تدهور الوضع الإنساني في غزة.. مجاعة خانقة تؤثر على السكان والعاملين في الإغاثة

بينما تتلاشى آمال التهدئة وتنهار مفاوضات وقف إطلاق النار، تسجل غزة مشاهد صادمة لمجاعة متفاقمة تطال حتى العاملين في مجال الإغاثة، في وقت تؤكد فيه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن “النظام الإنساني بأكمله ينهار”.ونقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية، عن فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، أن “الأزمة تؤثر على الجميع، حتى أولئك الذين يحاولون إنقاذ الأرواح عندما لا يتمكن القائمون على الرعاية من العثور على طعام، فهذا يعني أن النظام بأسره في حالة انهيار”. ولفت إلى أن بعض موظفي الوكالة أصيبوا بالإغماء نتيجة الجوع، في مشهد يعكس مستوى الانهيار داخل القطاع المحاصر.
وفاة ما لايقل عن ٤٥ شخصا من الجوع
خلال الأيام الأربعة الأخيرة، سجلت مصادر طبية وفاة ما لا يقل عن 45 شخصًا بسبب الجوع، وسط اتهامات مباشرة للحصار الإسرائيلي بتقييد دخول المساعدات الإنسانية.وأكد لازاريني أن نحو 6000 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية لا تزال عالقة، مطالبًا بالسماح بدخولها دون قيود.ونشرت فرق الدفاع المدني صورًا صادمة لجثامين هزيلة لا تغطيها سوى العظام والجلد، فيما وصفت مصادر طبية حال بعض الوفيات بأنهم “لم يتناولوا الطعام منذ أيام”. ونُقل عن أحد موظفي الأونروا قوله إن “الناس في غزة ليسوا أمواتًا ولا أحياء إنهم جثث تمشي”.على الصعيد السياسي، تزامن الانهيار الإنساني مع فشل جديد في محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة، إذ أعلن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سحب وفد بلاده، متهمًا حركة حماس بـ”عدم الجدية”.وفي المقابل، قالت مصادر من حماس إن ردها كان “مرنًا وإيجابيًا”، وشمل خارطة طريق جديدة لتبادل الأسرى، إضافة إلى مطالب بإنهاء دائم للحرب لا مجرد هدنة.وفي تطور دولي لافت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، معتبرًا الخطوة التزامًا “بتحقيق سلام عادل ودائم”.ومع تصاعد الضغط الدولي، يزداد الانقسام بين الروايات السياسية حول جدية جهود السلام، بينما تبقى الحقيقة الأكثر قسوة على الأرض أن المجاعة لا تعرف لغة السياسة، وأن المدنيين – بمن فيهم أطفال وموظفو إغاثة – هم من يدفعون الثمن.