نجومية عالمية وتحديات محلية: ما سبب عدم عرض Sardaar Ji 3 في الهند؟

نجومية عالمية وتحديات محلية: ما سبب عدم عرض Sardaar Ji 3 في الهند؟

رغم النجاحات الكبيرة التي يحققها عالميًا، يواجه فيلم Sardaar Ji 3 للنجم البنجابي الشهير ديلجيت دوسانجه حظرًا غير رسمي في دور السينما الهندية، بسبب مشاركة ممثلة باكستانية في البطولة، وسط أجواء مشحونة سياسيًا وثقافيًا بين الهند وباكستان.وبحسب تقرير عبر صحيفة الجارديان، الفيلم الذي جرى إطلاقه عالميًا في 27 يونيو 2025، ينتمي إلى فئة الكوميديا الرعب، ويُعد استكمالًا لسلسلة ناجحة من أفلام دوسانجه، ويُسجل أرقامًا قياسية في شباك التذاكر خارج الهند، إذ تجاوزت إيراداته 336 مليون روبية في الأسبوع الأول، ما يعادل نحو 2.9 مليون جنيه إسترليني، مع توقعات بتحقيق المزيد من الأرباح لولا منعه داخل بلده.

المنع غير المعلن

ورغم أن الفيلم لم يُمنع رسميًا، إلا أن اتحاد موظفي السينما في غرب الهند (FWICE) طالب المجلس المركزي لشهادات الأفلام (CBFC) بعدم منحه تصريحًا للعرض، على خلفية مشاركة النجمة الباكستانية هانيا عامر، وهو ما اعتُبر تحديًا لحساسية التوتر السياسي المتصاعد بعد الهجوم المسلح في كشمير في أبريل الماضي، والذي راح ضحيته عدد من السياح.ورغم أن تصوير الفيلم تم قبل الهجوم بفترة طويلة، فإن الأجواء السياسية المتوترة دفعت السلطات إلى التوصية بحذف المحتوى الباكستاني الرقمي من منصات البث داخل الهند، مما ألقى بظلاله على إنتاج دوسانجه الأخير.

نجم عالمي.. وخلاف محلي

ويحتل ديلجيت دوسانجه مكانة بارزة عالميًا، بعدما تصدّر قائمة “أفضل 50 نجمًا آسيويًا في العالم” لعام 2024، وشارك في جولات موسيقية ناجحة بأوروبا والولايات المتحدة، وظهر مؤخرًا على السجادة الحمراء لمهرجان Met Gala بزي تقليدي جمع بين الفخامة والثقافة.ورغم ذلك، يرى البعض أن شهرته لم تشفع له في مواجهة تصاعد النزعة القومية المحافظة في الوسط الفني الهندي.ويقول المخرج المعروف أنوراغ كاشياب إن دوسانجه “يُعد من أهم سفراء الهند الثقافيين”، لكنه بات هدفًا لـ”الوطنيين المتشددين الذين يسعون لاسترضاء السلطة”.ويضيف كاشياب أن “الأمر لا يتعلق بممثلة باكستانية بحد ذاتها، بل بأي شيء يتحدى خطاب الأغلبية”، معتبرًا أن رفض عرض الفيلم يُرسل رسالة مفادها أن “الخسارة المالية ستكون ثمناً لمن يروي قصصًا خارجة عن المألوف”.وليست هذه المرة الأولى التي يُحرم فيها الجمهور الهندي من أعمال دوسانجه. ففيلمه السابق Punjab 95، وهو سيرة ذاتية عن الناشط الحقوقي جاسوانت سينغ خالرا، واجه عملية رقابة مرهقة منذ 2022. المخرج هاني تريهان قال إن لجنة الرقابة طلبت منه حذف 127 مشهدًا، شملت تغييرات في الأسماء، الأعلام، والإشارات إلى ولاية البنجاب، مما دفعه لإيقاف المشروع تمامًا.ويقول تريهان إن الأمر لم يكن مجرد رقابة على المحتوى، بل محاولة “لإفراغ الفيلم من مضمونه وإرهاق صانعيه”، واصفًا الأسلوب بـ”تكتيك لخنق الأصوات المستقلة”.في المقابل، يرى محللون أن منع عرض الفيلم في الهند قد ينعكس إيجابًا على شعبيته في أماكن أخرى. ويقول الصحفي الباكستاني عاصم نواز عباسي إن الجدل “زاد من الإقبال على الفيلم في باكستان”، حيث اعتُبر بمثابة انتصار رمزي على محاولة التعتيم.ورغم كل ذلك، لم يتراجع دوسانجه، بل واصل التفاعل مع جمهوره، ونشر عبر حساباته الرسمية مقاطع تظهر تصفيق الجمهور الباكستاني الحار داخل قاعات العرض.وتشير تجربة Sardaar Ji 3 إلى أن الصراعات السياسية والثقافية لا تزال تتدخل في شؤون السينما في شبه القارة الهندية، وأن شهرة الفنانين قد لا تحمي أعمالهم من مناخ الرقابة المتشدد