الاستثمارات والاتفاقات تهيمن على زيارة ترامب للخليج، وملفا غزة وإيران في انتظار القرار.

يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الإثنين جولة خليجية تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات في أول جولة خارجية رسمية له منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، مع توقعات كبيرة بإبرام مجموعة من الصفقات بمليارات الدولارات.وأوضحت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أن الرئيس الأمريكي لم يخف أن إغراءات النفط من دول الخليج الغنية بالنفط هى الدافع الرئيسي لزيارته، التي ستشمل السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة ومن المتوقع أيضًا أن يتوجه العديد من أقوى المسؤولين التنفيذيين في الولايات المتحدة، بمن فيهم إيلون ماسك وسام ألتمان ومارك زوكربيرج ولاري فينك، إلى الرياض أيضا.
ترامب يفشل في صفقة تطبيع جديدة
وتابعت “من غير المرجح أن يحقق ترامب الهدف الذي يتوق إليه وهى عقد صفقة كبرى من شأنها أن تؤدي إلى تطبيع المملكة العربية السعودية للعلاقات مع إسرائيل، في الوقت الذي تُهزّ فيه حربها المتصاعدة منذ 19 شهرًا في قطاع غزة المنطقة”.وقال علي الشهابي، المعلق السعودي المقرب من الديوان الملكي للصحيفة ان السعودية تريد إبقاء تركيز الزيارة على العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن التطبيع مطروح ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جادة تُطالب بها السعودية، كإنهاء الحرب وإقامة دولة فلسطينية، وإلا فلن يُكتب لها النجاح.وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التنافر يؤكد أنه وسط كل هذا التألق وعقد الصفقات، سيكتشف ترامب كيف تغيرت ديناميكيات الشرق الأوسط منذ زيارته الأخيرة إلى السعودية عام 2017، حيث ستظل الصفقات تتدفق من دول الخليج، التي تُفضل تقليديًا الرؤساء الجمهوريين، وتدير بعضًا من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وستُكرم ترامب في احتفالات فخمة، فسبق والتقى الرئيس دونالد ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في فندق ريتز كارلتون بالرياض، في 20 مايو 2017.وقال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الأمريكي السابق غن ترامب سيُشاد به من جميع أنحاء الخليج لكن هناك الكثير تغير بعد زيارة ترامب الأولى للخليج عام 2017.
الاستثمارات تتصدر اهتمامات جولة ترامب الخليجية
وتعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى أربع سنوات؛ وتبعته الإمارات بوعد باستثمار 1.4 تريليون دولار على مدى 10 سنوات؛ ومن المتوقع أن تقدم قطر تعهدًا استثماريًا خاصًا بها بقيمة مئات المليارات من الدولارات خلال زيارة ترامب إلى الدوحة.وصرحت وزارة الخزانة الأمريكية الخميس بأنها ستُنشئ “عملية مسار سريع لتسهيل زيادة الاستثمار في الشركات الأمريكية” من الحلفاء، وهو أمر ضغطت عليه دول الخليج لتسريع استثمارات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة وتسهيل الوصول إلى الرقائق الأمريكية.وفي الشهر الماضي، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا لتخفيف القيود المفروضة على بعض مبيعات الأسلحة وتسريع إجراءات الشراء، وهو أمر سعت إليه أيضًا دول الخليج فهي من بين أكبر مشتري الأسلحة الأمريكية.وفي الوقت الذي يُدافع فيه ترامب عن سياسته الاستثمارية “أمريكا أولًا”، من المقرر أن يحضر الرؤساء التنفيذيون الأمريكيون الزائرون منتدى استثماري أمريكي سعودي غدا الثلاثاء،سيركز بشكل كبير على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة، وسيُختتم بسلسلة من إعلانات الاستثمار. وقال دينيس روس، وهو دبلوماسي أمريكي سابق آخر أن هذه ليست رحلة جيوسياسية، بل رحلة قائمة على رؤية استراتيجية للمنطقة، مشيرا إلى أن ترامب في ولايته الأولى، كان منشغل بالإعلان عن صفقات واستثمارات ضخمة، إلى جانب مبيعات أسلحة أمريكية ضخمة ومتوقع حدوث ذلك ايضا.
حرب غزة وملف إيران تتصدر مباحثات ترامب وقادة الخليج
وأوضحت “فاينانشيال تايمز”، أن الهجوم الإسرائيلي على غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، أثار غضب القادة العرب، الذين يخشون أن تتجه أجيال من شبابهم نحو التطرف بسبب المذبحة، فسبق ووصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سلوك إسرائيل في غزة بأنه “إبادة جماعية” وأصر على أن الرياض لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتى يتم إنشاء دولة فلسطينية وقد أحبط هذا آمال ترامب في توسيع ما يسمى بالاتفاقيات الإبراهيمية التي توسط فيها في ولايته الأولى والتي أدت إلى قيام الإمارات العربية المتحدة وثلاث دول عربية أخرى بإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل في عام 2020.وسيجد ترامب أيضًا قادة الخليج يدفعون الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن البرنامج النووي الإيراني الواسع، في ظل قلقهم من خطر اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط.وقال برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برينستون: “أدرك السعوديون والإماراتيون أنه إذا تعرضت إيران للتهديد والهجوم، فسيكونون ضحايا لهجوم مضاد لذا أعتقد أن السعوديين لعبوا دورًا مهمًا للغاية في الوساطة، بالإضافة إلى دورٍ في التخفيف من حدة التوتر مع إدارة ترامب”.كما سهّلت المملكة العربية السعودية المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، بينما تتوسط قطر بين إسرائيل وحماس، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.