أحمد رفيق عوض لـ”الدستور”: الإفراج عن عيدان ألكسندر خطوة نحو إنهاء الحرب

قال د.أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، إن إعلان حركة حماس إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر يأتي في سياق سياسي ودبلوماسي أوسع، معتبرًا أن هذه الخطوة ليست منفصلة، بل جزء من ترتيب كبير يعكس تحولات واضحة في موقف الحركة”.
حماس في وضع صعب نتيجة الضغوط السياسية والعسكرية
وأضاف عوض، لـ”الدستور” أن حماس تبدو اليوم في وضع صعب نتيجة الضغوط السياسية والعسكرية المتواصلة، وكذلك بسبب حالة الحصار الخانقة المفروضة على قطاع غزة، مضيفًا:”يبدو أن الحركة بدأت تدرك أنها في موقع لا يسمح لها بالمناورة الواسعة وأنها تكبّدت خسائر ميدانية ومعنوية فادحة، ما يدفعها إلى البحث عن مخرج سياسي يحفظ ماء وجهها، ويضمن بقاءها في المعادلة”.وتابع أن الإفراج عن ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب جنسيته الإسرائيلية، دون شروط واضحة أو صفقة معلنة حتى الآن، يشير إلى محاولة من حماس لتقديم بادرة حسن نية في وقت حساس، على أمل أن يقابلها ذلك بخطوات سياسية من الطرف الآخر، أو على الأقل توفير ضمانات إقليمية ودولية بعدم استبعادها من أي ترتيبات مستقبلية.وأشار إلى أن هذه المبادرة لا يمكن قراءتها بمعزل عن تصريحات صادرة عن حماس مؤخرًا، تؤكد فيها قبولها بأن يُدار قطاع غزة من قبل جهة “مهنية ومحترفة ومستقلة”، وهو ما يراه مؤشرًا على رغبة حقيقية لدى الحركة للانخراط في صيغة سياسية جديدة تعيد صياغة دورها وتخفف من الأعباء الواقعة عليها منذ سنوات.لفت إلى أن التحركات الحالية تجري في ظل وساطة عربية نشطة تقودها مصر، بالإضافة إلى جهود من أطراف إقليمية ودولية أخرى، مشيرًا إلى أن الإفراج عن ألكسندر قد يكون إحدى خطوات “جس النبض” قبل الانتقال إلى ترتيبات أكبر، ربما تشمل وقف إطلاق نار طويل الأمد أو تفاهمات سياسية تتجاوز الملفات العسكرية.وأكد عوض أن ما تقوم به حماس في هذا التوقيت يُقرأ في إطار محاولة واضحة لإعادة تموضعها سياسيًا، قائلًا: “هي رسالة مزدوجة للداخل والخارج، بأنها لا تزال قادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية، وفي ذات الوقت مستعدة للانخراط في تسويات تحافظ على حضورها ومشروعها”.وختم عوض تصريحه بالتأكيد على أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، خاصة في ظل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، وما تحمله من فرص أو ضغوط قد تُمارس على مختلف الأطراف:”إذا استُثمرت هذه اللحظة السياسية جيدًا، فقد نكون أمام بداية مسار جديد، لكنه يتطلب إرادة حقيقية من جميع الأطراف المعنية”.