اكتشاف جثتي الأم وابنتها بعد أربعة أشهر من طلب المساعدة

اكتشاف جثتي الأم وابنتها بعد أربعة أشهر من طلب المساعدة

في حادثة صادمة تعكس خللًا خطيرًا في نظام الطوارئ البريطاني، عُثر على جثتي امرأة وابنتها داخل منزلهما بمدينة نوتنغهام بعد نحو أربعة أشهر من اتصال الأم برقم الطوارئ 999 طلبًا للمساعدة دون استجابة تُذكر من فرق الإسعاف.وكشفت التحقيقات الجنائية أن الأم، وتُدعى ألفونسين جياكو لوجا (47 عامًا)، أجرت مكالمة استغاثة يوم 2 فبراير 2024، أبلغت خلالها بأنها لا تستطيع الحركة وتشعر بالبرد الشديد، كما ناشدت إرسال مساعدة عاجلة لابنتها لورين شولا (18 عامًا) التي كانت تعاني من متلازمة داون وتعتمد كليًا على والدتها في احتياجاتها اليومية.وقبل أن تنقطع المكالمة فجأة، قالت لوجا: “أنا في السرير، أشعر بالبرد، لا أستطيع الحركة، أحتاج إلى مساعدة لابنتي”، لكن المفاجأة أن سيارة الإسعاف لم تُرسل أبدًا، إذ أغلق مستشار الطوارئ الطبية الملف دون إبلاغ فريق الإرسال، ظنًا أن الاتصال انقطع دون طارئ يستدعي التدخل.

ألفونسين جياكو لوجا ولورين شولا

جثتان في حالة تحلل بعد 16 أسبوعًا

تم اكتشاف الجثتين يوم 21 مايو 2024، أي بعد مرور نحو 16 أسبوعًا من المكالمة، حين أبلغ الجيران عن رائحة كريهة قادمة من الشقة في منطقة رادفورد. ووفقًا للطبيب الشرعي ستيوارت هاملتون، كانت الجثتان في حالة تحلل متقدمة تشير إلى وفاتهما قبل “أسابيع أو حتى أشهر”.أظهرت نتائج الفحص أن الأم كانت تعاني من فقر الدم المنجلي، وتوفيت بسبب التهاب رئوي حاد، بينما لم تُحدد بعد السبب الدقيق لوفاة الابنة، لكن يرجح الأطباء وفاتها نتيجة الجفاف أو سوء التغذية بعد وفاة والدتها.

اعتراف رسمي بـ”الفرصة الضائعة”

أقرت سوزان جيفونز، رئيسة قسم سلامة المرضى في خدمة إسعاف شرق ميدلاندز، أن هناك “فرصة ضائعة” لإنقاذ الأرواح، مؤكدة أن المكالمة كان يجب أن تُحال فورًا إلى فريق الإرسال بمجرد الحصول على العنوان.وأضافت أن التحقيق لا يزال جاريًا وسيستغرق خمسة أيام لتحديد جميع ملابسات الواقعة، التي أثارت موجة من الغضب والجدل في بريطانيا بشأن كفاءة استجابة فرق الطوارئ، خاصة في الحالات الإنسانية الحرجة.

مأساة تكشف ثغرات النظام

المأساة تضاعفت عندما تبيّن أن لوجا خرجت من المستشفى قبل الحادث بأيام قليلة بعد خضوعها لنقل دم نتيجة تفاقم مرضها، لكنها قررت العودة إلى منزلها استثنائيًا لرعاية ابنتها الوحيدة، الأمر الذي وضع حياتهما في خطر داهم، لم تُدركه الجهات الصحية إلا بعد فوات الأوان.