تقرير الوزراء: تراجع العجز التجاري غير النفطي في الربع الأول من 2025

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، العدد السابع عشر من تقريره الدوري حول “الصادرات السلعية غير البترولية”، والذي يسلط الضوء على تحولات الميزان التجاري غير البترولي لمصر خلال الفترة من الربع الأول 2024 وحتى الربع الأول 2025، ويستعرض بالتفصيل تطور الصادرات السلعية، وأهم الشركاء التجاريين، وأبرز الفرص التصديرية غير المستغلة.
تحسن في الميزان التجاري غير البترولي
سجل العجز التجاري غير البترولي لمصر انخفاضًا ملحوظًا خلال الربع الأول من عام 2025، ليصل إلى 5.6 مليارات دولار، مقابل 6.4 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من عام 2024، بنسبة تراجع بلغت 12.5%. ويُعزى هذا التحسن إلى النمو السريع في قيمة الصادرات السلعية غير البترولية، التي تجاوزت نمو الواردات خلال الفترة محل الدراسة.بلغت قيمة صادرات مصر من السلع غير البترولية نحو 13 مليار دولار خلال الربع الأول من 2025، مقارنة بنحو 9.7 مليارات دولار خلال الربع نفسه من العام السابق، بنسبة ارتفاع قدرها 34%. في المقابل، بلغت قيمة الواردات نحو 18.6 مليار دولار، مقابل 16.1 مليار دولار خلال الربع الأول من 2024، بنسبة زيادة بلغت 15.5%.
طفرة في الأداء التصديري
تشير البيانات إلى تحقيق قفزة نوعية في أداء الصادرات السلعية غير البترولية، حيث ارتفعت بنسبة 17.1% خلال الربع الأول من 2025 مقارنة بالربع الرابع من 2024، الذي سجلت فيه قيمة الصادرات نحو 11.1 مليار دولار.وتصدرت مجموعة “اللؤلؤ الطبيعي أو المستنبت والأحجار الكريمة” قائمة السلع الأكثر تصديرًا خلال الربع الأول من 2025، بقيمة بلغت 2.9 مليار دولار، مقارنة بـ305.3 ملايين دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، تلتها صادرات “الفواكه والثمار القشرية الصالحة للأكل” التي سجلت 859.8 مليون دولار، مقارنة بـ869.7 مليون دولار، وهو ما يمثل تراجعًا طفيفًا على أساس سنوي.
تراجع في الأهمية النسبية لبعض السلع
وعلى الرغم من زيادة الصادرات الإجمالية، إلا أن ثماني مجموعات من السلع العشر الأعلى تصديرًا شهدت انخفاضًا في الوزن النسبي من إجمالي الصادرات، فمثلًا، تراجعت حصة “الفواكه والثمار القشرية” من 8.9% إلى 6.6%، و”الحديد والصلب” من 5.3% إلى 3.3%، و”اللدائن ومصنوعاتها” من 6.6% إلى 4.8%.
أبرز السلع التي ارتفعت صادراتها
إلى جانب الأحجار الكريمة، جاءت “الأسمدة” في المرتبة الثانية من حيث القيمة المُضافة للصادرات، إذ بلغت صادراتها 726.7 مليون دولار في الربع الأول من 2025 مقابل 546.2 مليون دولار في الفترة نفسها من العام السابق. كما قفزت صادرات “السفن والقوارب والمنشآت العائمة” من 7.6 ملايين دولار إلى 178.3 مليون دولار، بزيادة كبيرة بلغت 170.7 مليون دولار.
تراجع صادرات بعض السلع
في المقابل، سجلت بعض السلع تراجعًا ملحوظًا في صادراتها، أبرزها “الزيوت والراتنجات العطرية” التي هبطت إلى 93.5 مليون دولار مقابل 201.4 مليون دولار، و”الحديد والصلب” الذي تراجعت صادراته إلى 428.4 مليون دولار، بعد أن كانت 520.8 مليون دولار. كما انخفضت صادرات “منتجات المطاحن والنشاء” إلى 103.9 ملايين دولار بعد أن كانت 156.1 مليون دولار.ورغم هذا التراجع، ما زالت “الفواكه والثمار القشرية” تسيطر على الحصة الأكبر من الصادرات بنسبة 6.6%، تليها “اللدائن ومصنوعاتها” بنسبة 4.8%.
