الحبيب الجفري ينتقد “الساخرين من التعليم الديني”: لم تدعموا فلسطين ولم تتقنوا فقه الطهارة.

قال الحبيب علي الجفري، الداعية اليمني رئيس مؤسسة طابه، إنه لا يزال السفهاء والغوغاء الذين يتبعون كل ناعق في كل عصر يعادون مجالس العلم والتعليم بدعوى فقه الأولويات والقيام بواجب الوقت، واضاف الحبيب الجفري عبر صفحته الرسمية قائلا: فقد جاء أحدهم إلى شيخ يعلم مسائل فقه الطهارة، فقال له مغاضبًا معاتبًا: يا شيخ الناس وصلوا للقمر وأنت هنا تعلم الاستنجاء والوضوء! فأجابه الشيخ رحمه الله متبسمًا: وأنت يا بني؛ لم تصل القمر مع الواصلين، ولا تعلمت فقه الطهارة مع المتعلمين. وتابع ” الجفري “: وهذا حال من يستنكر دروس العلم بدعوى نصرة إخوتنا المستضعفين في فلسطين، فرّج الله عنهم، فلا هو استطاع نصرتهم، ولا هو بالذي عمر وقته بالاستزادة من العلم.
ولا تعطيل مجالس العلم برافع البلاء عنهم، ولا المنصرفين عنها والمنكرين انعقادها بمستغرقي وقتهم في النصرة، ومنذ عشرات السنين والأحداث تعصف بمنطقتنا في فلسطين وافغانستان والعراق والبوسنة وكوسوفا وغيرها.واستطرد قائلا: وما شاهدناه من أهل العلم والفضل والنور من أهل تلك البلاد وغيرها؛ هو سعيهم ما استطاعوا في معالجة واقعهم، مع عدم توقفهم عن مجالس العلم والتعليم، التي تكون من أسباب بناء الأمة وبها يستدفع البلاء، ويحصل الثبات.
وأشار: وقد صنّف شمس الأئمة السرخسي الحنفي موسوعته العظيمة في الفقه الحنفي “المبسوط” وهو مسجون في بئر جافة لغضب الخاقان عليه، حيث رفض أن يغير الفتوى لتوافق هواه في زواجه من جارية اعتقها قبل تتمة عدّتها.
فكان يُملي على طلبته الكتاب من البئر وهم خارجه يكتبون، حتى أتم الكتاب في 15 مجلد، ثم أملى عليهم مجلدين من شرحه للسير الكبير، فجاءه الفرج وأتم الكتاب خارج الحبس، ولو استجاب العلماء رحمهم الله لتثبيط المثبطين، وإنكار المنكرين، وتشنيع المُشنّعين لاندثرت علوم الشرع مع توالي النوازل.وأوضح قائلا: ومن الكلام الآثم ما انتشر من الاستخفاف بفريضة الحج، والتثبيط عنها، والاستهانة بالعبادة والنسك بدعوى الجهاد، ونصرة المستضعفين، والاستناد إلى أبيات تكاد تكون كُفريّة، نُسبت زورًا إلى عبد الله بن المبارك بدعوى مخاطبته بها الفضيل بن عياض رحمهما الله والتي مطلعها، “يا عابدَ الحَرَمينِ لوْ أبصرْتَنا … لَعلمْتَ أنّك في العبادةِ تَلْعبُ”، وفي هذه الأبيات الآثمة من الإستخفاف بالعبادة والطاعة والدالّة على الله بالجهاد ما لايستقيم صدوره عن ابن المبارك رحمه الله.
كيف والروايات في سندها “محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة” قال عنه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان “كذّاب”، وفي سندها “أبو المفضَّل مُحَمَّد بن عبد الله بن المُطَّلب الشَّيبانيّ”؛ قال عنه الحافظ: “كان يسرقُ الحديثَ ويقلّب الأخبارَ …دجّالٌ يضع الحديث”، وكذّبه الدارقطني وأبو القاسم الأزهري والخطيب البغدادي.
وإن كان نهج المحدثين التساهل في رواية التاريخ وتضمينها المصنفات؛ غير أن تحول الرواية إلى شعار ينبني عليه مفسدة الاستخفاف بالطاعات والتخذيل عن العبادات يجعل الأمر منكرًا لا يسع قبوله.
وختامًا، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)، حديث صحيح أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد من طريق أنس بن مالك رضي الله عنه.