تفوقت بفضل المنصات الإلكترونية فقط، دون الحاجة للدروس الخصوصية: قصة مي حسن، الحاصلة على المركز الثالث على مستوى الجمهورية

لم تكن رحلة التفوق بالنسبة للطالبة مي حسن محمد حسن، الحاصلة على المركز الثالث في الثانوية العامة شعبة علمي علوم لعام 2025، سهلة أو تقليدية، بل كانت مزيجا من الإجهاد النفسي، والاجتهاد اليومي، والإيمان بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فمن دون الاعتماد على أي دروس خصوصية طوال مشوارها الدراسي وحتى الصف الثاني الثانوي، وباستخدامها فقط للمنصات التعليمية الإلكترونية في الصف الثالث الثانوي، استطاعت مي أن تسطّر اسمها ضمن أوائل الجمهورية، في واحدة من أكثر السنوات الدراسية تنافسًا.
رحلة مي مع التابلت والتعليم الإلكتروني
حين سُئلت عن شعورها لحظة علمها بكونها ضمن الأوائل، أجابت ببساطة وصدق: “مبسوطة، الحمد لله، كرم من ربنا طبعًا، الحمد لله”، موضحة أنها كانت تجتهد وتسعى وتذاكر، ولكنها لم تكن تتوقع أن تكون من الأوائل، لكن يقينها بالله لم يضيعها، شاكرة الله على ما وصلت له.وتابعت مؤكدة، أن هذه المرحلة كانت من أصعب الفترات التي مرت بها في حياتها، قائلة: “كانت أصعب فترة، والتوتر والضغط النفسي كانوا أكثر حاجة تعباني فعلًا، وكنت بحاول أذاكر.
طريقة مذاكرة الثالثة على الجمهورية
وعن طريقتها في تنظيم المذاكرة، أوضحت مي أن الخطة كانت تتغير حسب المرحلة، موضحة:كان في خطة مذاكرة واضحة للأسبوع في الأول، وبعد كده خليتها كل يوم، كل يوم ليه جدول محدد، وكل مادة وليها أولوية، هبدأ بكذا، بعد كده كذا، كذا، كذا وخلاص”. أما عن وسيلة التعلم التي اعتمدت عليها، فقالت: “أنا كنت باخذ الدروس أونلاين، كلها كانت على منصات، وبدون دروس خصوصية، فكان يثبت على المعلومات، مفيدة بأنها كانت تشتري الملازم الخارجية لتثبت المعلومات، وكلما كان لديها وقت فهي تحل الأسئلة.ورغم ضغط المواد وكثافة المناهج، لم تحسب مي عدد ساعات المذاكرة بشكل دقيق، بل قالت: ما عرفتش أحسبها خالص، بس طول ما أنا كنت فايقة كنت بقعد أذاكر”. وعندما سُئلت إن كانت تمنح نفسها وقتًا للراحة، أجابت، انها لم يكن لديها هذه الرفاهية، بل كرست وقتها للمذاكرة، فلم تفعل شيء غير هذا، لأنها ترى هدفها وتركز فيه.
الدعم النفسي والعائلي.. كلمة السر
وفي حديثها عن دعم الأسرة والتخصص الذي تطمح إليه، قالت، غن والدها ووالدتها دعموها بشكل كبير، ووفروا لها الأجواء المناسبة للتركيز والتحصيل والمذاكرة.وفي الختام، شارك والد مي الحديث معبرًا عن مشاعر الفخر والدهشة، فقال: “طبعًا أنا ما كنتش متوقع أن تكون ابنتي من أوائل الثانوية العامة، بس كنت حاسس إن ربنا يكلل تعبها، لأنها كانت تكرس وقتها للمذاكرة، مفيدا بأن ابنته مجتهدة وذكية من الوقت الذي كانت فيه صغيرة في بداية تعليمها في رياض الأطفال.وأضاف الأب في نقطة مفصلية تعكس حجم الاعتماد على الذات في هذه الرحلة قائلا: “على فكرة، للعلم، هي من كيجي لحد ثانية ثانوي، عمرها ما أخدت درس، موضحا أن في سنة ثالثة ثانوي هي السنة الوحيدة التي اعتمدت فيها على المنصات الإلكترونية، لكنها لم تذهب لسناتر الدروس الخصوصية مع المدرسين مثلما تعودت من البداية ومن التأسيس.بهذا الجهد الصادق، والتخطيط المنتظم، والإيمان العميق بأن الله لا يضيع أجر المجتهدين، كتبت مي حسن محمد حسن اسمها في سجل الشرف لأوائل الجمهورية، نموذجًا حقيقيًا للتفوق القائم على الفهم والثقة والاجتهاد الذاتي.