بدعم من الحكومة والمجتمع.. إطلاق منتدى “رؤية” لتعزيز استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.

بدعم من الحكومة والمجتمع.. إطلاق منتدى “رؤية” لتعزيز استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.

شهدت القاهرة مساء اليوم انطلاق فعاليات منتدى “رؤية”، وهو منصة وطنية جديدة تهدف إلى تسليط الضوء على النماذج الملهمة والمبادرات الناجحة التي يقودها الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية في مختلف المجالات. يأتي المنتدى برعاية وزارة التضامن الاجتماعي، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وبمشاركة عدد من الوزارات والجهات المعنية، في خطوة تعكس التزام الدولة بتمكين هذه الفئة الهامة من المجتمع.حضر افتتاح المنتدى عدد من الشخصيات العامة والمسؤولين رفيعي المستوى، من بينهم الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، والدكتور كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، والمستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل المؤسسي. كما شاركت السفيرة نبيلة مكرم، رئيسة الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، إلى جانب الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وممثلي منظمات المجتمع المدني، وشركاء التنمية المحليين والدوليين.

منصة وطنية للتمكين

يأتي المنتدى في إطار توجه وطني نحو بناء مجتمع شامل وعادل، يسعى إلى ضمان تكافؤ الفرص وتمكين جميع فئاته، لا سيما الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. وقد تضمن جدول الفعاليات عددًا من الجلسات النقاشية والمحاور الهامة التي تناولت أبرز التحديات التي تواجه هذه الفئة في مجالات التعليم، وسوق العمل، والمشاركة المجتمعية. كما استعرضت الفعاليات مجموعة من النماذج الملهمة لمكفوفين استطاعوا تحقيق إنجازات ملموسة في مجالاتهم المختلفة.وكان من أبرز الفقرات التي نالت إعجاب الحضور، العروض الابتكارية المقدمة من طلاب مدارس النور وجامعة الجلالة، والتي برهنت على مدى الإمكانات والقدرات التي يمتلكها ذوو الإعاقة البصرية عند توافر البيئة الداعمة والمحفزة. كما قدم أطفال مدرسة النور للمكفوفين بالمنوفية عروضًا فنية مميزة أظهرت مواهبهم وقدراتهم الإبداعية.

محمود فوزي: رؤية الدولة ترتكز على العدالة والكرامة والدمج

وفي كلمته خلال المنتدى، أكد المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل المؤسسي، أن الدولة المصرية تضع على رأس أولوياتها دعم وتمكين ذوي الإعاقة البصرية، مشددًا على أن المنتدى يمثل تجسيدًا عمليًا لهذه الرؤية الوطنية التي تستند إلى قيم العدالة، والكرامة، والاندماج الكامل.وأشار فوزي إلى أن تنظيم المنتدى يتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين لتولي الدكتور طه حسين، أحد أبرز رموز التنوير في مصر، منصب وزير المعارف، وهي مناسبة رمزية تعكس إيمان الدولة العميق بأهمية التعليم كركيزة أساسية لبناء الإنسان. وأوضح أن الحكومة تعمل على تطوير المدارس وتهيئتها لتناسب احتياجات الطلاب المكفوفين، باعتبار التعليم الخطوة الأولى نحو التمكين الحقيقي.وقال: “هؤلاء الشباب يملكون من القدرات ما يؤهلهم ليكونوا وزراء وقادة وصناع قرار، إذا ما فُتحت أمامهم آفاق الفرص وأُتيحت لهم بيئة مناسبة للتعبير والإبداع”. وأضاف أن ما يُعرض في المنتدى ليس مجرد مشاريع عابرة، بل هو جزء أصيل من أجندة الدولة ضمن رؤية مصر 2030، الرامية إلى بناء مجتمع شامل لا يُقصي أحدًا، ويمنح لكل فرد فرصة للمشاركة الكاملة.

شراكات تنموية لدعم أصحاب الهمم

وتعكس مشاركة خمس وزارات رئيسية في المنتدى، إلى جانب مؤسسات كبرى مثل “مصر الخير” و”حياة كريمة”، إدراك الدولة لأهمية تنسيق الجهود الحكومية والمجتمعية لتحقيق أهداف الدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. وقد أبدى المشاركون من المنظمات المحلية والدولية استعدادهم لمواصلة العمل المشترك مع الحكومة لدعم هذه الفئة وتطوير برامج التأهيل والتدريب والتعليم الموجه لهم.في هذا السياق، أوضحت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن المنتدى يعد بداية لسلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى إحداث تغيير حقيقي ومستدام في واقع ذوي الإعاقة البصرية، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على تفعيل برامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي والتعليم المتخصص.

من التحدي إلى التمكين

من أبرز المحاور التي ناقشها المنتدى، جلسة حوارية تحت عنوان “من التحدي إلى التمكين”، شارك فيها مسؤولون حكوميون وممثلون عن مؤسسات تعليمية وتنموية. ركزت الجلسة على عرض التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة البصرية في التحصيل العلمي والحصول على فرص عمل لائقة، إضافة إلى مقترحات لدعم مشاركتهم المجتمعية بشكل فاعل.وقخرجت الجلسة بعدد من التوصيات، أبرزها ضرورة تطوير المناهج التعليمية لتكون أكثر شمولًا، وتحفيز القطاع الخاص على توظيف المكفوفين، وتوفير أدوات تكنولوجية مساعدة في المؤسسات التعليمية، إلى جانب دعم المبادرات الشبابية التي يقودها ذوو الإعاقة أنفسهم.

مصر للجميع بلا استثناء

في ختام كلمته، وجه المستشار محمود فوزي الشكر لوزارتي التضامن الاجتماعي والتربية والتعليم على جهودهما في تنظيم المنتدى، مؤكدًا أن مصر كانت وستظل داعمة لكل أبنائها، وأن دعم أصحاب الهمم هو التزام وطني لا رجعة فيه. وقال: “سنظل سندًا ودعمًا لكل أصحاب الهمم، لأن مصر للجميع، بلا استثناء”.ويُعد منتدى “رؤية” خطوة محورية على طريق التمكين الحقيقي، ليس فقط بإبراز قصص النجاح، بل بترسيخ مفهوم التكافؤ الفعلي في الفرص، والمشاركة الكاملة لذوي الإعاقة البصرية في الحياة العامة.