السويداء: صراع وأرض مشتعلة

وئام وهاب لـ “الدستور”:
تدخل الكيان الصهيوني نضعه في إطار التوظيف السياسي.. أهل الجبل ليسوا بحاجة لمن يزاود عليهم في الوطنيةقال رئيس حزب التوحيد العربي (الدرزي) وئام وهاب في تصريحات خاصه ل “الدستور”، ردا على سؤال:
ما هي التصورات الحالية للحرب التي تشتعل في محافظة السويداء وقراها، جنوب سوريا، التي أعلنها الجيش السوري، وقوات أمن الرئيس احمد الشرع، الجولاني، وماذا يريد؟، أوضح وهاب:ما تشهده المنطقة الجنوبية من محاولات تسلل لعناصر مرتبطة بالفصائل المسلحة أو ما يسمى “جيش الجولاني”، هو تهديد مباشر لأمن الناس واستقرارهم، ومقدمة لحرب لا تُشبه أهل الجبل.
.. واكد:
الجولاني ليس مشروع مقاومة ولا حرية، بل رأس حربة لمشروع يُراد له أن يدخل السويداء عبر الفوضى. هذه الفصائل المسلحة لا تمثل الشعب السوري، ولا تعبر عن طموحات أي بيئة وطنية، بل هي أدوات تستخدم لتخريب ما تبقى من تماسك في هذا الوطن.
في المقابل، لفت رئيس حزب التوحيد العربي (الدرزي): نحن أصحاب أرض، وأصحاب كرامة، وسنواجه هذا الخطر بروح الدفاع لا الاعتداء، بروح الثبات، لا الانجرار.
ورفض وهاب، تدخل الجيش الإسرائيلي الصهيوني، وقال ل “الدستور”:
أما الكيان الصهيوني، فأي تدخل منه هو يمكن أن نضعه في إطار التوظيف السياسي. أهل الجبل ليسوا بحاجة لمن يزاود عليهم في الوطنية، وقد أثبتوا عبر التاريخ أنهم خط الدفاع الأول عن أرضهم، وأنهم لا يقايضون كرامتهم بأي تدخل أجنبي. الاشتباكات الدامية في محافظة السويداء. مستمرة.
ارتفع عدد قتلى الاشتباكات الدامية في محافظة السويداء إلى 99 شخصًا، وفق حصيلة جديدة أعلنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أنهم “60 درزيًا معظمهم من المقاتلين إضافة إلى امرأتين وطفلين، و18 شخصًا من البدو، و14 عنصرا من قوات الأمن، و7 مسلحين مجهولي الهوية”.
في سياق متصل أفاد الناطق باسم حركة رجال الكرامة، أحد أبرز الفصائل المسلحة الدرزية اليوم الاثنين، بوجود مفاوضات جارية في محافظة السويداء بين السلطات السورية وممثلين عن الدروز في مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.وقال باسم فخر في تصريح نقلته وكالة فرانس برس: “هناك مفاوضات للوصول إلى ووقف لإطلاق النار وحل بين وجهاء مدينة السويداء ومندوبين ممثلين عن الأمن العام ووزارة الدفاع”… وفي إطار الأحداث، التي أحدثت خلخلة سياسية وأمنية في سوريا، تقدمت القوات الحكومية نحو مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، الاثنين وما زالت في كر وفر، بعد معارك أوقعت نحو مئة قتيل، فيما تدخلت دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني بقصفها دبابات سورية محذرة من عدم استهداف الدروز.
