كلية طب قصر العيني تطور تقنية جديدة لتشخيص فشل القلب عند الأطفال

أعلنت كلية طب قصر العيني – جامعة القاهرة، عن إنجاز علمي جديد يعكس تقدمًا ملموسًا في مجال تشخيص أمراض القلب لدى الأطفال، حيث نُشر بحث حديث بتاريخ 21 يوليو 2025 في مجلة BMC Cardiovascular Disorders التابعة لمؤسسة Springer Nature.
التنبؤ بالحالة الوظيفية وشدة الأعراض لدى الأطفال المصابين باعتلال عضلة القلب التوسعي
وأكدت الدراسة، التي أُجريت في مستشفى الأطفال التخصصي الجامعي (أبو الريش الياباني)، الدور الواعد لتقنيات تخطيط صدى القلب المتقدمة، خاصة تقنية تتبع بقع الدم (Blood Speckle) ومؤشر الإجهاد بعد الانقباض (Post-Systolic Index – PSI)، في التنبؤ بالحالة الوظيفية وشدة الأعراض لدى الأطفال المصابين باعتلال عضلة القلب التوسعي (DCM).نفّذ الدراسة فريق بحثي من كلية طب قصر العيني بالتعاون بين وحدة قلب الأطفال وقسم الأطفال، وشمل الفريق كلًا من الدكتورة سها إمام، أستاذ طب الأطفال، والدكتور أنطوان فخري عبد المسيح، أستاذ مساعد، والدكتورة منال عبد الحميد، مدرس، والدكتورة علياء إبراهيم، مدرس مساعد. ويُعد هذا الفريق من الكوادر الطبية المتميزة التي تعمل في واحدة من أبرز الوحدات المتخصصة في أمراض قلب الأطفال على مستوى المنطقة، بما تمتلكه من خبرات علمية وتقنيات تشخيصية حديثة.وجاء هذا الإنجاز تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وبإشراف الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، وذلك في ظل قيادة دؤوبة لقسم الأطفال من قبل الدكتور أحمد قداح، وإدارة فعالة للدكتورة رشا جمال بمستشفى أبو الريش الياباني، التي تعد من أبرز المؤسسات العلاجية المتخصصة في طب الأطفال في مصر والمنطقة العربية.
العمل يعكس التزام كلية طب قصر العيني بالبحث العلمي كركيزة أساسية للتقدم في مجال الرعاية الصحية
وفي تعليقه على هذا الإنجاز، أعرب الدكتور حسام صلاح عن فخره بالفريق البحثي، مؤكدًا أن هذا العمل يعكس التزام كلية طب قصر العيني بالبحث العلمي كركيزة أساسية للتقدم في مجال الرعاية الصحية، وأشار إلى أن الكلية حريصة على دعم الابتكار والتطوير العلمي، ليس فقط في إطار أكاديمي، بل بما يخدم الاحتياجات الفعلية للمرضى، ويُسهم في تحسين جودة الحياة للفئات الأكثر ضعفًا، وعلى رأسها الأطفال المصابون بأمراض مزمنة ومعقدة.
الدراسة هدفت إلى التمييز بين درجات القصور القلبي الوظيفي باستخدام مؤشرات متقدمة
تضمّنت الدراسة عينة من 28 طفلًا مصابًا باعتلال عضلة القلب التوسعي، إلى جانب 30 طفلًا سليمًا كوحدة ضابطة للمقارنة، وهدفت إلى التمييز بين درجات القصور القلبي الوظيفي باستخدام مؤشرات متقدمة تعتمد على تخطيط صدى القلب. وقد كشفت النتائج عن محدودية المؤشرات التقليدية مثل كسر القذف (EF) والإجهاد الطولي/المساحي في التفريق بين حالات القصور (NYHA II وIII)، بينما أظهر مؤشر PSI، بنسبة تفوق 4%، حساسية بلغت 92%. كما أن الكشف عن وجود دوامة انقباضية داخل القلب (systolic vortex) ارتبط بدقة وصلت إلى 100% في تحديد الحالات الأكثر تدهورًا.
البحث هو الأول عالميًا الذي يوظف تقنية تتبع بقع الدم
وما يميز هذا البحث أنه يُعد الأول عالميًا الذي يوظف تقنية تتبع بقع الدم (Blood Speckle Imaging) في تشخيص حالات فشل عضلة القلب لدى الأطفال باستخدام الموجات فوق الصوتية. ويُعد هذا البحث هو الثاني للفريق نفسه الذي يُنشر في هذا المجال، ما يعكس استمرارية الجهد وتراكم الخبرات في واحدة من أكثر تقنيات التصوير الطبي تطورًا، والتي توفر للطبيب قدرة عالية على تقييم كفاءة القلب وتحليل المؤشرات الحيوية الدقيقة دون الحاجة لتدخل جراحي أو استخدام أجهزة مكلفة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي.وأوصت الدراسة بدمج هذه المؤشرات التشخيصية المتقدمة ضمن الفحوص الروتينية للأطفال المصابين باعتلال عضلة القلب، خاصة في البلدان النامية التي تعاني من محدودية الموارد، باعتبار أن الموجات فوق الصوتية تمثل وسيلة آمنة وعملية وفعالة لتقييم حالة القلب دون الحاجة إلى تقنيات باهظة التكاليف. كما طرحت الدراسة مقترحًا جديدًا لتصنيف درجات القصور القلبي لدى الأطفال، لا يعتمد فقط على الأعراض التي قد يصعب التعبير عنها بدقة من قبل المرضى الأطفال، بل يأخذ بعين الاعتبار تكرار الحاجة إلى دخول المستشفى، مما يمنح الأطباء وسيلة أكثر موضوعية ودقة في تقييم الحالة ووضع خطط العلاج.ويمثل هذا الإنجاز خطوة جديدة في مسار تطوير جودة الرعاية الطبية للأطفال داخل مستشفيات جامعة القاهرة، ويعزز من مكانة كلية طب قصر العيني كمؤسسة أكاديمية وبحثية رائدة على مستوى المنطقة، قادرة على إنتاج معرفة جديدة، وتقديم حلول تطبيقية لمشكلات طبية معقدة. كما يفتح الباب أمام مزيد من التعاون البحثي الدولي في مجال التشخيص المبكر لأمراض القلب لدى الأطفال، ويعزز من فرص تحسين مخرجات العلاج في بيئات تواجه تحديات اقتصادية وتقنية.