التعاون بين مصر والسعودية

التعاون بين مصر والسعودية

محادثات مكثفة حول تطورات الأوضاع فى سوريا جرت، خلال الأيام القليلة الماضية، بين وزراء خارجية مصر، السعودية، الإمارات، الأردن، العراق، البحرين، الكويت، لبنان، عُمان، قطر وتركيا، فى سياق الموقف الواحد، والجهود المشتركة، لدعم الحكومة السورية فى جهود إعادة بناء سوريا الشقيقة، على الأسس التى تضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها، وحقوق كل مواطنيها.بالتزامن، استقبل الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، أمس الأول الخميس، نظيره السعودى الأمير فيصل بن فرحان، بمدينة العلمين. وكالعادة، عكس لقاء الوزيرين التوافق فى الرؤى بين البلدين الشقيقين، والرغبة المتبادلة فى بذل مزيد من الجهود لتطوير العلاقات الثنائية، والعمل المشترك لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية للأزمات التى تموج بها المنطقة. وأثنى الوزيران على الزخم الكبير الذى تحظى به العلاقات المصرية السعودية، بما يعكس النقلة النوعية التى يشهدها البلدان لتحقيق التنمية الشاملة، والتى تجسدت فى إنشاء مجلس التنسيق الأعلى المصرى السعودى، الذى يستهدف الارتقاء بمستوى التعاون إلى مستويات تلبى تطلعات الشعبين الشقيقين، ودعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين.لقاء وزيرى خارجية مصر والسعودية جاء فى إطار التنسيق الدورى المستمر، والعلاقات الأخوية التاريخية والأبدية التى تربط بين البلدين، باعتبارهما جناحى الأمتين العربية والإسلامية. وفى الإطار نفسه، كما لعلك تتذكر، وكما تناولنا منذ أسبوعين تقريبًا، جرت مكالمتان تليفونيتان بين الوزيرين، مساء ٢ و٥ يوليو الجارى، اتفقا خلالهما على مواصلة التشاور والتنسيق، بما يحقق المصالح المشتركة، ويدعم أمن واستقرار الإقليم، وأكدا عمق ومحورية العلاقات الاستراتيجية، وما تشهده من تطور كبير، فى ظل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان، بتعميق العلاقات بين البلدين ومواصلة تطويرها فى مختلف المجالات، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.تكررت الإشارة، خلال لقاء أمس الأول، إلى توجيهات قيادتى البلدين بالعمل على تعميق العلاقات الوطيدة. وفى هذا السياق، وبينما يحاول عملاء قوى إقليمية أو دولية، وبعض الصبية، بحُسن أو بسوء نيّة، تعكير صفو العلاقات الأخوية والأبدية، أعرب وزير خارجيتنا عن الرفض الكامل والاستهجان لأى محاولات يائسة من بعض المنصات الإلكترونية، غير المسئولة، للإساءة إلى البلدين، والمساس بالعلاقات التاريخية المصرية السعودية والتشكيك فى صلابتها، مشددًا على متانة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.المهم، هو أن وزيرى خارجية البلدين تناولا مستجدات الأوضاع فى المنطقة، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية، والجهود المصرية الجارية لاستئناف وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، والاتصالات المكثفة التى تجريها مصر مع كافة الأطراف لضمان إنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى القطاع، ومؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار المقرر أن تستضيفه القاهرة. كما تطرق الوزيران إلى تطورات الأوضاع فى ليبيا، وناقشا الجهود الجارية لحلحلة الأزمة السودانية والمساعى الحثيثة لوقف الصراع الدائر، و… و… وأدان الوزيران الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضى السورية، وانتهاك سيادة ووحدة وسلامة الدولة الشقيقة، والتى كان آخرها استهداف قصر تشرين الرئاسى ومجمع الأركان العامة فى دمشق. وأكد الجانبان ضرورة انسحاب إسرائيل من كل الأراضى السورية، بما فيها هضبة الجولان… وتبقى الإشارة إلى أن وزيرى خارجية مصر والسعودية والوزراء التسعة، الذين أجروا محادثات مكثفة حول تطورات الأوضاع فى سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية، أعربوا فى بيان مشترك، عن دعمهم أمن الدولة الشقيقة ووحدتها واستقرارها وسيادتها ورفض كل التدخلات الخارجية فى شئونها، ورحبوا باتفاق إنهاء الأزمة فى محافظة السويداء، مؤكدين ضرورة تنفيذه، و… و… وأدانوا الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضى السورية، مشددين على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار الإقليميين وأولوية مشتركة. كما دعوا المجتمع الدولى إلى دعم الحكومة السورية فى عملية إعادة البناء، وطالبوا مجلس الأمن بتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية لضمان انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضى السورية المحتلة منذ سنة ١٩٦٧، ووقف كل الأعمال العدائية على سوريا، أو التدخل فى شئونها.