نحن نموت من الجوع يا أمة محمد!

نحن نموت من الجوع يا أمة محمد!

تتعرض فلسطين لأبشع أنواع القهر والظلم، على أيدي حفنة من اليهود، لا يتجاوز عددهم بضعة ملايين، هؤلاء لا يتورعون عن تدنيس المسجد الأقصى، وقتل المسلمين قصفًا وجوعًا وعطشًا، مُذيقين أهل غزة ألوان الذل والهوان، ورغم كل هذه المآسي، تبرز عظمة أمة إسلامية يصل عددها نحو ملياري مسلم، ولكن الغريب، والأكثر ألمًا، هو العجز الذي يسيطر على هذه الأمة في مواجهة هذا الظلم الفاضح.
كيف يمكن للعالم العربي والإسلامي أن يبقى عاجزًا عن إدخال كيس من الطحين أو زجاجة مياه إلى قطاع غزة؟ كيف يمكن لأمة بهذا العدد الكبير أن تتقلص قوتها إلى مجرد كلمات ومناشدات دون أن تتمكن من مد يد العون لشعب محاصر يعاني من أزمات إنسانية خانقة؟
إن الواقع يعبر عن حالة من اللامبالاة، حيث يبدو أن المسلمين، رغم كثرتهم، أصبحوا كغثاء السيل، لقد قذف الله في قلوبهم الوهن والضعف والجبن عن قتال الكفار بسبب حبهم للدنيا وكراهيتهم للموت، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
فهل ندرك أن هذا واقعنا وأن الحديث النبوي الشريف قد تحقق فينا؟ وإذا كنا مدركين فماذا نحن فاعلين؟إن التغيير يحتاج إلى إرادة قوية، وإلى تحرك حقيقي من قِبل جميع أبناء الأمة الإسلامية، لقد باتت الوحدة بين المسلمين ضرورة ملحة في ظل الظروف الحالية، حيث تفتتت الأصوات وتباينت الأهداف، إن الإسلام يدعو إلى التعاضد والترابط، فكلما تضافرت الجهود وتعززت روابط الأخوة، زادت فرص المسلمين في تحقيق أهدافهم وتجاوز التحديات، فقد أثبتت تجارب التاريخ أن معركة الأمة في تجديد قواها ليست معركة فردية بل هي معركة تحتاج إلى تحرك جماعي.
غزة تنادي الأمة الإسلامية اليوم، لكن ليس بكلمات رنانة أو شعارات بل بدموع الجياع وصراخ الأطفال وأنين الأمهات وذهول الآباء الذين باتوا عاجزين عن توفير لقمة لأبنائهم، هذه النداءات تضع أمام كل مسلم مسؤولية ملحة في التحرك لنصرة إخوانهم في فلسطين، والعمل على رفع المعاناة عن كاهلهم.
عندما تُذكر فلسطين، يتبادر إلى الأذهان أن هذه الأرض ليست مجرد قطعة من الأرض، بل هي وديعة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في أعناق المسلمين، وأمانة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إن هذا العهد يتطلب من كل مسلم أن يكون على قدر المسؤولية، ويتحمل الأعباء تجاه وطنه الإسلامي، ففلسطين تمثل رمزًا للكرامة والحرية، ومكانًا للتضحية والفداء.
ختامًا، فإن الطريق إلى التغيير يبدأ بإرادة قوية ووحدة حقيقية، لن ينجح المسلمون في استعادة حقوقهم وتحرير أراضيهم إلا إذا اجتمعوا وتعاونوا من أجل هدف واحد، وهو نصرة فلسطين وأهلها، إنها دعوة للالتزام والتحرك، فالأمل في التغيير لا يزال قائمًا، وكل يوم هو فرصة جديدة للبعث من جديد، والعودة إلى الصفوف بعد أن فرقتها الابتعاد والتجاهل، لذلك، فإن العمل يحتاج إلى روح الجماعة وإرادة الأفراد واحتواء فلسطين في قلب كل مسلم.