من سيروس إلى أثينا: هل تصل حركة المقاطعة الشعبية لإسرائيل إلى أوروبا؟

من سيروس إلى أثينا: هل تصل حركة المقاطعة الشعبية لإسرائيل إلى أوروبا؟

في تصعيد لافت للاحتجاجات الشعبية المناهضة لإسرائيل في أوروبا، أعلن نشطاء في اليونان نيتهم تنظيم سلسلة مظاهرات جديدة ضد السياسات الإسرائيلية، بعد أن أجبروا سفينة سياحية إسرائيلية على مغادرة ميناء جزيرة سيروس دون إنزال ركابها. ووصف المتظاهرون هذا الحدث بـ”النصر الكبير”، متعهدين بتكرار التجربة في مدن يونانية أخرى خلال الأيام المقبلة، في مؤشر واضح على اتساع رقعة الغضب الشعبي الأوروبي تجاه الحرب الجارية في غزة.جاءت هذه التطورات في أعقاب مشهد رمزي قوي، حين تجمهر أكثر من 300 شخص في ميناء سيروس يوم الثلاثاء، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومانعين سفينة الرحلات “كراون إيريس” التي تقل نحو 1600 راكب إسرائيلي من الرسو، ما أجبرها على تغيير مسارها والتوجه إلى قبرص. ووثّق شهود عيان لحظات التوتر، حيث رد بعض الركاب برفع العلم الإسرائيلي وترديد شعارات وطنية، في حين تصاعدت الهتافات المؤيدة لفلسطين على الرصيف. 

أوقفوا الحرب 

 
يانيس سيفاكاكيس، منسق حركة “أوقفوا الحرب”، أكد في تصريحات لصحيفة الجارديان أن ما جرى في سيروس “ليس سوى البداية”، مشيرًا إلى تنظيم مظاهرات مماثلة قريبًا في العاصمة أثينا ومدينة كالاماتا.وأضاف: “الصهاينة غير مرحب بهم في اليونان. لم يُرفض ركاب السفينة لأنهم يهود، بل لأنهم يدعمون حكومة تمارس الإبادة الجماعية والتجويع في غزة”. وأكد سيفاكاكيس أن هناك إسرائيليين شجعان يعارضون حكومتهم ويرفضون الانضمام إلى الجيش، “لكن من يدعمون هذه السياسات لن يجدوا ترحيبًا هنا”.وفي الوقت الذي تتصاعد فيه هذه التحركات الشعبية، من المرتقب تنظيم وقفة احتجاجية مساء اليوم أمام السفارة البريطانية في أثينا، احتجاجًا على قرار لندن حظر “حركة فلسطين” وتصنيفها منظمة إرهابية. ويرى المتظاهرون في هذا الحظر محاولة لقمع الأصوات المتضامنة مع الفلسطينيين، لا سيما وسط تقارير أممية متزايدة عن مجاعة وأوضاع إنسانية كارثية في قطاع غزة.من جهة أخرى، زار الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ قطاع غزة اليوم الأربعاء، وأبلغ الجنود هناك بأن “مفاوضات مكثفة” جارية بشأن إعادة الرهائن المحتجزين في غزة. وأضاف هرتسوغ، بحسب بيان صادر عن مكتبه، أنه يأمل بأن “تسمع أخبار طيبة قريبًا”، في إشارة إلى احتمالات تقدم في ملف الأسرى، الذي بات أحد أبرز عناوين الأزمة.الاحتجاجات في اليونان تأتي في سياق أوروبي عام يشهد ازديادًا في الأصوات المنتقدة لإسرائيل، خاصة في ظل تصاعد القصف على غزة، ومحدودية دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وتُعد اليونان من أكثر الدول التي تشهد تضامنًا شعبيًا لافتًا مع الفلسطينيين، خاصة بين أوساط اليسار والحركات المناهضة للحرب.وفي ظل تعثر المساعي الدبلوماسية، تبقى الشوارع الأوروبية متنفسًا لرسائل الغضب الشعبي، الذي قد يتطور لاحقًا إلى ضغوط سياسية على الحكومات لمراجعة سياساتها تجاه إسرائيل.