بوليتيكو: رئيس الوزراء البولندي يعيد تنظيم الحكومة

أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، أمس الأربعاء، عزمه إجراء تعديل وزاري واسع في حكومته، في محاولة قالت عنها مجلة “بوليتيكو” الأوروبية أنها ترمي لاستعادة زمام المبادرة بعد الهزيمة القاسية التي مُني بها مرشح حزبه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في شهر يونيو الماضي، ووصفها بـ”الزلزال السياسي”.وأوضحت المجلة، في تقرير، أن التعديل شمل تقليص عدد الوزراء من 26 إلى 21، وإنشاء وزارة كبرى موحدة للمالية والاقتصاد برئاسة أندجي دومانسكي، إضافة إلى إقالة وزير العدل آدم بودنار بسبب الانتقادات لتباطؤ إصلاح القضاء وملاحقة مسؤولين سابقين متهمين بالفساد.وذكرت المجلة أن الشعور بانهيار الحكومة المقالة وتدهور آدائها كان أحد العوامل التي أدت إلى هزيمة عمدة وارسو، رافال ترزاسكوفسكي، مرشح حزب توسك “المنصة المدنية” في الانتخابات الرئاسية، أمام كارول ناوروكي، المدعوم من حزب القانون والعدالة، وهو يميني متشدد. وعلق توسك على هذا الأمر قائلًا:” انتهى اليوم زمن صدمة ما بعد الانتخابات”، معترفًا بأن استعادة حكومته لتوازنها سيكون “طريقًا صعبًا”.وفي خطوة اعتبرتها المجلة تحولًا نحو اليمين، عزز توسك موقع وزير الخارجية المحافظ رادوسواف سيكورسكي بتعيينه نائبًا لرئيس الوزراء، كما أعلن عن تشديد الرقابة على الحدود لمكافحة الهجرة غير الشرعية، في محاولة لقطع الطريق أمام صعود حزب القانون والعدالة (PiS) واليمين المتطرف.وأكد توسك أن حكومته المجددة ستعمل على إحلال “النظام والأمن والمستقبل”، متعهدًا بالتصدي لمحاولات خارجية لزعزعة استقرار بولندا، قائلًا:” نعيش في واقع مليء بالمفاجآت، لكننا لن نسمح بأن نفاجأ”.كما أقال توسك وزير الصحة لعدم معالجته الأزمة المتفاقمة في تمويل الرعاية الصحية. ويجري حاليًا إنشاء وزارة جديدة للطاقة ووزراء جدد لأصول الدولة والثقافة والزراعة. وأُقيل أيضآ وزير الرياضة سلافومير نيتراس، الذي كان مسؤولًا عن الحملة الرئاسية الفاشلة لترزاسكوفسكي.وتعليقًا على ذلك، قالت آنا فويجيوك، أستاذة العلوم السياسية في جامعة وارسو:” يبدو أن الحكومة استهدفت المناطق التي تُظهر استطلاعات الرأي فيها مطالب متكررة ومتواصلة من الناخبين بالتغيير، أو المناطق التي يُصنف فيها هذا التغيير على أنه الأقل حظًا”.