أستاذ في الأزهر: “لا ينبغي” إخفاء الأفكار المتطرفة

أستاذ في الأزهر: “لا ينبغي” إخفاء الأفكار المتطرفة

أكد د.هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن إيذاء الآخرين ونشر الفوضى، لا يجوز التستر على مرتكبها، لأنها تمثل جريمة مكتملة الأركان تمس أمن المجتمع وسلامه.
وشدد تمام على أن من يتستر على من يؤذي غيره أو ينشر الفوضى لا يساعده فحسب، بل يشاركه في الإثم والجريمة، لأنه يسمح باستمرار الضرر وتعاظمه. مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾، مؤكدًا أنه لا يجوز التعاطف مع من يحارب الدين ويهدد أمن المجتمع، حتى وإن كان من أقرب الأقربين.وأضاف: “لو رأيت شخصًا يحمل فكرًا متطرفًا أو يقوم بأعمال تمس أمن الدولة، فليس هناك ما يمنع من توثيق ذلك أو إبلاغ الجهات المعنية، لأن ذلك من باب حفظ الأرواح وصيانة الأوطان”.وأوضح أن هذا التصرف لا يتعارض مع حديث النبي ﷺ: “هلا سترته بثوبك”، لأن الحديث يخص الذنوب الشخصية، أما الفكر المتطرف فهو ضرر عام لا يجوز السكوت عليه. وعن جذور الفكر المتطرف، أوضح تمام أن هذا الفكر ليس وليد اللحظة، بل امتداد لأفكار الخوارج الذين كفّروا الصحابي الجليل عليًا بن أبي طالب، رضي الله عنه، واستباحوا دمه رغم مكانته العالية، وهو الذي قال فيه النبي ﷺ: “أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها”.وأشار إلى أن المتطرفين، قديمًا وحديثًا، يستخدمون الدين كستار، ويرددون النصوص دون فهم أو علم، موضحًا أنهم “يحفظون ولا يفهمون”، ويؤولون القرآن حسب أهوائهم، متجاوزين الضوابط الشرعية، مما يؤدي إلى استباحة الدماء والأعراض تحت غطاء زائف من التدين.وأوضح أستاذ الفقه أن التعامل مع القرآن ينبغي أن يمر بأربعة مراحل أساسية: القراءة، ثم الفهم، فالتدبر، وأخيرًا التطبيق، محذرًا من القفز مباشرة إلى التطبيق دون فهم، كما تفعل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان، ما يؤدي إلى نتائج كارثية على المجتمعات والدول.وحذر تمام من الاستسهال في تلقي المعلومات الدينية عبر وسائل التواصل، داعيًا إلى تحري الدقة وعدم التسليم لأي شخص يتحدث باسم الدين دون علم أو مؤهل.وقال:”مثلما تسأل عن كفاءة الطبيب قبل العلاج، يجب أن تتحقق ممن يتحدث باسم الشريعة، فالدين لا يؤخذ من غير أهله”.وأشاد بخطوة الدولة في إصدار قانون تنظيم الفتوى، مؤكدًا أنها تمثل إجراءً ضروريًا لضبط الخطاب الديني ومنع غير المؤهلين من الإفتاء، خاصة في ظل تصاعد خطر الجماعات المتطرفة واستخدامهم للإعلام كأداة رئيسية في بث أفكارهم المغلوطة.