السيسي يحدد الأهداف الثلاثة لمصر في أزمة غزة: خطاب تاريخي يعيد توجيه البوصلة الإنسانية والسياسية.

السيسي يحدد الأهداف الثلاثة لمصر في أزمة غزة: خطاب تاريخي يعيد توجيه البوصلة الإنسانية والسياسية.

في لحظة فارقة من التاريخ الإقليمي، خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي بخطاب وطني صريح حمل في طياته أبعادا إنسانية واستراتيجية  ليعيد التأكيد على ثوابت الموقف المصري من القضية الفلسطينية ويضع خارطة طريق واضحة لحل الأزمة في غزة التي دخلت شهرها الواحد والعشرون من القصف والدمار.جاء خطاب الرئيس حاسما وواضحا واضعا ثلاثة أهداف رئيسية تشكّل جوهر التحرك المصري:
أولا: إدخال المساعدات الإنسانية فورًا ودون عوائق
أكد الرئيس السيسي أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام معاناة الشعب الفلسطيني مجددا دعوته لفتح الممرات الآمنة لإدخال المساعدات بما يشمل الغذاء والدواء والإمدادات الحيوية. 
وأشار إلى أن مصر رغم ما تتحمله من أعباء اقتصادية وأمنية فتحت معبر رفح وقدّمت مساعدات تتجاوز مئات الأطنان بالتعاون مع منظمات دولية في تحد واضح لأي محاولات لعرقلة هذا الواجب الإنساني.
ثانيا: وقف فوري لإطلاق النار
الرئيس السيسي لم يوارب في موقفه إذ طالب بوقف شامل وفوري لإطلاق النار ورفض منطق الردع بالدم أو التهدئة المشروطة. فالمشهد في غزة لم يعد يحتمل مزيدا من التصعيد بعد أن سقط عشرات الآلاف من القتلى ومئات الالوف من الجرحى بينهم نساء وأطفال،كروأصبحت البنية التحتية لقطاع غزة مدمرة بالكامل. 
مصر كما قال الرئيس لا ترى في استمرار الحرب سوى مزيد من التطرف والدمار وأن السلام الدائم هو الخيار الوحيد القادر على حفظ الأرواح والأرض في اطار حل الدولتين.
ثالثا: تسليم الرهائن وإنهاء معاناة المدنيين
أكد السيسي على موقف مصر الداعم لأي جهد دولي لتسليم الرهائن من جميع الجنسيات باعتبار ذلك خطوة ضرورية لإنهاء الأزمة. 
وعبر عن استعداد القاهرة لاستضافة أي مفاوضات أو جهود وساطة تحت رعاية الأمم المتحدةًبما يضمن سلامة المدنيين ويحقق العدالة الإنسانية بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة.
كما اكد سيادته علي موقف مصر القوي برفضها التام لتصفية القضيه الفلسطينيه عن طريق تهجير الفلسطينيين.
ووجه سيادته نداءا مباشرا للرئيس ترامب في خطوه غير مسبوقه مطالبا اياه بالتدخل الفوري واستغلال علاقته الوثيقه مع الجانب الاسرائيلي لحل الأزمة.. وان هذا يحتاج إلى قرار شجاع منه شخصيا
واضاف السيسي إن من يمتلك التأثير.. عليه أن يستخدمه الآن لصالح الإنسانية اولا
منذ اندلاع الحرب حاول البعض تحميل مصر مسئولية ما يحدث في غزة متجاهلين تاريخها الطويل في دعم القضية الفلسطينية سياسيا وعسكريا وإنسانيا. لذلك جاء الخطاب بمثابة الرد الحاسم على هذه الاتهامات مؤكدا أن مصر ليست جزءًا من الأزمة بل تسعى لأن تكون مفتاحا للحل مستندة إلى الشرعية الدولية ومبادئ القانون الإنساني.
خطاب الرئيس لم يكن مجرد بيان سياسي بل وثيقة وطنية تضع النقاط فوق الحروف وترسم بوضوح موقف مصر من أزمة تتجاوز حدود الجغرافيا لتُظهر من جديد أن مصر  كانت ولا تزال الحصن العربي الأول في مواجهة العبث القائم والضمير الحي في زمن التخلي واللامبالاه.