تفاقم خطير في العلاقات بين تايلاند وكمبوديا واتهامات بشأن استخدام قنابل عنقودية

تفاقم خطير في العلاقات بين تايلاند وكمبوديا واتهامات بشأن استخدام قنابل عنقودية

فيما تتصاعد حدة التوترات على الحدود بين تايلاند وكمبوديا، دخل النزاع مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والاتهامات المتبادلة، وسط مخاوف من انزلاق الموقف إلى أزمة إقليمية أوسع.فقد أكدت وزارة الخارجية التايلاندية على لسان المتحدث باسمها نيكورنديج بالانكورا أن بانكوك ترفض وساطة أي طرف ثالث في الوقت الراهن، مشددة على أن النزاع مع كمبوديا يجب أن يُحل بشكل ثنائي مباشر. 

 

 

وقال بالانكورا في تصريحات لوكالة “رويترز”: “لا أعتقد أننا بحاجة إلى أي وساطة من دولة ثالثة حتى الآن”، موضحًا أن الآلية الثنائية تظل “أفضل طريق للخروج من هذا الوضع، لأنها مواجهة بين البلدين”.

 دعوات لوساطة دولية 

ورغم عروض الوساطة التي تقدمت بها الولايات المتحدة والصين وماليزيا، إلا أن تايلاند متمسكة بموقفها الرافض لتدخل خارجي، داعية في الوقت نفسه كمبوديا إلى وقف أعمال العنف على الحدود كشرط أساسي للعودة إلى الحوار.

 كمبوديا تتهم تايلاند باستخدام الذخائر العنقودية المحرّمة دوليًا

في المقابل، صعّدت كمبوديا من لهجتها الدبلوماسية، متهمة تايلاند باستخدام الذخائر العنقودية المحرّمة دوليًا ضد مناطق مأهولة على الجانب الكمبودي من الحدود. فقد نشر مكتب رئيس الوزراء الكمبودي بيانًا رسميًا عبر منصة “X”، تضمن اتهامًا صريحًا للقوات المسلحة التايلاندية باستخدام هذا النوع من الذخائر، في منطقتي “بنوم خموش” و”تيكو تاماشارت”.وأكدت هيئة مكافحة الألغام ومساعدة الضحايا الكمبودية (CMAA) أن الهجمات وقعت في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، وتحديدًا في الساعة 5:25 و6:50 بالتوقيت المحلي، مما تسبب في تعريض المدنيين وعمال إزالة الألغام للخطر المباشر. ووصف البيان الحادثة بأنها “انتهاك خطير للمعايير الإنسانية الدولية”، مشيرًا إلى أن اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008 تحظر استخدام هذه الأسلحة بسبب آثارها العشوائية طويلة الأمد، خاصة على الأطفال.

دعوات إقليمية متزايدة إلى احتواء الأزمة وتفادي تحولها إلى صراع مسلح أوسع

ويأتي هذا التصعيد في ظل دعوات إقليمية متزايدة إلى احتواء الأزمة وتفادي تحولها إلى صراع مسلح أوسع في منطقة جنوب شرق آسيا. إلا أن تمسك تايلاند بالحل الثنائي، واتهامات كمبوديا باستخدام أسلحة محظورة، يثيران قلقًا متزايدًا بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين، ويدفعان المجتمع الدولي إلى مراقبة الوضع عن كثب.جدير بالذكر أن النزاع الحدودي بين البلدين ليس جديدًا، إذ يمتد إلى عقود سابقة ويتعلق بتداخلات جغرافية تاريخية، لا سيما قرب معبد برياه فيهير والمنطقة المحيطة به. إلا أن الأحداث الأخيرة تشير إلى تحوّل في طبيعة المواجهة، من خلافات حدودية إلى نزاع مسلح محدود النطاق، مع تصاعد في الخطاب الرسمي واتهامات خطيرة قد تستدعي تحركات أممية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.في هذا السياق، لم تصدر أي ردود فعل رسمية بعد من الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية المعنية بنزع السلاح، إلا أن التطورات المتلاحقة قد تفرض على المجتمع الدولي التدخل، سواء عبر الإدانة أو الدعوة إلى التهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات.