اتصالات خفية مع ثلاث دول لاستقبال سكان غزة.. تفاصيل رحلة رئيس “الموساد” إلى واشنطن

أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي، مساء الجمعة، بأن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، ديفيد بارنيا، زار العاصمة الأمريكية واشنطن هذا الأسبوع، في إطار مساعٍ تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي للحصول على دعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدفع خطة ترحيل أعداد كبيرة من الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول ثلاث.وقال “أكسيوس”، نقلًا عن مصدرين مطلعين على تفاصيل اللقاء، إن بارنيا التقى مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وأبلغه بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي “تُجري محادثات خلف الكواليس مع إثيوبيا، وإندونيسيا، وليبيا، بهدف إقناعها باستقبال أعداد من الفلسطينيين الذين نزحوا من قطاع غزة بسبب الحرب المستمرة”.وأضاف، أن بارنيا أخبر ويتكوف خلال اللقاء أن الدول الثلاث أبدت “انفتاحًا مبدئيًا” على فكرة استقبال لاجئين فلسطينيين من غزة، لكنه طالب الإدارة الأمريكية بتقديم حوافز سياسية أو اقتصادية لتلك الدول، والمساعدة في تأمين موافقتها على الخطة.وأوضحت المصادر لـ”أكسيوس” أن ويتكوف لم يلتزم بأي موقف، ولم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة ترامب ستشارك بفعالية في هذه الجهود.
وحتى لحظة نشر التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض أو مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أو وزارات خارجية الدول الثلاث المعنية.ووفقًا للموقع الإخباري، لم يستجب البيت الأبيض، ولا مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، ولا وزارات خارجية إثيوبيا وإندونيسيا وليبيا لطلبات التعليق قبل النشر.
خطة الترحيل.. فكرة قديمة تتجدد
وأشار “أكسيوس” إلى أن الرئيس ترامب سبق أن طرح في فبراير الماضي خطة تقضي بإجلاء ما يصل إلى مليوني فلسطيني من غزة إلى دول أخرى، ضمن ما وصفه بإعادة إعمار شاملة للقطاع. غير أن البيت الأبيض تراجع عن الفكرة في حينها، بعد اعتراضات شديدة من جانب الدول العربية، وفق ما أفاد به مسؤولون أمريكيون.وقالت مصادر إسرائيلية للموقع إن إدارة ترامب أبلغت حكومة بنيامين نتنياهو أنها لن تمضي في الخطة ما لم تتمكن دولة الاحتلال من إيجاد دول مستعدة لاستقبال الفلسطينيين.وبحسب التقرير، كلف نتنياهو جهاز الموساد بالبحث عن دول يُحتمل أن توافق على استقبال النازحين الفلسطينيين، وقيادة الجهود الدبلوماسية لإقناعها بذلك.
المشهد الميداني في غزة نكبة متكررة
ولفتت “أكسيوس” إلى أن الحرب في غزة تسببت في نزوح شبه كامل لسكان القطاع، الذي يضم نحو مليوني نسمة، حيث نزح معظمهم مرة واحدة على الأقل، وبعضهم عدة مرات، في ظل دمار هائل طال البنية التحتية، بما فيها منازل ومرافق عامة.وقالت مصادر الموقع إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تدرس خطة لنقل سكان غزة إلى “منطقة إنسانية مؤقتة” قرب الحدود المصرية، لكنها تثير مخاوف كبيرة لدى القاهرة ودول غربية من أن تكون مقدمة لتهجير جماعي منظم، وهو ما طالب به سابقًا عدد من شركاء نتنياهو القوميين داخل الائتلاف الحاكم.وفي حين تزعم دولة الاحتلال الإسرائيلي أن أي عملية تهجير ستكون “طوعية”، اعتبر “أكسيوس” أن هذا الطرح لا يملك وزنًا حقيقيًا على الأرض، في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان غزة.
تصريحات نتنياهو.. “الحرية في المغادرة”
وخلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، سُئل نتنياهو عن موقفه من خطة ترحيل الفلسطينيين من غزة، فأحال السؤال إلى الرئيس ترامب.وقال نتنياهو: “نحن نعمل عن كثب مع الولايات المتحدة لإيجاد دول توافق على استقبال الفلسطينيين من غزة، وأعتقد أننا نقترب من إيجاد عدة دول”.وأضاف: “الرئيس ترامب لديه رؤية عظيمة.. تسمى حرية الاختيار. إذا أراد الناس البقاء، فيمكنهم ذلك، وإذا أرادوا المغادرة، يجب أن يتمكنوا من ذلك. لا ينبغي أن يكون الوضع في غزة مثل السجن”.وفي أعقاب اللقاء، صرح مسؤول إسرائيلي كبير للصحفيين، بأن ترامب أبدى اهتمامًا بمواصلة الدفع نحو خطة “الترحيل”، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض على هذه التصريحات.