تقدم متأني في محادثات غزة وسط نزاعات حول الانسحاب

أفادت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الخميس، ان إسرائيل تجري حاليًا مراجعة للرد المعدل الذي قدمته حركة حماس بشأن مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، في وقت تواصل فيه الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية قصف قطاع غزة.وأكدت حركة حماس أنها سلمت اقتراحًا جديدًا، دون الكشف عن تفاصيله. وقالت مصادر مطلعة إن النسخة السابقة، التي قُدمت مساء الثلاثاء، اعتبرها الوسطاء غير كافية ولم تُنقل حتى إلى الجانب الإسرائيلي.

تفاصيل انسحاب الجيش الاسرائيلي 

 وتتمثل أبرز نقطتي خلاف في المفاوضات في تفاصيل انسحاب الجيش الإسرائيلي، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية خلال أي هدنة محتملة.يُشار إلى أن حكومة نتنياهو تضم أحزابًا يمينية متطرفة تعارض بشدة أي اتفاق لا ينتهي بتدمير حماس بالكامل. وقال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “في اللحظة التي أشعر فيها بأن رئيس الوزراء يظهر ضعفًا أو أن هذه الحرب ستنتهي باستسلامنا بدلًا من استسلام حماس الكامل، فلن أبقى في الحكومة يومًا واحدًا”.وفي سياق موازٍ، صرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن قطاع غزة يعاني من “مجاعة جماعية من صنع الإنسان” نتيجة الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات. وقال في مؤتمر صحفي افتراضي من جنيف: “لا أجد وصفًا لذلك سوى مجاعة جماعية من صنع البشر، وهذا واضح جدًا السبب هو الحصار”.وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عشرة فلسطينيين توفوا ليل الثلاثاء/الأربعاء جراء الجوع، ليرتفع عدد الوفيات بسبب الجوع إلى 111 شخصًا. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن 21 طفلًا دون سن الخامسة لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية منذ بداية العام.ومن بين أكثر من 100 شخص قُتلوا خلال 24 ساعة بفعل الغارات الإسرائيلية أو إطلاق النار، كانت هناك أسرة كاملة مكونة من سبعة أفراد، بينهم الصحفية المستقلة ولاء الجعبري وزوجها وأطفالهم الخمسة، بحسب وزارة الصحة في غزة. وقال أحد أقارب العائلة، إيمان الشاعر، إن الأطفال ناموا دون طعام قبل أن تُسقط القنابل على منزلهم.في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية البرازيلية أن البرازيل تضع اللمسات النهائية على طلبها للانضمام إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة. وأكدت البرازيل في بيان رسمي أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي، بما في ذلك “ضم الأراضي بالقوة”، معبرة عن “سخطها العميق” إزاء ما يعانيه المدنيون الفلسطينيون من عنف.وفي بريطانيا، وجّه أكثر من 30 سفيرًا سابقًا و20 دبلوماسيًا بريطانيًا رفيع المستوى في الأمم المتحدة رسالة إلى زعيم حزب العمال، كير ستارمر، دعوه فيها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، محذرين من أن “مخاطر التقاعس عن التحرك كارثية وتاريخية”، ومؤكدين أن “أمن إسرائيل لن يتحقق دون حل سياسي للقضية الفلسطينية”.