ما دلالة اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية؟

ما دلالة اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية؟

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين المستقلة في سبتمبر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو القرار الذي قوبل بإشادة من المسؤولين الفلسطينيين وإدانة من إسرائيل والولايات المتحدة.وستصبح فرنسا أكبر قوة غربية وأول عضو في مجموعة الدول السبع يعترف بالدولة الفلسطينية. وجاء إعلانها وسط تزايد التقارير عن المجاعة في غزة.

ماذا يعني اعتراف فرنسا بالنسبة للفلسطينيين؟

تقول صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها، إن القرار لا يعني الكثير عمليا؛ فلأكثر من عقد، سعت السلطة الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث تم الاعتراف بفلسطين عام 2012 “كدولة مراقبة دائمة”، إلا أن العضوية الكاملة تتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع إقامة الدولة الفلسطينية.وقال إيال مايروز، المحاضر البارز في دراسات السلام والصراع في جامعة سيدني، إن خطوة ماكرون ستضع ضغوطا إضافية على الدول الأوروبية الأخرى لتحذو حذوها – وخاصة بريطانيا، حيث يواجه رئيس الوزراء كير ستارمر دعوات متزايدة من داخل حزبه لدعم الدولة الفلسطينية.وقال مايروز إن الدعم الواسع الذي تقدمه إدارة  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل، وإدانة وزير الخارجية ماركو روبيو لقرار ماكرون، يجعل التحول في السياسة الأمريكية تجاه الدولة الفلسطينية أمرا غير محتمل للغاية ولكن ليس مستحيلا.وقال إن “الأمر يعتمد على حسابات ترامب”، مشيرا إلى رغبة الرئيس في الفوز بجائزة نوبل للسلام وجهوده لتحسين العلاقات مع الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية.وقال وزير العلوم والابتكار والتكنولوجيا البريطاني بيتر كايل لشبكة سكاي نيوز يوم الجمعة، إنه في حين تدعم الحكومة قيام الدولة الفلسطينية فإن الأولوية الحالية هي ضمان وصول إمدادات المساعدات إلى غزة.وقال “إننا نريد قيام دولة فلسطينية، ونرغب في ذلك، ونريد أن نتأكد من إمكانية توفر الظروف التي تسمح لهذا النوع من الحل السياسي الطويل الأمد بالحصول على المساحة للتطور”.وصرّح متحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الجمعة بأن البلاد “لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية على المدى القريب”، وفقًا لما ذكرته رويترز.  وأضاف أن أولوية ألمانيا هي تحقيق “تقدم طال انتظاره” نحو حل الدولتين، مضيفًا: “أمن إسرائيل ذو أهمية قصوى للحكومة الألمانية”.

كم عدد الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية؟

ويضع هذا الإعلان فرنسا على مسار الانضمام إلى أكثر من 140 دولة أخرى في الاعتراف بدولة فلسطينية، وقد أقدمت العديد من هذه الدول – بما فيها الصين والهند وماليزيا وروسيا – على ذلك في نوفمبر 1988، عندما أعلن المجلس الوطني الفلسطيني قيام دولة فلسطين المستقلة، ولكن مع إصرار واشنطن على حل الدولتين عن طريق التفاوض، امتنعت الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الغربية عن هذا الاعتراف آنذاك.ولكن هذا الوضع تغير خلال العدوان على غزة، حيث اعترفت النرويج وإسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا بدولة فلسطينية العام الماضي.وقال شهرام أكبر زاده، الأستاذ في جامعة ديكين في أستراليا: “إن ضخامة الكارثة الإنسانية خلال حرب غزة والرفض الصارخ من جانب إسرائيل للذهاب إلى طاولة المفاوضات من أجل حل الدولتين جعل من الضروري للعديد من القوى الأوروبية تجاوز إسرائيل والاعتراف بفلسطين”.وأضاف أكبر زاده أن اعتراف دولة أوروبية ذات وزن ثقيل مثل فرنسا بالدولة الفلسطينية يرسل “إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل والمجتمع الدولي بأن ما يحدث في غزة غير مقبول وأنه يجب أن يكون هناك مخرج دبلوماسي من هذه الأزمة”.ووفقا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة يوجوف، انخفض الدعم الشعبي لإسرائيل بشكل حاد في أوروبا الغربية، بما في ذلك فرنسا، مع استمرار الحرب في غزة لأكثر من 21 شهرًا. وصرح مايروز بأن صور الأطفال الجائعين تزيد من الضغوط التي يواجهها القادة، بمن فيهم ماكرون.وأضاف: “كلما زادت إشارات التحذير ودعوات الأمم المتحدة للتحرك، وتحذيرات الوكالات الإنسانية بشأن استمرار تجويع إسرائيل في غزة، أصبحت الدول أكثر جرأة في اتخاذ خطوات ضد السياسة الأميركية”.