“مهران”: مصر تمكنت من إنهاء الحصار الإنساني على غزة من خلال 346 شاحنة مساعدات.

“مهران”: مصر تمكنت من إنهاء الحصار الإنساني على غزة من خلال 346 شاحنة مساعدات.

حذر الدكتور محمد مهران، أستاذ القانون الدولي العام، وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، من أن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا وحاسمًا، مشيدًا في الوقت ذاته بالإنجاز المصري في إدخال 346 شاحنة مساعدات إنسانية خلال 48 ساعة، والذي وصفه بأنه بداية مشجعة لكسر الحصار الإنساني المفروض على مليوني فلسطيني.وأكد الدكتور مهران، في تصريحات صحفية، أن القانون الدولي الإنساني يفرض التزامات صارمة على المجتمع الدولي لضمان وصول المساعدات للسكان المدنيين المحاصرين، مشيرًا إلى أن ما حققته مصر من إدخال 166 شاحنة أمس و180 شاحنة اليوم يمثل تطبيقًا عمليًا لهذه الالتزامات الدولية، لكنه لا يزال دون المستوى المطلوب لمواجهة حجم الكارثة.وأوضح مهران أن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات كارثية تستوجب تدخلًا طارئًا وفقًا لمبادئ الاستجابة الإنسانية الدولية، مؤكدًا أن الكميات التي دخلت من الدقيق والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية عبر معبري زكيم وكرم أبو سالم تمثل خطوة إيجابية لكنها غير كافية لسد الاحتياجات الأساسية.وشدد على أن دخول 137 شاحنة دقيق اليوم يعكس إدراكًا صحيحًا لخطورة أزمة التجويع المتعمد التي يواجهها سكان القطاع، والتي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مؤكدًا أن استخدام الجوع كسلاح حرب محظور دوليًا بموجب البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف.ولفت أستاذ القانون الدولي إلى أن الجهود المصرية تأتي في إطار التزام مصر التاريخي بالقانون الدولي الإنساني ودورها كحامية للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الدبلوماسية المصرية نجحت في خلق ضغط دولي إيجابي أدى إلى هذا التطور المهم، لكن الأمر يتطلب استمرارية وتصعيدًا لمواجهة الوضع الكارثي.وحذر أيضا من أن الاحتياجات اليومية لقطاع غزة تفوق بأضعاف ما يدخل حاليًا، مؤكدًا أن المعايير الدولية للاستجابة الإنسانية تتطلب دخول آلاف الشاحنات شهريًا لضمان الحد الأدنى من المعيشة الكريمة.ودعا المجتمع الدولي إلى مضاعفة الضغوط لزيادة كميات المساعدات وفتح معابر إضافية، مؤكدا أن إدخال المستلزمات الطبية يأتي في إطار الحق في الصحة المكفول دوليًا، مشيرًا إلى أن النظام الصحي في غزة انهار بشكل شبه كامل ويحتاج إلى إعادة بناء شاملة.كما دعا أيضا إلى تخصيص ممرات آمنة دائمة للمساعدات الطبية والإنسانية، ومطالبا بتحويل هذا النجاح المصري إلى آلية دولية مستدامة لضمان التدفق المنتظم للمساعدات، محذرًا من أن أي انقطاع في هذا التدفق قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر.وفي ذات السياق ،أشاد الدكتور مهران بالدور القيادي لمصر في هذا الملف ودعا الدول العربية إلى دعم الجهود المصرية وتعزيزها.وختم تصريحاته بالتأكيد على أن ما حققته مصر يمثل انتصارًا للقانون الدولي الإنساني والضمير الإنساني، لكنه يتطلب بناءً عليه لتحويله إلى حلول جذرية تضمن إنهاء الحصار الإنساني نهائيًا وضمان حياة كريمة لسكان غزة.