خبير سوري لـ”الدستور”: إسرائيل تستغل الفوضى في السويداء لإشعال الأوضاع في سوريا

خبير سوري لـ”الدستور”: إسرائيل تستغل الفوضى في السويداء لإشعال الأوضاع في سوريا

أكد المحلل والخبير السياسي السوري حسام طالب أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء في سوريا من اشتباكات مسلحة تعود بشكل رئيسي إلى غياب الدولة ومؤسساتها وغياب القانون، مما أدى إلى سيطرة الفوضى على المحافظة. 
 
وأوضح طالب في تصريحات خاصة لـ”الدستور” أن السويداء تشهد صراعًا بين طرفين أساسيين هما البدو والدروز، وكلا الطرفين مسلح، مما يجعل الاشتباكات بينهما متكررة، وتحاول القوات الحكومية التدخل لتهدئة الوضع وفرض الأمن.

 الأوضاع في السويداء أكثر تعقيدا

وأشار طالب إلى أن تطور الأحداث كان أكثر تعقيدًا هذه المرة، حيث تعرضت القوات الحكومية، التي ضمت الأمن الداخلي والجيش السوري، لهجمات من فصائل محلية مسلحة. ورغم ذلك، تعاملت الدولة بحكمة كبيرة، لا سيما بعد حادثة اختطاف محافظ السويداء من قبل بعض الفصائل، حيث اختارت الدولة التصرف بحكمة لتفادي التصعيد، مؤكدا أن المحافظة تعيش حالة من الفوضى وقسمتها عدة فصائل مسلحة تسيطر كل منها على منطقة محددة، ما يعكس غياب سلطة القانون بشكل كامل.
ولفت إلى أن المواطنين في السويداء يطالبون باستمرار بعودة الدولة وتفعيل مؤسساتها، مشيرًا إلى أن الاتفاق الذي تم في مايو الماضي بشأن دخول مؤسسات الدولة وانضمام الفصائل المسلحة إلى قوى الأمن الداخلي لم يتم الالتزام به من قبل الفصائل. لذا، فإن القوات الحكومية ستتعامل بحزم وقانون لفرض الأمن في المحافظة، ومنع التواجد المسلح غير القانوني، مع ضمان حماية المدنيين وممتلكاتهم، ومعاقبة أي تجاوزات من قبل عناصر القوات الحكومية بشكل صارم، وذلك وفق توجيهات وزير الدفاع ووزير الداخلية.
وأكد طالب أن خشية الأهالي ليست من القوات الحكومية، بل من بعض الفصائل المسلحة التي ارتكبت انتهاكات في مناطق أخرى، مشيرًا إلى أن دخول الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي إلى السويداء جاء بناءً على طلب الأهالي لمنع الفوضى وإعادة الأمن. وأوضح أن الوضع في السويداء تحسن بشكل ملحوظ منذ تدخل القوات الحكومية، حيث تم إعلان وقف إطلاق النار بعد اتفاق مع وجهاء وأعيان المحافظة، مما ساهم في تأمين المدينة ومنع الفصائل الخارجة عن القانون من التحرك بحرية.

طالب: إسرائيل تستغل الوضع المضطرب في السويداء

وحذر طالب من استغلال إسرائيل للوضع المضطرب في السويداء، حيث تحاول من خلال دعمها لبعض الفصائل تأجيج الصراع، لكنها في الوقت ذاته نفذت هجمات رمزية على القوات الحكومية لتؤكد حضورها. ورغم ذلك، استطاعت الدولة السورية بجهودها العسكرية فرض سيطرتها وتقليل فرص العبث الإسرائيلي، مؤكدًا أن لغة الدولة والتزامها بالقانون الدولي واتفاقية الهدنة لعام 1974 ستبقى السائدة.وأشار السياسي السوري إلى أن الهدف الأساسي للدولة السورية هو توحيد كامل التراب الوطني، وتوسيع مشاركة الجميع في الحكم، والعمل على بناء دولة قائمة على القانون والنظام. 
وأكد أن الحكومة تسعى إلى الحل السياسي والسلمي في مناطق أخرى مثل شرق الفرات، رغم احتمال حدوث بعض الاشتباكات الطارئة في حال استهداف القوات الحكومية. كما أشار إلى ضرورة الدعم الإقليمي والدولي لوحدة سوريا، مما يعزز من قدرة السوريين على تجاوز العقبات في طريق استعادة وحدة الأرض والشعب.