عصام هلال: “القائمة الوطنية للشيوخ” تحالف انتخابي يهدف إلى تعزيز المصلحة الوطنية

– الأغلبية هدف مشروع لأى حزب وسننافس على جميع مقاعد الفردى- «الشيوخ» ليس مجلسًا استشاريًا أو ثانويًا.. بل مؤسسة تشريعية برلمانية مستقلةكشف عصام هلال، الأمين العام المساعد لحزب «مستقبل وطن»، وكيل اللجنة التشريعية فى مجلس الشيوخ، عن أبرز استعدادات الحزب لخوض انتخابات مجلس الشيوخ ٢٠٢٥.وتحدث «هلال»، خلال لقائه فى بودكاست «النائب» على منصات «الدستور» المختلفة، عن كواليس تشكيل «القائمة الوطنية من أجل مصر»، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى امتلاك «مستقبل وطن» بنية تنظيمية قوية تؤهله للمنافسة على جميع المقاعد الفردية.وتطرق وكيل اللجنة التشريعية فى مجلس الشيوخ إلى رؤية الحزب للعملية الانتخابية ككل، مشددًا على أهمية المجلس كإحدى الركائز الدستورية للعمل البرلمانى، لدوره فى التشريع وتعزيز الاستقرار السياسى.■ ما رؤيتك العامة لانتخابات مجلس الشيوخ؟- فى البداية، أوجه الشكر للدولة بكل مؤسساتها، فالكل يعمل بجد واجتهاد، ومنذ فتح باب الترشح وحتى غلقه، كانت هناك تسهيلات كبيرة مُقدمة لكل من الأحزاب والمستقلين، وهذا أمر يُشكر عليه الجميع.وانتخابات مجلس الشيوخ تشهد عددًا كبيرًا من المرشحين، وهو مؤشر إيجابى للغاية، فالمشاركة بهذا الحجم تدل على وعى سياسى متزايد، وهو فى حد ذاته شىء إيجابى لمستقبل الحياة السياسية.مجلس الشيوخ مؤسسة مهمة فى الحياة النيابية، لكنه لم يأخذ التقييم الذى يستحقه حتى الآن. وما شهدناه فى الأيام الأخيرة من اهتمام للدولة والأحزاب والأفراد، يعكس حرص الجميع على إنجاح هذه التجربة، ويُبشر بمجلس قوى وقادر على التصدى للتحديات التى تواجه الدولة.■ هل يسعى حزب «مستقبل وطن» للحصول على الأغلبية فى مجلسى الشيوخ والنواب القادمين؟- من الطبيعى أن يكون هدف أى حزب سياسى هو الوصول إلى الأغلبية، فالحزب بطبيعته يسعى إلى الحكم أو المشاركة فيه. إحدى أهم وسائل المشاركة هى المجالس النيابية، التى من خلالها يمكن تنفيذ السياسات والرؤى التى يؤمن بها الحزب، والأغلبية هى الأداة التى تُمكنه من ذلك.نعم، نحن نسعى إلى الأغلبية، وهذا هدف مشروع. فى برلمان ٢٠٢٠، حققنا الأغلبية. لكن فى ظل التحديات الحالية، نُعلى المصلحة الوطنية فوق أى مصالح حزبية. قد نصل إلى الأغلبية، وقد نصل إلى «الأكثرية القريبة من الأغلبية»، وكلاهما أمر صحى فى الممارسة الديمقراطية.الوضع السياسى الآن يُظهر أن هناك توافقًا كبيرًا بين عدد من الأحزاب، ما يسهل تشكيل أغلبية برلمانية عند الحاجة. كما أن مفهوم «الأغلبية» و«المعارضة» تغير كثيرًا، فلم تعد المعارضة مجرد موقف ثابت ضد الحكومة، بل أصبحت معارضة موضوعية حسب كل ملف أو قانون معروض. أحيانًا نجد أحزابًا مؤيدة تتحفظ على بعض القوانين، والعكس صحيح.■ وماذا عن أحزاب المعارضة؟- كل الشكر لأحزاب المعارضة، فجميعها تعمل من أرضية وطنية ولها مواقف محترمة. نرحب بالاختلاف وليس الخلاف، فالتنوع السياسى يثرى الحياة الديمقراطية ويخلق حالة من التكامل.■ هل ينافس «مستقبل وطن» على جميع مقاعد الفردى؟- «مستقبل وطن» يمتلك بنية تنظيمية قوية تغطى جميع محافظات الجمهورية. حقق الحزب «الأغلبية» فى مجلس النواب، و«الأكثرية» فى مجلس الشيوخ. هذه البنية تُمكننا من خوض الانتخابات بشكل منفرد. لكن إيماننا العميق بضرورة تغليب المصلحة الوطنية، واستيعابنا للتحديات التى تواجه الدولة، دفعنا إلى تبنى نهج التشاركية وليس المغالبة. هدفنا تحقيق التوافق بما يخدم الوطن والمواطنين، لذا تم تشكيل تحالف انتخابى قائم على التعاون، لا التنافس العدائى. ونعم، لدينا مرشحون على جميع مقاعد الفردى فى انتخابات مجلس الشيوخ.■ هل يُعد حزب «الجبهة الوطنية» المنافس الأبرز لـ«مستقبل وطن»؟- نحن نرحب بوجود أى حزب سياسى فاعل، فالتعددية الحزبية تصب فى مصلحة الحياة السياسية، ووجود حزب مثل «الجبهة الوطنية» يُعد مكسبًا، خاصة أنه يتوافق معنا فى كثير من الرؤى، ويدعم الدولة ومؤسساتها. وجود أحزاب منافسة يُعد أمرًا إيجابيًا، لأنه يمنع التراخى داخل أى حزب، ويُحفّز الجميع على العمل الجاد والمستمر. التنافس البنّاء هو ما يطور العمل الحزبى، ويدفع الجميع إلى تقديم الأفضل، وهذا فى النهاية يصب فى مصلحة حزب «مستقبل وطن» والحياة السياسية ككل.■ وماذا عن كواليس تشكيل «القائمة الوطنية من أجل مصر»؟- أوجّه كل الشكر والتقدير للأحزاب المشاركة فى «القائمة الوطنية من أجل مصر»، فقد كان لكل حزب منها ثقله وقوته النسبية، وأسهم بشكل فعّال فى إنجاح هذا التحالف. ضمّت القائمة عددًا من الكوادر المهمة، وسعينا منذ البداية إلى خلق حالة من التوافق، لأن «القائمة الوطنية» هى ائتلاف انتخابى وليس تحالفًا سياسيًا دائمًا.الهدف الأساسى للجميع كان إعلاء المصلحة الوطنية فوق أى اعتبارات حزبية أو شخصية. وما يُميز هذه القائمة هو تمثيلها لمعظم التوجهات السياسية الموجودة على الساحة، مع حرص كل حزب على الدفع بأفضل كوادره.أزعم أن الأحزاب التى شاركت فى «القائمة الوطنية» من الأكثر فاعلية وتنظيمًا فى الوقت الحالى. عملنا على تحقيق الاختلاف دون خلاف، وجمعنا آراء وتوجهات متنوعة بهدف الوصول إلى أفضل رؤية تخدم الوطن والمواطن.■ البعض يرى أن مجلس الشيوخ مجرد جهة استشارية ولا يتمتع بنفس أهمية مجلس النواب..كيف ترى ذلك؟- هذه نظرة غير منصفة لمجلس الشيوخ، ومن يريد أن يُقيّم دوره بشكل دقيق، عليه الرجوع إلى مضابط المجلس وما أنجزه خلال الفترة الماضية. الخطأ المشترك الذى وقع فيه الكثيرون هو سوء فهم المادة ٢٤٨ من الدستور، فمجلس الشيوخ ليس مجلسًا على هامش مجلس النواب، ولا هو مجلس «ثانوى» أو «هامشى»، بل هو مؤسسة تشريعية برلمانية مستقلة تقوم بدور بالغ الأهمية فى دعم الحياة السياسية والتشريعية.المادة ٢٤٨ توضح أن مجلس الشيوخ ليس مجرد مجلس استشارى، بل هو صاحب رؤية مستقبلية للدولة، مسئول عن تدعيم الديمقراطية، والحريات، والعدالة الاجتماعية، والضمان الاجتماعى. كما أنه شريك أساسى فى تحسين جودة التشريع، إذ تمر القوانين عبره للمراجعة والتطوير قبل أن تُعرض على مجلس النواب. وهذا يمنح القوانين مصداقية وجودة أكبر كونها تخضع لمرحلتين من التقييم والتدقيق.■ ما رسالتك للمواطنين؟- رسالتى إلى الشعب المصرى: شارك فى الانتخابات، عبّر عن رأيك، واختر من تراه مناسبًا، فكل صوت يصب فى مصلحة الوطن.■ ماذا عن مطالبات توسيع اختصاصات مجلس الشيوخ؟– نعم، نطالب بزيادة اختصاصات مجلس الشيوخ، وندعو إلى تعزيز دوره إعلاميًا، خاصة أن جلساته غير مذاعة على الهواء، ما يُضعف الوعى العام بدوره وأثره، فالمجلس يضم كمية كبيرة من الدراسات والمقترحات المهمة التى يجب تسليط الضوء عليها إعلاميًا. نحن بحاجة إلى توعية الشعب بأهمية هذا المجلس، وذلك ينعكس مباشرة على زيادة المشاركة فى العملية الانتخابية. المشاركة الشعبية ليست فقط حقًا دستوريًا، بل مسئولية وطنية.