فرص تصديرية غير مستغلة
أبرز التقرير عددًا من الفرص التصديرية الواعدة وغير المستغلة، وفقًا لتقديرات مركز التجارة العالمي لعام 2029. وتصدرت “الذهب الخام غير المشغول لأغراض غير نقدية” قائمة هذه الفرص، بإمكانات تصديرية تقدر بـ1.9 مليار دولار، تليها “اليوريا” بقيمة 1.8 مليار دولار، ثم “البرتقال” بقيمة مليار دولار، و”الفراولة المجمدة” باعتبارها من السلع ذات أعلى قدرة تصديرية.ومن بين الفرص الأخرى: أجهزة استقبال التلفاز (784 مليون دولار)، المواد العطرية الخام (448 مليون دولار)، الأحجار الطبيعية المصقولة (427 مليون دولار)، الراتنجات الصناعية (379 مليون دولار)، المنتجات المدرفلة من الحديد والصلب (378 مليون دولار)، والملابس القطنية (367 مليون دولار).
أبرز الدول المستوردة للصادرات المصرية
اعتمادًا على بيانات الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، جاءت الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول المستوردة للصادرات المصرية غير البترولية خلال الربع الأول من 2025، بقيمة 2.9 مليار دولار تمثل 22.3% من الإجمالي. تلتها تركيا (800.2 مليون دولار)، السعودية (789.8 مليون دولار)، الولايات المتحدة (749.5 مليون دولار)، ثم إيطاليا (675.4 مليون دولار).
الأسواق ذات الفرص الكبرى
وفقًا لتقديرات مركز التجارة العالمي لعام 2029، تُعد الولايات المتحدة السوق الأكبر من حيث الفرص التصديرية غير المستغلة لمصر، بقيمة 2.6 مليار دولار، تليها تركيا (1.8 مليار دولار)، ثم الإمارات (1.5 مليار دولار)، وإيطاليا والسعودية (1.4 مليار دولار لكل منهما).
الميزان التجاري مع الشركاء التجاريين
كشف التقرير أن الصين تظل الشريك التجاري الأبرز لمصر خلال الربع الأول من 2025، بتبادل تجاري بلغ 3.9 مليارات دولار، تليها الإمارات (3.4 مليارات دولار)، والولايات المتحدة (1.7 مليار دولار)، والسعودية (1.6 مليار دولار)، وتركيا وروسيا (1.5 مليار دولار لكل منهما).أما من حيث العجز التجاري، فقد تصدرت الصين القائمة بعجز بلغ 3.7 مليارات دولار، تلتها روسيا (1 مليار دولار)، وبلجيكا (854.5 مليون دولار). وفي المقابل، نجحت مصر في تحقيق فائض تجاري مع 83 دولة خلال الربع الأول من 2025، أبرزها الإمارات التي تحوّل ميزانها التجاري من عجز قدره 51 مليون دولار في الربع الأول من 2024 إلى فائض 2.4 مليار دولار في 2025، وكذلك سويسرا التي تحوّل عجزها إلى فائض قدره 158.5 مليون دولار.
العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي
سجل العجز التجاري غير البترولي لمصر مع دول الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا من 1.3 مليار دولار في الربع الأول من 2024 إلى 1.9 مليار دولار في الربع الأول من 2025. وبلغت الصادرات المصرية للاتحاد نحو 2.8 مليار دولار، بزيادة قدرها 3.7%، بينما ارتفعت الواردات إلى 4.7 مليارات دولار، بنسبة 17.5%.وكانت إيطاليا أكبر مستورد من دول الاتحاد للصادرات المصرية غير البترولية بنسبة 24% وبقيمة 675.4 مليون دولار، فيما جاءت لوكسمبرج كأقل المستوردين بقيمة 0.7 مليون دولار.وعلى صعيد الواردات، جاءت بلجيكا في المقدمة بقيمة 976.6 مليون دولار، تليها إيطاليا بـ729.1 مليون دولار. وارتفعت الواردات المصرية من 14 دولة أوروبية خلال الفترة، أبرزها بلجيكا التي زادت صادراتها لمصر بنسبة 294.7%. في المقابل، انخفضت واردات مصر من 13 دولة من بينها ألمانيا والنمسا وبولندا وأيرلندا والبرتغال.