13 عامًا منذ رحيل حلمي سالم.. إليكم أبرز أعماله الأدبية

13 عامًا منذ رحيل حلمي سالم.. إليكم أبرز أعماله الأدبية

13 عاما مرت على وفاة الشاعر والناقد المصري حلمي سالم، الذي رحل في 28 يوليو لعام 2012، وهو أحد أبرز أصوات الشعر المصري الحديث، وأحد رموز جيل السبعينيات الشعري.رحل حلمي سالم تاركًا وراءه إرثًا شعريًا ونقديًا زاخرًا بالتجريب والتمرد، لا يخلو من المعارك الفكرية والثقافية التي أثارها بكتاباته ومواقفه، وفي مقدمتها قصيدته المثيرة للجدل “شرفة ليلى مراد”.

سيرة ومسار: صحفي وشاعر ومثقف عضوي

وُلد حلمي سالم عام 1949، وتخرّج في كلية الآداب – قسم الصحافة – بجامعة القاهرة، وعمل بالصحافة الثقافية، لا سيما في جريدة “الأهالي”، وتولى رئاسة تحرير مجلة “قوس قزح” المستقلة، كما شغل منصب مدير تحرير مجلة “أدب ونقد”، أحد أبرز منابر اليسار الثقافي المصري.وارتبط حلمي سالم بجماعة “إضاءة” الشعرية، والتي شكّلت مع جماعة “أصوات” قلب المشهد الشعري الطليعي في السبعينيات، وضمت أصواتًا بارزة مثل حسن طلب، رفعت سلام، جمال القصاص، وأمجد ريان.

“شرفة ليلى مراد”.. القصيدة التي صنعت العاصفة

في شتاء 2007، نشرت مجلة “إبداع” قصيدة حلمي سالم “شرفة ليلى مراد”، لتثير جدلًا واسعًا طال المؤسسة الثقافية برمتها، واعتبر مجمع البحوث الإسلامية أن القصيدة تسيء إلى الذات الإلهية، وطالب بإيقاف توزيع المجلة، بل صدرت دعوات لـ”استتابة” الشاعر من بعض الشخصيات الإسلامية.ورغم أن حلمي سالم دافع عن قصيدته قائلًا إنها “انتقاد للتواكل الديني بلغة شعرية رمزية”، فإن الجدل وصل إلى القضاء، حيث صدر حكم في 2008 بإلغاء جائزة التفوق في الآداب التي حصل عليها، إلا أن المجلس الأعلى للثقافة طعن في الحكم، وأكد أن الجائزة مُنحت بتصويت لجنة متخصصة، وليس بقرار وزاري، ما حال دون تنفيذ الإلغاء.

مؤلفات حلمي سالم.. بين الشعر والنقد والموقف

امتدت تجربة حلمي سالم بين الكتابة الشعرية والنقد الثقافي. وقد صدر له أكثر من 18 ديوانًا، أبرزها: حبيبتي مزروعة في دماء الأرض (1974)، سكندريّا يكون الألم (1981)، فقه اللذة (1992)، يوجد هنا عميان (2001)، مدائح جلطة المخ (2006)، الثناء على الضعف (2007).وفي النقد والثقافة، من أهم أعماله: الثقافة تحت الحصار (1984)، الحداثة أخت التسامح (2001)، ثقافة كاتم الصوت (2003)، محاكمة شرفة ليلى مراد، والتصويب على الدماغ، كما ألّف دراسة نقدية لافتة عن أمل دنقل بعنوان: عِم صباحًا أيها الصقر المجنّح.

“العائش في الحق”: شعر الموقف

اشتهر حلمي سالم بوصفه “شاعر موقف”، إذ لم يفصل يومًا بين الكتابة والالتزام الثقافي، فكان نصّه مشغولًا بالهمّ العام، العربي والمصري، وبقضايا الإنسان والحريّة والهوية والعدالة، ورغم لغته الرمزية وانفتاحه على التجريب، ظل يحمل نبرة احتجاج خافتة لكن مستمرة، حتى في أقصى انحناءاته الجمالية، ومن قصائده المميزة: كَبِد، آخر الرؤيا، بديل، صعب، ووجود.في عام 2006، حصل حلمي سالم على جائزة الدولة للتفوق في الآداب، عن مجمل أعماله، وهو ما كان تكريمًا رمزيًا لتجربة شعرية لم تتخل عن جرأتها، رغم ما أثارته من جدل.