فادي عاكوم: الأحداث في السويداء كانت متوقعة.. وسوريا تسير نحو الانقسام

فادي عاكوم: الأحداث في السويداء كانت متوقعة.. وسوريا تسير نحو الانقسام

قال الكاتب والصحفي اللبناني فادي عاكوم إن ما يحدث في محافظة السويداء السورية لم يكن مفاجئًا، معتبرًا أن أي دولة تشهد حربًا أهلية طويلة مثل سوريا، وخاصة مع وجود مكونات طائفية وعرقية متعددة (علويين، مسيحيين، شيعة، دروز، أكراد)، من الطبيعي أن تمر بموجات من التوترات والانفجارات الداخلية.

مقارنة بتجربة لبنان

أضاف عاكوم في تصريحات لـ”الدستور”: “أنا سبق وكتبت قبل أربع أو خمس سنوات في كتاب يستند إلى تجربة الحرب الأهلية اللبنانية، على الرغم من أن الشعب اللبناني يبدو منفتحًا، إلا أن كل منطقة لا تزال تحتفظ بخصوصيتها الطائفية والاجتماعية، وهذا يتجلى عند كل توتر سياسي أو طائفي”.وأشار إلى أن هذا السيناريو يتكرر في سوريا: “بدأ الأمر مع العلويين، ثم المسيحيين، والآن الدور على الدروز، وبعدها ستكون المحطة الأخيرة مع الأكراد”.

تحذير من المطالب الدولية وخطر “الطُعم الإسرائيلي”

وتابع عاكوم: “المعارك في السويداء لم تنتهِ بعد، ومطالب الشيخ الهجري بالحماية الدولية قد تُفتح على خطر أكبر إذا ما تم توكيل الاحتلال الإسرائيلي بهذه المهمة، وهذا هو الطُعم الأخطر”.

اتحاد فيدرالي قسري هو السيناريو الأقرب

أوضح عاكوم أن مستقبل سوريا، في ظل هذه الأوضاع، لن يكون دولة موحدة بالشكل المعروف، قائلًا: “سوريا لن تعود كما كانت، بل ستصبح كيانًا إجباريًا متعدد الأقاليم في إطار فيدرالي أو كونفدرالي، حيث تدير كل منطقة شؤونها بشكل مستقل، مع تنسيق محدود مع باقي المناطق.”

الثأر والعشائر يمنعان التعايش

وختم عاكوم بالقول إن المشكلة الكبرى في سوريا أن العشائر ما تزال تلعب الدور الحاكم في المجتمع، وأن المجازر التي حصلت بين مختلف المكونات خلّفت دماء وثأرًا مستمرًا، “فالثأر لم يعد بين عائلات فقط، بل بين مناطق بأكملها، وهذا ما يعيق أي إمكانية للتعايش الحقيقي في المستقبل القريب.”