القصة التي لا تنتهي

عن «حركات» نتنياهو أثناء محاكمته سيُكتب ويُكتب، ومن غير المستبعد أن يكون هناك فيلم على نتفليكس عن محاكمة بيبى.. منذ أن رفع شعار «لن يحدث شىء لأنه لا يوجد شىء» قبل المحاكمة، وعندما بدأت المحاكمة قام بدعوته الشهيرة «سنحقق مع المحققين» على اعتبار أنهم مخطئون ويستحقون التحقيق معهم لأنهم سيحققون معه.. وصولًا إلى حركات نتنياهو الأخيرة لتأجيل محاكمته.فى يونيو الماضى، خلال مثوله أمام المحكمة أبلغ القضاة بأنه مريض، وتم إيقاف جلسة المحكمة، ومرة رتب مكالمة مع البيت الأبيض فى وقت المحاكمة، وقال للقضاة: لدى مكالمة من الرئيس الأمريكى، هل تريدوننى أن أتجاهل الرئيس الأمريكى؟ ومرة أخرى، رتب رحلة لبودابست فى أسبوع المحاكمة، والتقط صورًا مع الرئيس المجرى، فيكتور أوربان، وقال إنه يتجول بحرية فى أوروبا رغم قرارات المحكمة الجنائية الدولية بالاعتقال، ومرة أخرى أجرى جراحة فى «البروستاتا» التى كان يؤجلها منذ عامين، ومرة أخرى، طالب بتأجيل المحاكمة لأنه قرر أن يشن هجومًا على إيران.صباح الأربعاء الماضى، كانت الحركة الجديدة من نتنياهو، فأثناء إدلائه بشهادته فى محاكمته، دخل سكرتيره العسكرى قاعة المحكمة وسلمه ظرفًا، غادر نتنياهو الجلسة بعد أن قال للقضاة: «يجب أن أغادر»، وذلك بعد أن دخل سكرتيره العسكرى، الذى لم يكن من المفترض أن يأتى، ثم وصل لاحقًا السفير الأمريكى لدى إسرائيل، مايك هاكابى، إلى محكمة تل أبيب المركزية دعمًا لنتنياهو، وهو ما اعتبره الإعلام الإسرائيلى «حركة جديدة للتأثير على القضاة وخط سير المحاكمة».حيث اقترب السفير الأمريكى من نتنياهو بعد أن دعا القضاة إلى استراحة لمدة عشر دقائق فى الجلسة. والتُقطت صورة للسفير فى قاعة المحكمة وهو يحمل دمية «باغز بانى»، لكنه لم يكن يحملها عند دخوله قاعة المحكمة، ويبدو أنها أُحضرت إليه.بدأت قبل أسبوع مرحلة الاستجواب المضاد لنتنياهو، لم يُعلن مكتب المدعى العام مُسبقًا عن أىّ من لوائح الاتهام ستبدأ مرحلة الاستجواب المُضاد، ولكن يبدو أنه اختار البدء بالقضية ١٠٠٠، وهى قضية الهدايا. فى هذه القضية، يُتهم نتنياهو بتلقى خدمات من رجلى الأعمال أرنون ميلشان وجيمس باكر، ويواجه اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة. ووفقًا للتقديرات، تُعدّ هذه القضية أسهل إثباتًا من الناحيتين القانونية والواقعية مُقارنة بالقضيتين الأخريين، بينما ادعى نتنياهو تعرضه لملاحقة سياسية، بل صوّر تجديد علاقته بميلشان على أنه حدث ودى وغير سياسى. من قاعة المحكمة، أفاد موقع «والا» أن المحامى العام سأل نتنياهو عن طبيعة علاقته مع رجل الأعمال الأمريكى أرنون ميلشان، وما إذا كانت شخصية أم أمنية؟ أجاب نتنياهو: «أنت تعرف ما هو الأمن الشخصى، لا يمكننا مناقشته الآن. ربما خلف الأبواب المغلقة». ثم قال المحامى العام: ميلشان اتصل بمكتبك بشأن التأشيرة.. هل يمكنك أن تشرح لماذا اتصل ميلشان فجأة بمكتبك لترتيب موعد له؟ أجاب نتنياهو: «لا أتذكر بالضبط ما حدث، ولا أتذكر بالضبط لماذا اتصل، أغلق الباب هنا وسأشرح لك». على النقيض من ذلك، فى قضايا الإعلام- القضية ٤٠٠٠ «بيزك- والّا» والقضية ٢٠٠٠ «يديعوت أحرونوت»- من المتوقع أن تواجه النيابة العامة مهام أكثر تعقيدًا لإثبات إدانة نتنياهو، والتى فيها يُتهم نتنياهو بمحاولة كسب تغطية إعلامية إيجابية له من موقع «والا» وصحيفة «يديعوت أحرونوت».