“المدينة الإنسانية” تثير جدلاً في إسرائيل.. ونتنياهو يبحث عن خطة بديلة

“المدينة الإنسانية” تثير جدلاً في إسرائيل.. ونتنياهو يبحث عن خطة بديلة

يناقش مجلس وزراء الاحتلال بقيادة نتنياهو حاليًا بشكل جاد إمكانية إنشاء “مدينة إنسانية” مخصصة لإعادة توطين الفلسطينيين في الجزء الجنوبي من القطاع، بالقرب من رفح، بحجة تخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.وأكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، بأن جيش الاحتلال عرض خلال جلسة المجلس الوزراي المصغر “الكابينيت”، خطة جديدة لإنشاء ما يُعرف بـ”المدينة الإنسانية” في منطقة رفح، جنوب قطاع غزة، وذلك استجابة لمطالب سابقة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بوضع جدول زمني أكثر واقعية لتنفيذ المشروع. وبحسب التعديلات، تهدف الخطة الجديدة إلى تقليل التكاليف، تقصير مدة التنفيذ، وجعل المشروع أكثر عملية وواقعية.

خطة بديلة للمدينة الإنسانية

وتابعت الصحيفة أنه إضافة إلى ذلك، عرض رئيس أركان الاحتلال إيال زامير خطته العسكرية المستقبلية لمواصلة العمليات في حال التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، بما يشمل نشر قوات الاحتلال واستمرار المهام القتالية في القطاع.وفي جلسة سابقة، عبر نتنياهو عن غضبه من التقديرات التي قدمها قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وطالبهم بإعداد خطة معدّلة ومحسنة.

ونقل مشاركون في الجلسة أن هناك شعورًا داخل المجلس بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول تقويض مشروع “المدينة الإنسانية” عبر تقديم خطة غير قابلة للتطبيق، في ظل الانتقادات الدولية الواسعة التي تواجهها هذه المبادرة، والأهداف الخفية لها والتي تتمثل في تهجير سكان قطاع غزة من الشمال وتكديسهم في الجنوب.وبحسب الصحيفة العبرية، فقد أثار المشروع نقاشًا حادًا حول مصادر تمويله، حيث تقدر تكلفته الإجمالية بعدة مليارات من الشواكل، وقد تصل إلى عشرات المليارات. وأكد مسؤولون إسرائيليون، أن التكلفة التقديرية تتراوح بين 10 و15 مليار شيكل، مؤكدين أن ميزانية الاحتلال ستتحمل في المرحلة الأولى الجزء الأكبر من النفقات.كما شهدت الأسابيع الأخيرة توترًا متصاعدًا بين رئيس أركان الاحتلال من جهة، ونتنياهو ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش من جهة أخرى، وذلك بسبب رفض المؤسسة العسكرية تحويل موارد كبيرة إلى إنشاء المدينة الإنسانية. واعتبر رئيس أركان الاحتلال أن تجهيز البنية التحتية لهذا المشروع من شأنه أن يضعف قدرات جيش الاحتلال في أداء مهامه الأساسية داخل غزة، وعلى رأسها القتال ضد حركة حماس وتأمين عودة المحتجزين الإسرائيليين.وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه رغم ذلك، أمر نتنياهو الجيش بإعداد خطة جاهزية كاملة خلال أيام، تشمل ترتيبات إقامة المدينة مع الحفاظ على القدرات القتالية.