محلل سياسي سعودي: لا يمكن لأحد انتزاع حقوق الفلسطينيين حتى وإن كانت الولايات المتحدة.

محلل سياسي سعودي: لا يمكن لأحد انتزاع حقوق الفلسطينيين حتى وإن كانت الولايات المتحدة.

قال المحلل السياسي السعودي أحمد آل إبراهيم، إن المؤتمر الدولي الأخير الذي رعته الرياض وباريس يمثل لحظة مفصلية في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، مشددًا على أن ما يجري محاولة جريئة لإعادة تعريف المسار السياسي للقضية الفلسطينية بعيدًا عن الاحتكار الأمريكي للرواية والحل.وانطلقت، الاثنين، أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى الذي تستضيفه الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك على مدى يومين، وترعاه السعودية بمشاركة فرنسية، «من أجل التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين» وسط عدم اعتراض من الولايات المتحدة على الرغم من اختيارها عدم المشاركة.وأضاف آل إبراهيم لـ «الدستور»: لأول مرة منذ سنوات، تُكسر القاعدة الذهبية التي فرضتها واشنطن وتل أبيب، ومفادها: لا يُناقش مصير فلسطين إلا برضا أمريكا وتحت سطوة إسرائيل، مشيرًا إلى أن الرعاية السعودية الفرنسية ليست مجرد رمزية دبلوماسية، بل خطوة استراتيجية تمتلك قدرة فعلية على تحريك الملف الفلسطيني نحو طاولة أممية أكثر عدالة وتوازنًا.واعتبر المحلل السعودي أن المؤتمر رغم رمزيته السياسية لن يُحدث تحولات ميدانية فورية على الأرض، إلا أن مجرد توسيع دائرة الفاعلين وتدويل النقاش حول فلسطين يعيد الاعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني، التي تم تهميشها لعقود.

أمريكا لا تريد سلاما

وفي رده على سؤال حول رفض الولايات المتحدة المشاركة في المؤتمر، قال آل إبراهيم: “الرفض الأمريكي يعكس التناقض الصارخ في خطاب واشنطن؛ فهي تتحدث عن السلام والدبلوماسية، بينما ترسل ذخائر الفوسفور الأبيض إلى جيش”.وأضاف: واشنطن لا تريد مؤتمرًا للسلام، بل مؤتمرًا يخضع لإملاءات الاحتلال، لإنهم يخشون فقدان دورهم كوسيط حصري في الصراع، رغم أن هذا الدور ثبت فشله، وتحول إلى غطاء دبلوماسي للعدوان العسكري والسياسي.وتابع “أي مبادرة لا تمر من بوابة تل أبيب تُعتبر في نظر الإدارة الأمريكية فاقدة للشرعية. وهذا يُفسر انسحابهم ورفضهم للمؤتمر، رغم زخم المشاركات الدولية واتساع دائرة المؤيدين لفكرة التدويل”.

الدولة الفلسطينية ليست وهما

وحول إمكانية قيام الدولة الفلسطينية في ظل الدعم الأمريكي اللامحدود للاحتلال، أكد آل إبراهيم أن الدولة الفلسطينية ليست مشروعًا وهميًا كما يحاول البعض تصويره، بل استحقاق تاريخي وأخلاقي وسياسي، وإن بدا الأمر صعبًا في ظل ميزان القوى الحالي.وشدد على أن الإرادة الشعبية الفلسطينية وصمودها الأسطوري في وجه الإبادة والتجويع، هما الرصيد الحقيقي لهذا الحلم المشروع: “لا توجد قوة على الأرض تستطيع أن تمنح الشرعية للاحتلال أو تصادر حق شعب في وطنه، حتى لو كان البيت الأبيض نفسه”.واختتم المحلل السياسي السعودي حديثه بالتأكيد على أن الدعم الأمريكي لن يستمر إلى الأبد بنفس الشكل الحالي: هناك تحولات واضحة في الرأي العام الدولي، وحتى داخل الولايات المتحدة نفسها، وعلينا نحن كعرب وفلسطينيين أن نبني على هذه الشقوق في جدار الصمت الدولي، ونتحرك سياسيًا وإعلاميًا بقوة لفرض الحقوق الفلسطينية على أجندة المجتمع الدولي من جديد.