"تغير المناخ" يكشف التأثيرات المرتقبة على جنوب مصر والمحاصيل الزراعية

حذر الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، من موجات حارة مرتقبة تزامنًا مع اقتراب دخول فصل الصيف، مؤكدًا أن مصر، وتحديدًا محافظات جنوب الصعيد مثل قنا والأقصر وأسوان، ستشهد ارتفاعات متتالية في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة.وأوضح فهيم في بيان رسمي أن هذه الظاهرة تأتي نتيجة التمدد التدريجي لما يعرف بـ”منخفض الهند الموسمي”، وهو منخفض حراري ضخم يتشكل على الأراضي الهندية بداية من شهر أبريل، ويبلغ ذروته في يونيو ويوليو، قبل أن يبدأ في التراجع في سبتمبر ويختفي تمامًا بحلول أكتوبر.وأشار إلى أن تأثير هذا المنخفض لا يقتصر على الهند فقط، بل يمتد ليشمل مناطق شاسعة من شبه الجزيرة العربية، بلاد الشام، العراق، غرب إيران، وجنوب مصر وأضاف أن المنخفض يتسبب في موجات حارة شديدة قد تصل إلى أكثر من 50 درجة مئوية في بعض الدول، بينما في مصر، وخاصة مناطق الجنوب، تصل الحرارة إلى نحو 44 درجة مئوية، ويصاحبها ارتفاع كبير في نسبة الرطوبة.وبيّن فهيم أن شمال مصر يتمتع ببعض التوازن المناخي النسبي نتيجة مرور الكتل الهوائية عبر البحر المتوسط، مما يخفف من حدة الحرارة، لكنه يرفع في المقابل معدلات الرطوبة، الأمر الذي يزيد من الشعور بالحرارة.ولفت إلى وجود تأثير إضافي من “منخفض السودان الموسمي” الذي يسيطر على مناخ جنوب مصر طوال فصل الصيف، وقد يمتد تأثيره أحيانًا إلى مناطق أوسع داخل البلاد، ما يعمق الشعور بالحر ويضاعف آثاره.وعلى الصعيد الزراعي، شدد فهيم على أن هذه الظروف المناخية تمثل تحديًا كبيرًا للقطاع الزراعي، حيث من المتوقع أن تتأثر سلبًا محاصيل الفاكهة الصيفية مثل المانجو، الزيتون، التمر، والرمان، سواء من خلال ضعف التحجيم أو تعرض الثمار للسعات الشمس. كما توقع انخفاض إنتاجية محاصيل الخضر مثل الطماطم والخيار والباذنجان، وهو ما قد يؤدي إلى فجوات إنتاجية وارتفاع في الأسعار، ولم تسلم المحاصيل الحقلية مثل الأرز والذرة والقطن وفول الصويا من التأثير، حيث تختلف درجات تضررها وفقًا لشدة وطول الموجة الحارة.ودعا فهيم إلى ضرورة الاستعداد المبكر، سواء على مستوى الأفراد أو المزارعين، لتفادي المخاطر الصحية الناتجة عن ضربات الشمس، وكذلك لمواجهة التأثيرات الاقتصادية على القطاع الزراعي، كما شدد على أهمية تبني نظم الزراعة الذكية وتحديث تقنيات الري كخط دفاع أول لمجابهة التغيرات المناخية.