هل تلوح في الأفق اتفاقية الهدنة؟… إسرائيل تعيد ترتيب خرائطها وتتخلى عن محور موراج.

أكدت مصادر إسرائيلية مطلعة أن إسرائيل قدمت للوسطاء في مصر وقطر خرائط جديدة ضمن مفاوضات صفقة الهدنة في غزة وتحرير المحتجزين، تضمنت تخليًا فعليًا عن “محور موراج”، وهو ما يشير إلى تغيير جوهري في الموقف الإسرائيلي ضمن إطار التفاهمات الجارية، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة “آي 24” الإسرائيلية.
إسرائيل تسعى لإنهاء حرب غزة في أقرب وقت
وفي هذا الصدد، أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة على سير المفاوضات، أن الخرائط التي قدمها الوفد الإسرائيلي للوسطاء تُظهر أن إسرائيل لم تعد تعتبر محور موراج جزءًا من خططها للتمركز أو التحرك العسكري في جنوب قطاع غزة، وهو المحور الذي كان يُعتبر سابقًا أحد المسارات الحيوية للعمليات الإسرائيلية قرب خان يونس.وتابع أحد المصادر أن القضية الرئيسية لم تعد تتمحور حول محور موراج، بل حول الوجود العسكري الإسرائيلي في منطقة رفح، ما يعكس تحوّلًا في أولويات تل أبيب على الأرض.ووفقًا للقناة العبرية، فإن الخرائط الإسرائيلية الجديدة، دفعت الوسطاء للتفاؤل بشأن إمكانيات التقدم نحو صفقة قريبة، معتبرة أن الخرائط الجديدة تمثل تقدمًا عمليًا ومهمًا في المسار التفاوضي، وقد تفتح الباب أمام تفاهمات نهائية خلال الفترة القريبة المقبلة.وأوضحت القناة العبرية أن هذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا ميدانيًا مستمرًا، حيث لا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية جارية في رفح ومحيطها، وسط ضغوط دولية متزايدة على حكومة نتنياهو لدفع المفاوضات نحو نتائج ملموسة تضمن عودة المحتجزين الإسرائيليين من غزة.
وأشارت إلى أن التخلي عن محور موراج قد يكون إشارة إلى استعداد إسرائيلي لتقديم تنازلات جغرافية محددة مقابل إحراز تقدم في المفاوضات، خاصة أن محور موراج يربط بين الحدود الشرقية لغزة وبين مناطق في عمق خان يونس، ما كان يمنح جيش الاحتلال الإسرائيلي سيطرة على تحركات بين جنوب ووسط القطاع.ومن غير الواضح حتى اللحظة كيف سترد حركة حماس على هذه التغيرات، لكن مصادر مطلعة على الوساطة الدولية تشير إلى أن تقديم خرائط واضحة ومفصلة، تتضمن سحبًا لقوات الاحتلال من محاور معينة، كان أحد الشروط الأساسية التي طالبت بها الحركة الفلسطينية طوال الأشهر الماضية لضمان حسن النوايا.وأشارت القناة العبرية، إلى أنه حتى اللحظة، لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية على مضمون التقرير، فيما تواصل وسائل الإعلام العبرية والعربية متابعة تطورات المفاوضات بحذر، خاصة في ظل محاولات بعض الأطراف تجنب تسريب تفاصيل قد تؤثر سلبًا على سير العملية.ويُذكر أن محور موراج أقيم على أنقاض مستوطنة إسرائيلية تم تفكيكها في خطة فك الارتباط عام 2005، ويُستخدم اليوم من قبل جيش الاحتلال كطريق عسكري يوصل بين مناطق التمركز الإسرائيلي على الحدود وبين المحاور القتالية داخل غزة.