ارتفاع أسعار الطاقة يدفع شركات للهروب من أوروبا إلى الشرق الأوسط

ارتفاع أسعار الطاقة يدفع شركات للهروب من أوروبا إلى الشرق الأوسط

كشفت تقارير أوروبية، الأحد، أن ارتفاع أسعار الطاقة دفع شركات الكيماويات إلى دراسة خيارات الخروج من أوروبا، حيث تعرض شركات الكيماويات أصولها الأوروبية للبيع، في إطار مراجعة عملياتها في المنطقة لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة ومنافسة المصانع الجديدة في آسيا والشرق الأوسط.ووفقًا لمصادر مطلعة، تعمل مجموعة سابك السعودية للكيماويات مع مصرفيين لاستكشاف خيارات، بما في ذلك بيع أعمالها في قطاع البتروكيماويات الأوروبي، كما أشارت شركات داو، وليونديل باسل، وشل، وبي بي، إلى أنها تدرس خياراتها المتعلقة بالأصول في المنطقة، وذلك وفق صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.

ارتفاع أسعار الطاقة يهدد الصناعات الأوروبية

ووفق الصحيفة البيطانية، تأتي هذه المداولات في ظل استمرار ارتفاع تكاليف الطاقة في أوروبا بعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، ومع بناء الصناعة مصانع جديدة في مناطق أخرى، ما أدى إلى تكثيف الضغوط على قطاع الكيماويات، الذي يمثل حوالي 5-7% من عائدات التصنيع في أوروبا، ويوظف أكثر من 1.2 مليون شخص. وقال سيباستيان براي، رئيس أبحاث الكيماويات في بنك بيرينبرج الاستثماري، إن هناك الكثير من الإمدادات الإضافية المخطط لها في مناطق جغرافية مثل الصين والشرق الأوسط حتى أن بعض فرق الإدارة تنظر إلى الأصول الأوروبية القديمة وتفكر أنها غير قادرة على المنافسة بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة.وسبق وحذّر مجلس الصناعات الكيميائية الأوروبي في يناير الماضي، من أنه من المقرر إغلاق أكثر من 11 مليون طن من الطاقة الإنتاجية في المنطقة خلال العامين الماضيين، ما يؤثر على 21 موقعًا رئيسيًا، مشيرا إلى أنه مع ارتفاع أسعار الغاز بأربعة إلى خمسة أضعاف أسعارها في الولايات المتحدة، فإن القدرة التنافسية للقطاع “تتعرض لضغوط”، ودعا صانعي السياسات في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.وتعمل شركة سابك، التي أسستها الحكومة السعودية وتمتلك شركة أرامكو السعودية النفطية الحكومية حصة أغلبية فيها، مع مصرفيين في لازارد وجولدمان ساكس في عملية التخارج.وأضافت مصادر مطلعة، أن أصولها البتروكيماوية في أوروبا تُدرّ إيراداتٍ تُقارب 3 مليارات دولار، وأرباحًا قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك تُقارب 250 مليون دولار سنويًا، فيما حذرت المصادر من عدم اتخاذ قرار نهائي بعد.كذلك صرحت شركة داو في أكتوبر الماضي، بأنها ستُجري مراجعةً استراتيجيةً لبعض الأصول في المنطقة، وهي خطوةٌ جاءت بعد أن أعلنت شركة ليونديل باسل، ومقرها هيوستن، عن إطلاق مراجعتها الاستراتيجية الخاصة للأصول الأوروبية في مايو الماضي. 

مطالب أوروبية بدعم الصناعات لمواجهة تبعات الحرب

وقال جيم فيترلينج، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة داو، في معرض إعلان نتائج الربع الثالث للشركة، إن البيئة التنظيمية في أوروبا أدت إلى تحدياتٍ متزايدة في العديد من القطاعات وسلاسل القيمة، معلنا عن مراجعةٍ استراتيجية لأصولٍ مُختارة في أوروبا، وخاصةً الموجودة في أعمال البولي يوريثان.كما حذر السير جيم راتكليف، المالك الملياردير لمجموعة إنيوس للبتروكيماويات، من أن صناعة الكيماويات البريطانية تتجه نحو الانقراض بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وضرائب الكربون مضيفا:”نشهد انقراض إحدى صناعاتنا الرئيسية، إذ تُستنزف صناعة الكيماويات طاقتها”. وفي الأسبوع الماضي، دعا المملكة المتحدة إلى “إعادة النظر” في الضرائب.وفي مارس الماضي، باعت شركة “Ineos” أعمالها في مجال المواد المركبة، التي تُوفر الراتنجات والطلاءات اللازمة لصناعة البلاستيك، مقابل 1.7 مليار يورو لشركة “KPS Capital Partners”، وكان للشركة 17 موقعًا في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا والشرق الأوسط.وفي إشارة إلى سعي شركات الكيماويات الأوروبية إلى تأمين إمدادات غاز أرخص وأقل تقلبًا، أعلنت Ineos الأسبوع الماضي أنها وقّعت اتفاقية توريد لمدة ثماني سنوات مع شركة Covestro، وهي شركة كيماويات أخرى، للحصول على الغاز الأمريكي.