قبل 10 سنوات من ولادة تامر حسني.. “قيثارة” أول جائزتين لعمرو دياب

قبل 10 سنوات من ولادة تامر حسني.. “قيثارة” أول جائزتين لعمرو دياب

 في عام 1967، ولد نجم جديد على خشبة إذاعة محلية في مدينة بورسعيد، لم يكن يتجاوز السادسة من عمره، لكنه خطف الأنظار بصوته الطفولي العذب، ليبدأ ما سيصبح لاحقا مسيرة فنية استثنائية لشخص عرفه الجمهور فيما بعد بـ”الهضبة”.. عمرو دياب.

أول ظهور إذاعي لعمرو دياب 

في تلك السنة، وعلى موجات إذاعة بورسعيد المحلية، طلب من الأطفال المشاركة في فقرة غنائية ترفيهية مخصصة للأطفال الموهوبين، ضمن احتفالات العيد القومي للمحافظة. وكان عمرو دياب أحد المشاركين، ليقف أمام ميكروفون الإذاعة ويؤدي أغنية وطنية بصوت أبهر الحاضرين. ورغم بساطة الموقف، فإن ما حدث بعدها لم يكن عاديًا.أشاد مسؤولو الإذاعة بموهبته الملفتة، ولفت نظرهم حضوره اللافت رغم صغر سنه، مما دفعهم لتوثيق تلك اللحظة وبثها عدة مرات على مدار أسبوعلم يكن ذلك الظهور مجرد مشاركة عابرة، بل بداية حقيقية لمسيرة انطلقت من إذاعة إقليمية، لتصل بعد عقود إلى المسارح العالمية.

المحافظ يكرم الهضبة.. و”القيثارة” أولى الجوائز

عقب مشاركته الإذاعية الناجحة، قام محافظ بورسعيد في ذلك الوقت بتكريم الطفل الموهوب عمرو دياب بمنحه “قيثارة” رمزية هدية تقديرًا لموهبته اللافتة، في حفل صغير أقيم بمقر المحافظة. وقد تم اختيار آلة القيثارة تحديدًا لما تمثله من رمز فني عريق، ولأنها ارتبطت عبر التاريخ بالموسيقيين والشعراء.كانت تلك القيثارة أول جائزة فنية يتلقاها “الهضبة”، وهي جائزة رمزية لكنها حملت في طياتها بداية اعتراف مبكر بموهبة ستمتد لعقود. واحتفظت عائلة دياب بهذه الهدية التذكارية لسنوات طويلة، باعتبارها أول وسام فني يعلّق في مسيرة نجم المستقبل.

من بورسعيد للعالمية.. رحلة فنية طويلة

ربما لم يكن أحد يتوقع أن هذا الطفل الذي غنى في إذاعة محلية عام 1967، سيكون بعد سنوات قليلة نجمًا يتصدر قوائم الأغاني العربية، ويحصد الجوائز العالمية، ويؤسس لمدرسة موسيقية كاملة في الشرق الأوسط.ومن اللافت أن عمرو دياب حصل على تلك الجائزة الرمزية قبل ميلاد المطرب تامر حسني بـ10 سنوات كاملة (حيث ولد تامر في 1977)، ليعكس الفارق الزمني بين جيلين من النجوم، ولكل منهما طريقته الخاصة في الغناء والتأثير. لكن يبقى لعمرو دياب السبق في كونه أول من مزج بين الحداثة الشرقية والنغم الغربي، عبر رحلة بدأت من قيثارة صغيرة في بورسعيد.ورغم مرور ما يقرب من ستة عقود على تلك اللحظة، لا تزال قصة ظهور عمرو دياب الأول في إذاعة بورسعيد تروى كمثال حي على كيف يمكن لموهبة فطرية أن تشق طريقها نحو النجومية، عندما تحظى بالتقدير والفرصة في الوقت المناسب.ولا تزال القيثارة الأولى، التي أهديت له في عمر الطفولة، رمزا لبدايات الهضبة، وقد ظهرت في أكثر من معرض توثيقي لمسيرته. كما أشار إليها الهضبة في أكثر من مناسبة على أنها كانت أول شاهد على حلمه، وأول من بارك له موهبة سيظل الجمهور يردد صداها لسنوات.