مصر الثابتة تصارع الإخوان وأتباعهم المظلمين

في سوق الأكاذيب حيث يتاجر الخونة بأوطانهم، وتُباع الحقائق بسعر الغدر، تنطلق صافرات حملة شرسة تستهدف أقدس ما في مصر، وهو دورها الإنساني العظيم وموقفها الوطني الثابت تجاه غزة، الخصوم استخدموا معبر رفح في حملة قبيحة، تنضح حقدًا وغباءً، تصدر عن حثالات الفكر ومرتزقة الكلمة، أولئك الذين يسمون أنفسهم “الإخوان المسلمين”، وهم في حقيقة أمرهم عصابات سياسية لا تعرف لمصر حقًا ولا للعروبة معنى، إلا ما يخدم شهوة السلطة التي أعمت بصائرهم وأفسدت ضمائرهم.
لقد حوّل الإخوان وأعوانهم الإلكترونيين – الذين يتقاضون أجرهم بالعملة الصعبة أو بوعود كاذبة من جهات ظلامية – معبر رفح، ذلك الشريان الحيوي الذي ظل ينبض بالحياة لأهل غزة المحاصرين، إلى قنطرة لسهامهم المسمومة، يتجرأون، وكأن قلوبهم من حجر، على اتهام مصر – التي فتحت ذراعيها ومعابرها منذ اللحظة الأولى للحرب – بالتقصير أو بالمشاركة في الحصار! أي سخرية سوداء هذه؟ أي انحدار أخلاقي وسياسي يبلغ بالإنسان أن يرمي مصر التي أنقذته من فوق سفينة الغرق بما هو ليس فيها؟
الدور المصري معروف ومشهود له مصر هي جدار الصد الإنساني والشجاعة المتجسدة في كل مواقفها، دعونا ننظر إلى الحقيقة الصارخة، التي تزهق الأكاذيب وتفضح الزيف، معبر رفح الذي هو شريان الحياة لغزة، ومنذ انطلاق العدوان الهمجي، لم يتوقف هذا المعبر عن العمل إلا بما تفرضه ظروف العدوان المباشر عليه من الجانب الإسرائيلي، آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية عبرت من قلب سيناء إلى قلب غزة، مئات الجرحى والمرضى عبروا للعلاج في المستشفيات المصرية التي فتحت أبوابها دون تردد، أليس هذا هو الفعل الحقيقي؟ أليس هذا هو الإيمان العملي بالمصير المشترك؟
أما عن الموقف السياسي صاحب الأثمان الباهظة، خذ عندك رفض التهجير وهو الموقف التاريخي الذي اتخذته مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقفت مصر صخرة صلدة أمام أي مخطط لتهجير أهل غزة من أرضهم، هذا الرفض لم يكن مجرد بيان دبلوماسي، لقد كان صرخة مدوية من أعماق الضمير المصري والعربي، إدراكًا أن التهجير هو طعن في خاصرة القضية الفلسطينية ومحوٌ لهويتها، مصر لم تكن ولن تكون شريكًا في جريمة التهجير، بل هي حصنٌ منيع ضده.
ليس موقف عابر من التهجير وفقط ولكن الدبلوماسية الحازمة التي مارستها مصر، وعدم توقفها عند الدور الإنساني، بل تحركت بكل ثقلها الدبلوماسي على كل المستويات، من الأمم المتحدة إلى القمم العربية والإسلامية والدولية، لوقف العدوان وتقديم المساعدات وحماية المدنيين. جهود لا تنكرها إلا عيونٌ أعمتها الغاية السياسية المريضة.
الإخوان بشكل عام هم أدوات التخريب العلني، ومن حقنا أن نسألهم لماذا إذن هذا الهجوم الحاقد من تنظيم الإخوان وأذرعه الإلكترونية؟ لماذا يحاولون بكل خسة تشويه صورة مصر وتحميلها تبعات حرب لم تشعلها، وحصار لم تفرضه؟ الجواب يكمن في طبيعة هذا التنظيم المريضة وأهدافه الدنيئة.
