فلسطينيون يعبرون عن آلامهم من ويلات المجاعة والموت البطيء: غزة تموت جوعاً.

فلسطينيون يعبرون عن آلامهم من ويلات المجاعة والموت البطيء: غزة تموت جوعاً.

في مشهد يختصر المأساة الإنسانية في غزة، والمجاعة الحقيقية التي يموت خلالها الفلسطيني في قطاع غزة ببطئ شديد، كشف مواطنون في تصريحاتهم للدستور عن معاناتهم اليومية بسبب انتشار الجوع واختفاء السلع وانتشار أمراض سوء التغذية.وأطلق المواطن صابر الزعانين من قطاع غزة، صرخة موجعة من قلب المجاعة التي تفتك بأهالي القطاع، واصفًا الوضع بأنه “وصمة عار على جبين الإنسانية”، مؤكدًا أن الاحتلال لا يكتفي بالقتل بالقذائف والنار، بل بات يستخدم “الطعام” كسلاح فتاك في حرب إبادة جماعية منظمة.
وقال الزعانين، في شهادة مؤلمة من داخل غزة لـ”الدستور”، إن الناس “يتساقطون في الشوارع من شدة الجوع”، وإن الأطفال يصرخون يوميًا: “بابا بدي أكل.. ماما بدي خبز”، فيما الآباء والأمهات يقفون عاجزين، يذرفون دموع القهر، لا لشيء سوى لأنهم لا يملكون ما يسد رمق أبنائهم.وأكد أن الاحتلال شدد حصاره على غزة منذ 18 مارس، وأغلق المعابر بشكل كامل، ليتحول القطاع إلى سجن كبير تتكالب عليه المجاعة من جهة، والغارات والقصف من جهة أخرى. وأضاف: “نعيش منذ 4 أشهر تحت ضربات الطيران والمدافع والبارجات، والآن نخضع لنوع جديد من القتل، عبر التجويع المتعمد للمدنيين الأبرياء”.وأشار الزعانين إلى أن آلاف المواطنين يغامرون بحياتهم يوميًا للذهاب إلى مراكز توزيع المساعدات في جنوب القطاع، على أمل الحصول على فتات من الغذاء، في حين تقف دبابات الاحتلال على مقربة من هذه المراكز، تفتح نيرانها تجاه الجوعى بدم بارد “النتيجة: ألف شهيد، من الرجال والنساء والأطفال، قضوا فقط لأنهم كانوا يبحثون عن الطعام”.ووصف الزعانين ما يحدث في غزة بأنه “إبادة جماعية صامتة”، ارتقى فيها حتى الآن أكثر من 60 ألف شهيد، وأصيب ما يزيد عن 140 ألف شخص، مع أكثر من 12 ألف مفقود، وسط دمار شامل يمتد من رفح جنوبًا إلى بيت لاهيا شمالًا.كما أشار إلى توثيق وزارة الصحة الفلسطينية لحالات قتل جماعي في مناطق مثل سليم والنابلسي ورفح وشمال القطاع، حيث أطلقت قوات الاحتلال قذائف المدفعية والصواريخ من طائرات “الأباتشي” على الحشود التي تقترب من شاحنات الإغاثة.اختتم الزعانين حواره قائلا: “يقتلوننا بالجوع والصمت”.. ولصحيفة الدستور اكتبوا وانشروا كونوا صوت غزة كونوا صوت الضحايا في غزة ليسمع العالم ليسمهع مائة مليون مصري ماذا يحدث في غزة الإبادة الجماعية غزة العزة والكرامة يا عرب ويا مسلمين غزة تذبح من الوريد للوريد”.

أبو دية: مت من الجوع أنا وأولادي

فيما قال سامح أبو دية صحفي فلسطيني نازحا حاليا في مخيم الشاطئ بقطاع غزة، مت من الجوع أنا وأولادي.أضاف أبو دية لـ”الدستور”، أن الأوضاع الحالية في غزة تخطت مرحلة السوء والخطر مع انتشار الجوع وسوء التغذية نتيجة الحصار ومنع إدخال المساعدات.وأوضح أبو دية أن منطقة الشاطئ أصبحت مكتظة بالسكان، مع ارتفاع أسعار السلع إن توفرت بشكل جنوني لا يستيطع أحد شراؤها.

كساب تناشد العالم بالتدخل لإنقاذ أطفال غزة

من جانبها، قالت افتنان كساب مواطنة فلسطينية من غزة، إضافة إلى الحرب الضروس التى حصدت عشرات الآلاف من الأرواح، وقصف البيوت على ساكنيها، ومازالت مستمرة بشراسة، دخلنا نحن أهالي غزة حرب أخرى من أكثر من 5 أشهر، وهى “حرب البطون الخاوية، أجساد نحيلة بملابس مهترئة ووجوه شاحبة وعيون غائرة، أطفال متسولين في الشوارع يطرقون الخيام للحصول على رغيف من الخبز أو قطعه منه فقط ليسد جوعه ويأخذ ما تبقى لأسرته.أضافت كساب لـ”الدستور”، أن مئات الالآف من المواطنين في طابور التكيات للوجبات اليومية للحصول على الطعام الذي لا يمت بأي صلة إلى الطعام الادمي، ونساء نحيلات لا يوجد في صدورهن حليب لإرضاع أطفالهن، مما أدي لوفاة الأطفال لعدم توفر الحليب الصناعي البديل عن حليب الأم.وأكدت كساب ظهور وانتشار أمراض مثل السحايا التي تضرب الدماغ عند الطفل والالتهاب الرئوي المعدي، لافتة إلى أن الأطباء رجحوا أن أسبابه هي سوء التغذية، التى أدت إلى ضعف المناعة مع البيئة المعيشية غير الصحية وحرارة الشمس الحارقة.وتابعت كساب “بضائع تموينية تباع بموازين الذهب بالجرامات، لا يستطيع أي فرد الحصول عليها من غلاء الأسعار حتى لو لديه دخل، وصلنا إلى ذروة المجاعة الحقيقية، شعب غزة بتضور مرضا وجوعا وقهرا وموتا على مرأي العالم.وناشدت كساب خلال حوارها مع الدستور، العالم بمؤسساته ومنظماته إن ينقذ أطفال غزة من شبح الجوع القاتل.