بفضل صندوق مكافحة الإدمان، محمد يتجاوز إدمان المخدرات بعد 20 عاماً من الاستخدام

يوفر صندوق مكافحة الإدمان علاجا مجانيا وسريا، ويساند المتعافين لاستعادة حياتهم من جديد.قصة انتصار محمد على المخدراتومن خلال تلك التجربة يروي محمد محمود، قائد شاحنة ثقيلة، قصته مع التعاطي والعلاج والمعركة التي خاضها التي لم تقتصر على الطرق الطويلة والسفر المتواصل، بل كانت هناك معركة أشد قسوة خاضها بصمت على مدار 20 عاما، وهي معركة مع الإدمان. ويروي محمد لـ “الدستور”، وهو في العقد الخامس من عمره:”أنا سائق نقل ثقيل من سنين، وكنت فاكر إن أقصى تحدياتي هي السفر والسهر وضغط الشغل، لكن الحقيقة إن التحدي الأكبر كان داخلي.وتابع:”البداية كانت من زملاء بيقولوا: خد حباية أو سيجارة علشان تشد حيلك، وأول مرة قلت: مش هتفرق، لكنها فرقت، وفرقت كتير”.تحت وهم أن المخدرات تمنحه التركيز والقوة على القيادة لساعات طويلة، استسلم محمد تدريجيًا للإدمان “كنت فاكر إن المادة هتخليني أشتغل أكتر، لكن الحقيقة إنها كانت بتسرقني حتة حتة، وكنت بخسر نفسي وأنا فاكر إني بكسب”.مع مرور الوقت، تدهورت حالته النفسية والجسدية “السواد سيطر عليا، حيث قال:”فقدت الإحساس بالحياة، لا فرحان، ولا شايف أي أمل، وكنت دايمًا بسأل نفسي: لو مت دلوقتي، هقابل ربنا بإيه؟ بإيدي اللي ضيعت صحتي وعمري وبيتي؟”.وواصل:”من أصعب اللحظات في حياته كانت تلك التي يقود فيها الشاحنة وهو تحت تأثير المخدرات. “عملت حوادث، خسرت عربيات، خسرت فلوس، وسمعتي في الشغل، وكنت عايش في خوف مستمر من التحاليل والكمائن، ولولا ستر ربنا، كان ممكن أكون دلوقتي جوه السجن أو تحت التراب”.لكن جاءت اللحظة الفارقة حين قال لنفسه:”كفاية”، بدأ البحث عن فرصة للعلاج، وكانت البداية بمركز تابع لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، لكن لم يُكتب له النجاح في البداية”. واستطرد:”ربنا بعتلي شخص أرشدني ووداني لمركز العزيمة التابع للصندوق في محافظة المنيا، وهناك بدأت أولى خطواتي الحقيقية للتعافي”.في مركز العزيمة، وجد محمد الدعم النفسي والعلاج الطبي، والأهم من ذلك وجد من يفهمه ويؤمن به، “الناس هناك مش بس بيعالجوك، لكن بيمشوا معاك خطوة بخطوة، بيحضنوك إنسانيا، وهناك فهمت إن الإدمان مش وصمة، ده مرض، ومرض له علاج”.الآن، بعد مرور ستة أشهر على بداية مشوار التعافي، يشعر محمد بأنه عاد إنسانا من جديد. وقال:”الإدمان ضيع مني سنين، بس رحلة التعافي رجعتلي نفسي مراتي كانت السند الحقيقي، وقفت جنبي وشجعتني، والنهاردة لما أبص لولادي، بحس إني راجع ليهم، وأقدر أكون الأب اللي يستحقوه”.وختم محمد قصته بنصيحة صادقة لكل من يعاني من الإدمان:”الفرصة لسه موجودة، وصندوق مكافحة الإدمان بيوفر علاج مجاني وسري في مراكز محترمة وآمنة.. القرار قرارك… إما تكمل في طريق نهايته معروفة، أو تختار إنك تبدأ من جديد. وأنا اخترت أبدأ، وبدعي ربنا يثبتني، ويهدي كل اللي لسه محتار”.