محلل سياسي: موسكو تهدف إلى استنزاف الاقتصاد الأوروبي وحلف الناتو يعاني من الجمود الفعلي

قال الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي، إن التوسع الروسي الأخير داخل الأراضي الأوكرانية يشير إلى أن حلف الناتو بات في حالة شلل واقعي، ولم يعد يعمل كما كان، في ظل الانقسامات الحادة داخل أوروبا بشأن كيفية التعامل مع الحرب الدائرة.
وأضاف خلال مداخلة عبر “إكسترا نيوز”، أن فرض الولايات المتحدة على أوروبا شراء منظومات دفاعية كشف عن عمق الخلافات، إذ رفضت فرنسا وإيطاليا الانصياع لهذا التوجه، ولم يتبق سوى إنجلترا وألمانيا، وحتى لندن يُشك في مدى استعدادها لتحمل التكاليف، متوقعًا أن يتم تمرير العبء على ألمانيا، ما يزيد من الأزمة الاقتصادية الأوروبية.
وأوضح أن هذه الحرب تحولت إلى صراع استنزاف عسكري واقتصادي بين روسيا والدول الغربية، معتبرًا أن استنزاف أوروبا أسهل بكثير من استنزاف الولايات المتحدة، التي تمتلك الموارد والأموال والنفوذ العالمي.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة باتت تتعامل مع أوكرانيا باعتبارها جزءًا من الجانب الأوروبي، ما يُريح روسيا نسبيًا، معتبرًا أن موسكو أكثر رضًا عن أداء إدارة ترامب، خاصة في ظل تحوّل الحرب إلى فرصة لإضعاف الاقتصادات الأوروبية، الأمر الذي قد يؤدي إلى سقوط حكومات أوروبية نتيجة الانهيار الاقتصادي والمعاناة المعيشية.
وتابع الأفندي: “فرنسا لا تريد شراء أسلحة لأوكرانيا، وهذا وحده مؤشر خطير على تصدّع الاتحاد الأوروبي”، مؤكدًا أن هناك معسكرات متعددة داخل الناتو نفسه، منها معسكر التسليح، ومعسكر المسيرات، ومعسكر اتفاقات ثنائية، ما يشير إلى فقدان وحدة القرار داخل الحلف.
وذكر أن العقوبات المفروضة على روسيا لم تعد فعالة، رغم دخول الحرب عامها الرابع، وهو ما يفسر استمرار التقدم الروسي وارتباك الموقف الغربي تجاه الصراع.