أمين الفتوى: المودة والرحمة لا تتحققان في ظل الضرب أو الإساءة.

قال الدكتور محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك مفاهيم خاطئة متعلقة بفهم قوله تعالى”وَاضْرِبُوهُنَّ”، مؤكدًا، أن الضرب ليس كما يفهم عرفيًا، أي بالاعتداء الجسدي المؤذي، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضرب بيده شيئًا قط، لا امرأة ولا خادمًا، ولم ينتقم لنفسه إلا إذا انتهكت حرمة من حرمات الله.وأضاف الطحان، خلال حواره ببرنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا”، والمذاع عبر فضائية CBC، أنه جاءت إحدى النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكين من أزواجهن الذين ضربوهن بعد أن أذن لهم النبي بالتأديب، فقال عليه الصلاة والسلام: “ليس أولئك بخياركم”، موضحًا أن المقصود بالضرب في بعض المواضع في القرآن هو الإبعاد أو الإعراض، كما في قوله تعالى: “فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ”، وقوله”فَضَرَبَ بِعَصَاهُ الْبَحْرَ” أي فَرق البحر.
تعليق النبي على غيرة السيدة عائشة
واستدل بحادثة حدثت في بيت النبي صلى الله عليه وسلم حين غارت السيدة عائشة رضي الله عنها، فكسرت طبقًا جاء به غلام من إحدى زوجات النبي لتقديم طعام للضيوف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بابتسامة: “غارت أمكم”، احترامًا لمشاعرها، ولم يوبخها، بل قام بجمع ما كسر بيده الشريفة، ثم طلب منها أن تعوض الطبق المكسور بآخر.وأكد على ضرورة مراعاة مشاعر كل من الزوجين عند الخلاف، مستشهدًا بقوله تعالى “وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً”، موضحًا أنه لا يمكن أن تكون هناك مودة ورحمة مع الضرب أو السب أو الشتم.