تقليص الفجوات في محادثات الهدنة: تخفيض القوات في رفح وإعادة تصميم خرائط الانسحابات

نقلت تقارير عبرية، عن مصادر مطلعة على سير مفاوضات صفقة تبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، بأن الفجوات الجوهرية بين الجانبين شهدت تقلصًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة. ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن الجهود الحالية تنصبّ على مناقشة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتحديد المناطق التى ستستمر فيها القوات بالتمركز خلال فترة سريان وقف إطلاق النار.وكشفت المصادر عن أن فرقًا فنية متخصصة، تراجع حاليًا فى العاصمة القطرية الدوحة، خرائط انتشار الجيش الإسرائيلى بهدف إعادة صياغتها بدقة، مضيفة أن التطورات الراهنة تظهر احتمالية التوصل إلى تفاهمات إضافية بشأن الوجود العسكرى فى محور «موراج». كما كشفت عن أن إسرائيل تبذل جهودًا مكثفة لضمان استمرار وجودها العسكرى فى منطقة رفح، التى تعتبر ذات أهمية استراتيجية بالغة.ونقلت هيئة البث، عن مصدر أمريكى مطلع على سير المفاوضات، قوله إن إسرائيل تُظهر مرونة ملحوظة خلال المحادثات. كما أفادت بأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أعرب عن استعداده لتقديم تنازلات إضافية بخصوص الانسحاب من قطاع غزة، بما فى ذلك سحب عدد أكبر من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى من منطقة رفح.أوضحت المصادر أن هناك تقدمًا ملحوظًا فى المفاوضات، لكن دون الوصول إلى اختراق حاسم، مشيرة إلى أن «نتنياهو» منح الفريق الإسرائيلى المفاوض مساحة أوسع من المناورة، وصلاحيات إضافية لاتخاذ قرارات داخل قنوات التفاوض، بهدف تسريع الوصول إلى اتفاق.وتابعت أن وفدًا أمنيًا إسرائيليًا رفيع المستوى عاد فى وقت متأخر، أمس الأول، من مصر، بعد سلسلة من الاجتماعات، بينما لا يزال الوفد الإسرائيلى الرسمى المسئول عن المفاوضات موجودًا فى الدوحة، حيث تجرى مفاوضات غير مباشرة ومكثفة مع وفد من حركة «حماس».وتكشف مسودة الاتفاق الحالية، عن اقتراح يهدف إلى إطلاق سراح ٢٨ محتجزًا إسرائيليًا، منهم ١٠ أحياء و٨ جثامين، على مدار فترة وقف إطلاق نار شامل تمتد لـ٦٠ يومًا.وتتضمن المسودة جدولًا زمنيًا دقيقًا ومفصلًا لعملية تبادل المحتجزين والأسرى، ففى اليوم الأول من سريان الاتفاق، سيتم إطلاق سراح ٨ محتجزين إسرائيليين من الأحياء، بعد ذلك، سيتم تسليم رفات المحتجزين المتوفين على دفعات فى الأيام السابع، والثلاثين، والخمسين من بدء الاتفاق، وفى اليوم الـ٥٠، سيتم أيضًا إطلاق سراح اثنين من المحتجزين الأحياء، أما فى اليوم الأخير من الصفقة، فسيتم تسليم رفات ٨ جثامين لمحتجزين متوفين.وبحسب هيئة البث، فإنه بعد الانتهاء من عملية إطلاق سراح الدفعة الأولية من المحتجزين، سيبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى تدريجيًا فى الانسحاب من أجزاء واسعة من شمال قطاع غزة، ثم يتواصل الانسحاب من مناطق جنوب القطاع. وبموجب الاتفاق، يُطلب من حركة حماس تقديم معلومات تفصيلية عن جميع المحتجزين الآخرين فى اليوم العاشر من بدء سريان الاتفاق.وفى المقابل، ستكشف إسرائيل عن معلومات مفصلة تتعلق بأكثر من ٢٠٠٠ فلسطينى أسير ومعتقل إداريًا، وتلتزم أيضًا بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.وفى السياق، أعلن جيش الاحتلال صباح أمس، عن استكمال فتح محور عسكرى جديد أطلق عليه اسم «ماجين عوز»، يشطر مدينة خان يونس- ثانى أكبر مدن قطاع غزة- إلى قسمين، ويمتد من وسط المدينة شرقًا حتى محور موراج غربًا. وأشارت الصحيفة إلى أنه تزامنًا مع الإعلان عن المحور الجديد، عقد المجلس الوزارى الأمنى الإسرائيلى المصغر مساء أمس الأول، اجتماعًا لمتابعة تطورات المفاوضات الجارية فى الدوحة، والتى ما زالت عالقة عند نقطة رئيسية تتعلق بخطط انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلى من قطاع غزة.ووفقًا لمصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات، عرض الوفد الإسرائيلى خرائط محدثة لخطوط الانسحاب، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.