الأنبا نيقولا يسلط الضوء على الإرث الروحي لدير القديسة كاترينا في سيناء

كشف الأنبا نيقولا مطران طنطا للروم الأرثوذكس عن الميراث الروحي لدير القديسة كاترينا في سيناء.وقال الأنبا نيقولا في بيان له: إنه أكثر من مائة وسبعين قديسًا من سيناء تتشرف بهم الكنيسة الأرثوذكسية، بالإضافة إلى القديسة كاترينا السينائية تشمل هذه القائمة القديس يوحنا السملمي، رئيس سيناء ومؤلف سلم الصعود الإلهي، وتشمل أيضًا الآباء الزاهدين هيسيكيوس وفيلوثيوس، وهما قديسين يحملان اسم أنستاسوس وغريغوريوس سيناء (الذي زرع تقاليد هيسيشاست للشعوب السلافية)، وسيمون بنتاغلوسوس (الذي كتب آثار القديسة كاترينا إلى روان، وبالتالي ساعد في تأسيس تبجيلها في الغرب).وتابع: يمكن النظر إلى الدير على أنه سفينة حقيقية لكنوزه الروحية، وتشمل هذه الكنوز المخطوطات والكتب المطبوعة المبكرة المحفوظة في مكتبة الدير، والتي تقدر في جميع أنحاء العالم لأهميتا الأثارية وأهمية مجلداتها، كما يشمل الدير أيقونات تتضمن أهم مجموعة من أيقونات ولوحات ما قبل الأيقونات، وأيقونات ذات أعظم جمال وأهمية تعود إلى زمن سلالة كومنين.واضاف رهبان الدير في يحافظون على التراث الروحي القديم لسيناء، وهو تراث يمتد من إعطاء الشريعة من الله للنبي موسى، من خلال العهد القديم والعهد الجديد، إلى العديد من القديسين الذين كُسست ذكراهم في سيناء – قبل كل شيء، إلى والدة الإله الكلية القداسة، إلى الأنبياء المقدسين موسى وإلياس، وإلى القديسة كاترينا السنائية.اما عن قصة المسجد الموجود داخل أسوار دير سانت كاترين، فقال إنه يوجد داخل أسوار الدير بجوار الكنيسة الكبيرة مسجد بمأذنة واحدة مبنية من الطوب النيء والحجر الغشم، وهذا يدل على أن بناءها تم على عجل وأن بانيها لم يكن ذو اقتدار وحنكة في البناء.ولفت المحفوظات الخطية الموجودة في الدير تذكر أن الرهبان أنفسهم قاموا ببنائها فوق حجرة الطعام لحماية الدير في وقت تعرض فيه لخطر الدمار في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله (1021:996م – 411:386ﻫ)، عندما جَيِّشَ حملة عام ١١٢٠م لهدم الكنائس والأديرة في سيناء، وبعدما وصلت الحملة في آخر النهار تمركزت على مسافة من الدير لمهاجمته في الصباح. لحماية الدير من الدمار عمل الرهبان أنفسهم طوال الليلة ببناء مأذنة فوق حجرة الطعام. وبالفعل في الصباح عندما اتجهت الحمله لمهاجمة الدير لدى رؤيتهم المأذنة انسحبوا تاركين الدير في سلام. وأشار في عام ١٩٨4م عند ترميم المسجد، بإزلة طبقة الجير (الكلس) من على الحوائط والأعمدة داخله وُجدت صلبان منحوتة بشكل بارز على الأقواس، التي تصل بين أعمدة حجرة الطعام، مما يؤكد عدم كونه مسجدًا في الأصل.وأصدر سلاطين المماليك مراسيم بمنع العربان من دخول الدير بحجة الصلاة في المسجد، وأن الرهبان هم من يُقيمون خادم المسجد “وبجوار الدير المذكور مسجد عامر به مؤذن يذب عن الناهين المذكورين (الرهبان) ويمنع العربان من التشويش عليهم، وأن مراسيمنا الشريفة برزت… عليهم (العربان) أنهم لا يطلعون الدير ولا يشوشون عليهم (الرهبان)… وعلى الناهون المذكورون (الرهبان) يكفو المسجد المشار إليه والخادم بالمؤن ومرتب للوقود ومونة المؤذن وكسوته، وكلما نتج مؤذن يموت أو غيره يقيم الناهين المذكورين غيره”، مرسوم السلطان قايتباي رقم 39.ﺇن وجود الجامع بداخل دير طور سيناء، وﺇن كان في البداية قد قام ببنائه رهبان الدير تأمينًا لحماية الدير من التدمير وأمانًا لهم، ﺇلا أنه أصبح، فيما بعد، رمزًا للتعايش المتسامح بين الديانتين المسيحية واﻹسلامية اللتين تكرمان تلك البقعة المقدسة.