لماذا كانت “جنى خليل” تكره المركز الثامن في الثانوية العامة؟

لماذا كانت “جنى خليل” تكره المركز الثامن في الثانوية العامة؟

وسط مشاعر مختلطة من الدهشة والسعادة، حسبما وصفت لـ”الدستور”، استقبلت الطالبة جنى إبراهيم خليل، نبأ تفوقها وانضمامها لتكون بين أوائل الثانوية العامة.ورغم عام دراسي مليء بالتحديات والضغوط، استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا في قائمة الشرف، محققة المركز الثامن على مستوى الجمهورية، في إنجاز لم تتوقعه، لكنه لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة اجتهاد وإصرار ودعم أسري لا حدود له.

سجدة الشكر.. رد الفعل الأول

وتواصلت “الدستور” مع الطالبة جنى ابراهيم خليل، الثامنة على الجمهورية بالثانوية العامة شعبة علمي علوم بمحافظة القاهرة، التي أكدت أن فور سماعها بخبر تفوقها ما كان عليها إلا أن “سجدت لله شكرًا لله، موضحة أن والدها أول من أخبرها بذلك الخبر السعيد.وأكدت جنى أنها لم تكن تتوقع أن تصبح من الأوائل، لكنها كانت دائمًا تبذل كل ما في وسعها، وتبذل أقصى جهودها، ومعها دعوات أهلها، ودعمهم الدائم، خاصة والدها الذي كان مؤمنًا بنجاحها منذ البداية.

جنى: المقارنة بداية الفشل 

وأضافت أن العام الدراسي لم يكن سهلًا، وشهد ضغوطًا نفسية كبيرة، لكنها قاومت بكل ما تملك من عزيمة، موضحة أن أكثر ما كان يُضعفها في بعض الأوقات هو المقارنة، محذرة منها ومشيرة إلى أنها كادت تفقد الثقة بنفسها عندما تقارن مجهودها بغيرها، بينما بمجرد أن توقفت عن تلك المقارنة، استطاعت أن تستعيد تركيزها وتواصل طريقها.وشددت جنى على أن سر النجاح الحقيقي هو أن يعمل الطالب ما عليه بإخلاص، دون النظر للآخرين، وقالت: “أنا لما كنت بقارن، كنت هضيع. لكن لما ركزت على نفسي بس، بدأت أنجح فعلًا.”وكشفت عن أن أصعب مادة مرت بها خلال العام كانت الأحياء، لتشعب موضوعاتها واحتياجها لتركيز عالٍ، لكنها تعاملت معها بأسلوب منظم مما جعلها تتفوق عليها وتتحدى نفسها فيها.

الطالبة جنى إبراهيم خليل وأسرتها

جنى: “الأون لاين” يعتمد على ضمير الطالب ويحقق المعجزات   

أما عن أسلوب المذاكرة، فقد أوضحت أنها كانت تعتمد بشكل كبير على الدراسة أونلاين، وهو أسلوب يتطلب تركيزًا وانضباطًا ذاتيًا شديدًا من الطالب نفسه، مؤكدة أن في الدراسة ” أون لاين” لايوجد من يراقب على الطالب “الموضوع كله بيرجع لضميرك وإرادتك في النجاح والتفوق”، مضيفة أنها لذلك إذا استخدمت جيدًا تقود الطالب إلى التفوق كما سار الحال معها.

الدعاء.. سر  من أسرار النجاح 

ولم تنسَ جنى الإشارة إلى الجانب الروحي في رحلتها، حيث أكدت أن الدعاء والصلاة كانا سندها الأساسي طوال العام، وأنها كانت تلجأ إلى الله في كل مرة تشعر فيها بالقلق أو التوتر.

جنى: طب قصر العيني هدفي ومجدي يعقوب قدوتي 

وبخصوص أمنيتها بعد التفوق، أكدت أنها تطمح في الالتحاق بكلية طب قصر العيني، التي كانت تحلم بها منذ سنوات، موضحة أن حبها للطب نابع من داخلها، وإن كان وجود والدها كصيدلي قد شجعها أكثر، كما أشارت إلى أنها اتخذت دكتور مجدي يعقوب قدوة لها عظيمة تتمنى أن تصل إلى نجاحه يومًا.

رسالة “جنى” لمن لم يحالفه الحظ في الثانوية العامة: “ليست نهاية العالم”

وفي رسالة منها لزملائها ممن لم يحققوا المجموع المطلوب، قالت: “اللي ما جابش مجموع كبير.. دي مش نهاية العالم، الحياة فيها فرص كتير”، مؤكدة أن النجاح ليس حكرًا على الحصول على درجة معينة “المهم إن كل واحد يشتغل على نفسه ويكمل طريقه”.واختتمت جنى رسالتها بالدعاء قائلة: “ربنا يوفق كل طالب اجتهد، واللي لسة بيبدأ الطريق، خليك واثق في نفسك، واشتغل بصبر، وهتوصل إن شاء الله”.

كلمات الشكر والامتنان الأولى للوالدين

كما وجهت في النهاية جنى كلمات الشكر والمحبة لوالدها ووالدتها الذين،داعماها بكافة اشكال الدعم، ولم يشعروها يومًا بالترهيب من الثانوية العامة، بل كانوا دائمًا يطمئنوها أن الله سيثمن مجهودها طالما ظلت تجتهد و”تعمل اللي عليها” فهو لن يضيع أجر من أحسن عملًا.