معتز محمود: التحالف ضمن “القائمة الوطنية” يعد ضرورة ملحة في الوقت الحالي… ولا نعترض لمجرد الاعتراض.

معتز محمود: التحالف ضمن “القائمة الوطنية” يعد ضرورة ملحة في الوقت الحالي… ولا نعترض لمجرد الاعتراض.

وصف النائب معتز محمود، نائب رئيس حزب «الحرية»، دعوات مقاطعة انتخابات مجلس الشيوخ ٢٠٢٥ بأنها «مزايدة على الوطن» و«إفلاس سياسى»، كاشفًا عن تفاصيل مشاركة الحزب فى هذه الانتخابات، ضمن «القائمة الوطنية من أجل مصر»، وسر عدم منافسته على المقاعد الفردية، مؤكدًا أن التمثيل البرلمانى هو مقياس القوة لأى حزب سياسيى.
واستعرض «محمود»، فى حواره لـ«بودكاست النائب»، المنشور على المنصات الرقمية لـ«الدستور»، رؤيته لتشكيل «القائمة الوطنية»، التى اعتبرها ضرورة ملحة فى ظل التحديات الإقليمية، داعيًا إلى تغليب المصلحة العامة على الحسابات الحزبية الضيقة، ومطالبًا بسرعة إجراء انتخابات المحليات لما لها من دور محورى فى دعم العمل السياسى، واكتشاف الكوادر الجديدة، ومساعدة نواب البرلمان على التفرغ لمهمتهم التشريعية. 
■ كيف ترى مشاركة حزب «الحرية» فى انتخابات مجلس الشيوخ؟
– حزب «الحرية» تم تأسيسه فى يونيو ٢٠١١، ومنذ ذلك الحين لم تُجرَ أى انتخابات برلمانية، سواء لمجلس النواب أو الشيوخ، إلا وكان للحزب تمثيل بها. فى انتخابات ٢٠١٢ حصل الحزب على ٥ مقاعد: مقعدين فى النواب، و٣ فى الشيوخ. وفى الانتخابات الماضية، حصلنا على ٥ مقاعد ضمن القائمة، بالإضافة إلى مقعدين فى النواب، ومقعد فى مجلس الشيوخ. قوة أى حزب تقاس بعدد مقاعده فى البرلمان بغرفتيه. أما الأحزاب التى لم تحصل على مقاعد، فأعتبرها أحزابًا ضعيفة. لهذا السبب، يحرص حزبنا فى كل استحقاق انتخابى أن يكون له تمثيل فى البرلمان.
■ لماذا اخترتم التحالف مع «القائمة الوطنية من أجل مصر»؟
– فى البداية، كنا نرى أن الانتخابات الفردية هى الأفضل، ولم نكن نؤمن بأهمية التحالفات. لكن فى ظل الأوضاع الحالية التى تمر بها البلاد والمنطقة بالكامل من اضطرابات وصراعات، أصبح من الضرورى وجود تحالف وطنى يضم كل التيارات السياسية.
هناك دول على وشك الزوال نتيجة إعادة رسم خريطة المنطقة، وتلك التحديات تمثل خطرًا على الدولة المصرية، لذلك يجب أن تتنازل الأحزاب عن المصالح الضيقة والحسابات الحزبية من أجل مصلحة الوطن. هذا التوقيت تحديدًا يحتاج أن تضرب الأحزاب المثل للشعب بالتوحد والعمل المشترك، فالعدد ليس هو الأهم، بل المضمون الذى يُقدَّم للدولة والمواطن.
■ هل نسبة تمثيل الحزب فى «القائمة الوطنية» مرضية؟
– حصلنا على مقعد واحد فى القائمة، مخصص للمرأة، وتمثله الدكتورة حنان وجدى، مسئولة اللجنة الاقتصادية بالحزب. هى خبيرة اقتصادية وتملك رؤية تشريعية قادرة على دعم الاقتصاد الوطنى من خلال قوانين واقعية تتماشى مع الموارد المتاحة للدولة. نحن نرى أن التمثيل ليس بالعدد، بل بالكفاءة، ويكفينا هذا المقعد فى الشيوخ، لأنه يمثل الحزب بشكل مشرِّف.
■ لماذا لم يشارك الحزب فى الانتخابات على المقاعد الفردية؟
– الدوائر فى انتخابات الشيوخ واسعة جدًا، ما يجعل فرص الفوز على المقاعد الفردية أقل. أما فى انتخابات مجلس النواب، ففرص الفوز أعلى بسبب صغر الدوائر وزيادة عدد المقاعد. لذلك سننافس بقوة فى انتخابات النواب، لأننا نرى أن قوة الحزب تظهر بوضوح فى نظام الفردى، وسندفع بعدد من المرشحين فى هذه الانتخابات.
