باحث سوداني يبرز أهمية تجربة “القطار الإنساني” لنقل السودانيين: “مصر دائمًا تكون معنا في الأوقات الصعبة”

أكد الباحث السوداني مجدي عبد العزيز أن مبادرة القطار الإنساني الذي سيّرته مصر لصالح الشعب السوداني يمثل فصلًا جديدًا في سجل ممتد من المواقف النبيلة التي تجسد عمق العلاقات بين البلدين، وتُعزز مكانة مصر كداعم حقيقي للسودان في أوقات الشدة.وقال عبد العزيز، لـ”الدستور”:”هذه الخطوة ليست استثناء، بل تأتي في سياق سلسلة متواصلة من التحركات المصرية التي تعكس إدراكًا عميقًا بالمصير المشترك، والتزامًا أخويًا لا يتزعزع تجاه الشعب السوداني، خصوصًا في أوقات المحن والاضطرابات.”
موقف انساني متجذر
أضاف أن ما قامت به مصر منذ اندلاع الحرب في السودان، واستقبالها لمئات الآلاف من السودانيين الفارين من نيران القتال، يعبّر عن موقف إنساني متجذر.وتابع “لم يتم استقبالهم كلاجئين، بل كأشقاء وأبناء بيت واحد، ولم تُفرض عليهم المعسكرات ولا سياسات العزل أو التقييد، كما يحدث في دول أخرى، بل عاش السودانيون في مصر بحرية وكرامة، تمامًا كإخوتهم المصريين.”وأكد أن هذه المعاملة ليست فقط انعكاسًا للقرب الجغرافي والتاريخ المشترك، بل أيضًا للروابط الإنسانية العميقة بين شعبي وادي النيل، لافتا إلى أن “الحدود بين البلدين لم تكن يومًا فاصلًا، بل كانت دومًا مساحة تواصل وتكامل حضاري وثقافي واقتصادي.”وأشار عبد العزيز إلى أن هذه الخطوة المصرية ليست سوى بداية لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين الخرطوم والقاهرة، تتجاوز المساعدات الإنسانية إلى شراكة شاملة لإعادة الإعمار والتنمية.وأكد “مصر لم تكتفِ بمد يد العون في لحظة الأزمة، بل أعلنت نيتها الإسهام في إعادة إعمار ما دمرته الحرب، عبر مبادرات عملية منها صيانة جسري الحلفاية وشنبات، وهو ما يعكس روحًا مسؤولة وشراكة صادقة.”ووصف الباحث السياسي هذا الدور بأنه “نموذج يحتذى في العمل الإقليمي المشترك، ويعكس إدراك مصر لأهمية استقرار السودان كجزء من استقرار الإقليم بأسره.”وختم تصريحه: “المستقبل يحمل في طياته فرصًا واعدة للشعبين. فموارد السودان الهائلة، إذا ما اقترنت بالخبرة الفنية والتخطيطية المصرية، يمكن أن تؤسس لتكامل اقتصادي حقيقي، في مجالات البنية التحتية والزراعة والتنمية المستدامة، مؤكداً أن ”هذا التعاون وُلد في لحظة أزمة، فهو مرشح ليصمد ويتطور في لحظات السلام وإنها علاقة تأسست على الصدق في الزمن الصعب، ما يجعلها قوية الجذور وعميقة الأثر.”