخ الوعى المجتمعى والانتماء الوطنى، خاصة عندما يتعلق الأمر بفنان لعب أدوارًا جوهرية فى فضح الفكر المتطرف والتصدى له بالفن الساخر».وأكمل: «الزعيم عادل إمام أحد الشخصيات التى أسهمت فى تشكيل وجدان أجيال متعاقبة، وكان له دور فعال فى مواجهة الإرهاب بالفن. عادل إمام لم يكن فقط رمزًا للضحك، بل كان ابنًا حقيقيًا للطبقة المتوسطة، وعكس فى معظم أعماله حال هذه الطبقة، وتحولاتها من الخمسينيات وحتى اليوم. كل أفلامه تقريبًا كانت مرآة لما يحدث فى الشارع».وزاد رئيس القناة الوثائقية: «عندما نتناول تجربة عادل إمام، لا نوثق فقط سيرة فنية، بل نتتبع تاريخًا مشرفًا من النضال ضد التشدد الفكرى والتهديدات الإرهابية. فالنجم الكبير أخذ على عاتقه محاربة التطرف فى أعماله، رغم التهديدات التى تلقاها بالاغتيال، بعد فضحه ممارسات هذه الجماعات».وتابع: «لا ننسى موقفه الجرىء حينما قرر عرض مسرحيته (الواد سيد الشغال) فى محافظة أسيوط، معقل الجماعات الإرهابية فى ذلك الوقت، رغم التهديدات التى طالت حياته. هذا القرار لم يكن مجرد عرض مسرحى، بل رسالة مقاومة قوية ضد الإرهاب بسلاح الفن، لأن الإرهاب والتطرف لا يُحاربان من خلال طرق مباشرة أو أمنية فقط، بل المواجهة تكون فكرية وثقافية وفنية أيضًا».وقال «سعيد» إنه أصر على تقديم فيلم الزعيم عادل إمام تكريمًا له ولجهوده فى إثراء الفن ومحاربة التطرف، قبل أن يتذكر واقعة جعلته يتشبث بذلك: «فى عام ٢٠١٢، التقيت أحد السلفيين، وكان يعبر عن فرحته بوصول (الإخوان) إلى الحكم، فقال لى حرفيًا: (حان الوقت للانتقام من ألد أعدائنا). وعندما سألته من يقصد، أجاب: (عادل إمام). هذه العبارة ظلت تراودنى طوال العمل على الفيلم، وأدركت وقتها حجم ما يمثله الزعيم فى معركتنا مع الإرهاب».وأفاد رئيس القناة الوثائقية بأن فيلم «الزعيم.. رحلة عادل إمام» يتكون من جزءين، نظرًا لثراء مشواره الفنى وحياته الشخصية، وعلاقاته بكل من حوله، فضلًا عن احتوائه على كواليس ولقطات لأعماله الفنية، يُكشف عنها النقاب للمرة الأولى، مضيفًا: «الإعداد للفيلم استغرق وقتًا طويلًا جدًا وجهدًا من فريق العمل ليخرج إلى النور، ومن بينهم المخرج محسن عبدالغنى، والكاتب إمام أحمد».وواصل: «الفيلم يتضمن شهادات حية من عدد كبير من أصدقاء وتلاميذ الفنان، مثل يسرا وإلهام شاهين ولبلبة وشريف منير وعلى إدريس وخالد الصاوى وعادل حمودة وإسعاد يونس وطارق الشناوى ووائل إحسان، بالإضافة إلى شخصية منشقة عن الجماعة الإسلامية، ستكون مفاجأة الفيلم، وتتحدث لأول مرة عن علاقة الجماعة بعادل إمام، ونظرتها له ولفنه وما يقدمه».وأكمل: «الفيلم يتضمن مجموعة من الصور والأرشيف النادر للزعيم، منها صور نادرة جدًا من طفولته ومراحل شبابه لم تُعرض من قبل»، مؤكدًا أن أسرة الفنان الكبير كانت متعاونة بقدر كبير فى توفير مادة مختلفة ونادرة عن الزعيم، وهو ما يجعل الفيلم يتجاوز السيرة الذاتية ليصبح توثيقًا لحقبة بأكملها.وكشف عن أن «رحلة عادل إمام» لن يكون العمل الوثائقى الأخير عنه، مشيرًا إلى وجود نية لإنتاج أفلام أخرى تتناول جوانب مختلفة من حياة ومسيرة الزعيم، سواء على المستوى الفنى أو الشخصى.