■ ما الصفات التى يحرص الحزب على توافرها فى مرشحيه؟
– نحرص أن يكون لدينا نواب مشرفون، ذوو سمعة طيبة، ولديهم ثقافة تشريعية، ومعرفة بالأدوات الرقابية التى تمكِّنهم من محاسبة الحكومة بوعى وكفاءة. هذا هو أهم ما نركز عليه فى اختياراتنا.
■ ما الذى يستهدفه الحزب من وجوده فى مجلسى النواب والشيوخ؟
– الحزب يتبنى توجهًا وسطيًا، ويدعم النقد البناء. نحن لا نعارض من أجل المعارضة، بل ننتقد المسئول إذا أخطأ بشكل موضوعى وبناء، ونقدم حلولًا واقعية قابلة للتنفيذ ضمن إمكانات الدولة. لا يوجد نظام سياسى كامل، فكل نظام له إيجابيات وسلبيات، ودورنا كحزب هو دعم الإيجابيات وتصحيح السلبيات.
■ وبماذا تطالبون فى المرحلة المقبلة؟
– نطالب بالإسراع فى إجراء انتخابات المحليات. النائب فى البرلمان لا يمكنه التفرغ للتشريع فقط، لأن المواطنين يضغطون عليه فى طلبات الخدمات، وهى فى الأساس من اختصاص المجالس المحلية. نأمل أن تتم انتخابات المحليات بعد الانتهاء من انتخابات الشيوخ والنواب، نظرًا لأهمية المحليات فى دعم الحياة السياسية، واكتشاف الكوادر، خاصة من الشباب، لتأهيلهم لاحقًا لمناصب برلمانية.
■ كيف ترى ترشُّح رجال الأعمال فى انتخابات مجلس الشيوخ؟
– مصر دولة يحكمها الدستور، ولا يوجد أى نص قانونى يمنع ترشح رجال الأعمال فى الانتخابات. بل إننا نرى فى معظم دول العالم أن رجال الأعمال يشاركون فى العمل السياسى، نظرًا لقدرتهم على الإنفاق على حملاتهم الانتخابية وإدارة دوائرهم.
لكننا نرفض ترشح أى رجل أعمال إذا كانت عليه شبهات فساد أو إذا كان مصدر أمواله غير معلوم. كما نرفض تمامًا أن يستخدم رجل الأعمال نفوذه داخل البرلمان لتحقيق مصالح شخصية. مجلس الشيوخ له ضوابط واضحة، من بينها أن يتفرغ العضو لمهام التشريع، ويمنع من التعامل المباشر مع الحكومة أو استغلال عضويته لأى غرض خاص.
■ هناك من يرى أن مجلس الشيوخ مجلس استشارى ولم يحصل على الدور الكامل.. كيف ترد؟
– دور مجلس الشيوخ أساسى، ومهمته أن يضم شخصيات تتمتع بالعقل والخبرة والحكمة. يتم اختيار أعضائه بدقة، سواء عبر الانتخاب أو التعيين، من بين الوزراء السابقين، والمحافظين، أو الشخصيات العامة المؤثرة. المجلس ليس مجرد كيان استشارى، بل هو بيت خبرة وطنى يساند الدولة فى صناعة القرار عبر الرأى والمشورة المتخصصة.
■ حزب «الجبهة الوطنية» تأسس مؤخرًا، لكنه ينافس بقوة.. كيف ترى فرصته؟
– المعيار الحقيقى فى أى منافسة انتخابية هو عدد المقاعد التى ينجح الحزب فى الحصول عليها، خاصة على النظام الفردى، لأنه يعكس شعبيته وقوة قواعده التنظيمية.

ما رسالتك للمواطنين بخصوص المشاركة فى الانتخابات؟
– رسالتى الأساسية موجهة للأحزاب أولًا: أرفض تمامًا إعلان أى حزب مقاطعته للانتخابات، لأننى أراه موقفًا مزايدًا على الوطن. الحزب الذى يقرر المقاطعة إما يفتقد الكوادر أو يتهرب من اختبار حقيقى لوجوده السياسى، ولذلك أعتبر المقاطعة إفلاسًا سياسيًا. أما رسالتى للمواطنين: النزول والمشاركة واجب وطنى، وعلى كل مواطن أن يختار من يراه الأنسب والأكثر كفاءة لخدمة الوطن.