الإخوان الآن في مرحلة الانتقام الأعمى، الإخوان لم يغفروا لمصر انتصار إرادتها الشعبية في 30 يونيو، التي أطاحت بمشروعهم التخريبي، حملة الإخوان الممنهجة عن معبر رفح هي حلقة في سلسلة انتقامية طويلة هدفها زعزعة استقرار مصر وتشويه أي إنجاز تحققه، ويتم ذلك كخدمة أجندة أجنبية، لا يخفى على متابع تمويل ودعم تنظيم الإخوان من دول وجهات إقليمية لها حساباتها الخاصة مع مصر ودورها القيادي، تشويه صورة مصر في ملف غزة يخدم أجندات تلك الجهات الرامية لإضعاف الموقف المصري وتقويض نفوذه.
إن استغلال الألم الفلسطيني هو العار بعينه، يستغل الإخوان بوقاحة مشاعر الشعب الفلسطيني وألمه لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة، هم لا يهمهم حل معاناة أهل غزة بقدر ما يهمهم توظيف هذه المعاناة كأداة لضرب مصر وخلق فتنة بين شعبين شقيقين.
يزيد على ذلك محاولة الإخوان توريط مصر، وهذا هو الخطير في دعاياتهم ومحاولات التلميح أو التصريح بأن مصر “متواطئة” أو “مقصرة” عمدًا، وكأنها تتحمل جزءًا من مسؤولية الحرب! هذه محاولة خبيثة لدفع مصر نحو مواجهة مباشرة غير محسوبة أو لخلق حالة من السخط الشعبي الفلسطيني ضدها، مما قد يعرض أمنها القومي للخطر ويلهيها عن دورها الإنساني والدبلوماسي الفاعل.
أين كان إعلام الإخوان وأذرعه عندما كانت مصر تحت حكمهم القصير؟ هل وقفوا مع غزة؟ أم كانوا مشغولين بتدمير مؤسسات الدولة المصرية وتفريغها من مضمونها؟ أليس هذا التناقض دليلًا دامغًا على أن قضية فلسطين عندهم مجرد ورقة سياسية يتم اللعب بها عندما تخدم مصلحة التنظيم، وتُهمل عندما تتعارض معها؟
اللجان الإلكترونية الإخوانجية هي جيوش الظلام ولا يمكن فصل هذه الحملة عن ماكينات الإخوان الإلكترونية، تلك اللجان المنظمة والممولة التي تعمل ليل نهار لترويج الأكاذيب، وتضخيم الشائعات، وخلق ضجيج إعلامي مفتعل، هم جيش من “المرتزقة الافتراضيين” لا وطن لهم إلا أجندة التنظيم المريضة.
وتبقى مصر أكبر من كل هذا الزيف ويبقى الصف الوطني منيع في مواجهة هؤلاء المخربون، إن حملة الإخوان الخسيسة ضد مصر ومعبر رفح ليست سوى دليل آخر – إن احتجنا لدليل – على انسلاخ هذا التنظيم عن أي انتماء حقيقي لمصر أو لقضايا الأمة، هم كالسرطان الخبيث، يحاولون النمو على حساب جسد الوطن السليم، مواقفهم المتقلبة، وخطابهم المزدوج، وتوظيفهم البذيء لمعاناة الشعب الفلسطيني، كلها تؤكد أنهم خارج الصف الوطني المصري، بل هم عدوه اللدود.
أما مصر، فستظل صامدة كالجبل ستستمر في تقديم العون لأهل غزة عبر رفح بكل ما أوتيت من قوة، لأن ذلك واجب إنساني وقومي وأخلاقي. وستظل ترفض التهجير وتدافع عن الحق الفلسطيني بكل ما تملك من أدوات سياسية ودبلوماسية، دورها التاريخي الشجاع شاهدٌ لا يُنكر، وسيبقى شامخًا في وجه كل حملات التشويه التي يطلقها حاقدون أو مرتزقة.
لقد قال الرئيس السيسي كلمة الحق “مصر هي الحضن الآمن للفلسطينيين”، وهذا الحضن لن يتزعزع بزعيق فئران الظلام، ولن يتلوث ببصاق حملاتهم الوضيعة. فلتستمر مصر في دورها العظيم، وليُفضَح الإخوان وأعوانهم على حقيقتهم، كأدوات تخريب لا تعرف للوطن معنى، ولا للشرف طريقًا. تاريخهم الأسود سيبقى شاهدًا على خيانتهم، وحاضرهم المأزوم دليلًا على عجزهم، ومستقبلهم – بإذن الله وإرادة الشعب المصري الصلب – سيكون نهايتهم في مزبلة التاريخ التي يستحقونها.