.. في إطار معروف، كانت منذ أشهر، “هناك تفاهمات تم التوصل إليها مع وزارة الدفاع تقضي بتشكيل جسم عسكري وأمني من أبناء السويداء لكن التأخير يحصل من جانب الدولة”، ذلك وفق توافق درزي: “نحن مع الدولة ولكنها هي من كانت تماطل لتطبيق هذا الاتفاق”.برغم، وجود “فصائل لا تحمل عقيدة وطنية إلى جانب بعض من عشائر البدو التي تساندها” بعمليات قتل ونهب وحرق في بعض القرى الدرزية، الذين تؤكد المعلومات انهم “سيطروا على خمس بلدات على مشارف السويداء”… وفي ظل الاشتباكات الدرامية، طالبت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز المقربة من الشيخ البارز حكمت الهجري بوقف إطلاق نار فوري، وقالت: ” نحن من البداية طلبنا وقف إطلاق النار والتهدئة. ولم نرغب بسفك الدماء. نحن لا نقبل بأية فصائل تكفيرية أو منفلتة أو خارجة عن القانون. ونحن مع القانون ومع سيادة الدولة النظامية القانونية” مشيرا إلى عدم معارضة “تنظيم المحافظة (السويداء) وترتيب أسسها وشرطتها من أبنائها ومن الشرفاء”. وأضاف البيان: “نحن متأكدون أن الحكومة المؤقتة في دمشق توافقنا على ذلك، ولم تنقطع ولن تنقطع علاقتنا التوافقية معهم”. وتعيد هذه الاشتباكات التي بدأت الأحد إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، منذ وصولها إلى الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر. وسبق أن وقعت أحداث دامية في الساحل السوري حيث تتركز الأقلية العلوية في آذار/مارس، واشتباكات قرب دمشق بين مقاتلين دروز وقوات الأمن في نيسان/أبريل.*دولة الاحتلال الإسرائيلي تتدخل برقاحة.وزير الدفاع الإسرائيلي المتطرف يسرائيل كاتس اليوم أن الضربات التي نفذها الجيش في جنوب سوريا “تحذير واضح للنظام السوري” لعدم استهداف الدروز. وقال كاتس عبر حسابه على منصة إكسX: “الضربات الإسرائيلية كانت رسالة وتحذيرا واضحا للنظام السوري، لن نسمح بالإساءة للدروز في سوريا، إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي”. قبل ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي الصهيوني، أنه لن يسمح بوجود “تهديد عسكري” في جنوب سوريا، وذلك بعد ساعات من استهدافه دبابات في هذه المنطقة التي تشهد اشتباكات دامية بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية أوقعت عشرات القتلى. وقال المتحدث الصهيوني أفيخاي أدرعي في بيان إن الجيش هاجم في وقت سابق الدبابات “وهي تتحرك نحو منطقة السويداء”، معتبرا أن “وجود تلك الوسائل في منطقة جنوب سوريا قد يشكل تهديدا على دولة الاحتلال “. وشدد على أن الجيش “لن يسمح بوجود تهديد عسكري في منطقة جنوب سوريا وسيتحرك ضده ويواصل مراقبة التطورات في المنطقة”… وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا)،: “شن طيران الاحتلال الإسرائيلي اليوم ثلاث غارات استهدفت محيط بلدتي المزرعة وكناكر في ريف محافظة السويداء”. وأضافت أن “طيران الاحتلال شن غارتين استهدفتا محيط بلدة المزرعة، وغارة ثالثة استهدفت محيط بلدة كناكر في ريف السويداء، ما أسفر عن وقوع خسائر مادية”.*رؤساء لبنان.. وجنبلاط... وفي تصريحات خاصة ل الدستور، كشفت ان الزعيم الدرزي، الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي الوزير السابق وليد جنبلاط، وبعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة: بما يتعلق بالمفاوضات في ملف الجنوب هذا الأمر في يد أمينة مع الرئيس بري ومع الرؤساء الثلاثة ولن أتدخل فيه ليس هذا الشأن من صلاحياتي، بالكيانات الحالية نحن نتمسك بالكيانات الحالية، والسويداء مثل جرمانا مثل حمص مثل حماة مثل كل مكان في سوريا هي بحماية الدولة السورية،
.. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري، استقبل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي الوزير السابق وليد جنبلاط حيث جرى بحث لآخر تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية وبعد اللقاء تحدث الوزير جنبلاط قائلًا:
.. وكشفت مصادر الدستور، أن ملفات عديدة نوقشت مع الرئيس بري، فيما يتعلق بالمفاوضات في الجنوب ملف الجنوب هذا الأمر في يد أمينة مع الرئيس بري ومع الرؤساء الثلاثة ولن أتدخل فيه ليس هذا الشأن من صلاحياتي، هو شأن الرؤساء ومجلس الوزراء، وفيما يتعلق بالتعيينات يبدو أن العجلة اخذت وتأخذ أبعادها أي ويعني كما فهمت يعني التعيينات الباقية أيضا ستسير في المسار المطلوب، فيما يتعلق بالتهديدات التهديدات الإسرائيلية طبعا هي سيف مسلط في كل لحظة، لكن لا يجوز الاستمرار في هذا الأمر، إما هناك وقف إطلاق نار أو ليس هناك وقف إطلاق نار، يعني الأمور تسير ولست متشائما هذا التشاؤم الكبير، طبعا في مشاكل في مشاكل في هناك مشاكل كبيرة، مثلاَ
فيما يتعلق بصناعة المخدرات لكن اليوم أعلن الجيش أنه فكك مصنعًا كبيرًا للكبتاغون في اليمونة.
وأضاف جنبلاط: جرى تضخيم بأن هناك خلية صغيرة أو كبيرة مهما كانت في بلدة “بتبيات” فدخل على الخط ما هب ودب للتكبير، الجيش يقوم بواجباته والقوى الأمنية تقوم بواجباتها لماذا التضخيم الإعلامي ؟.
هذا هو كل شي.*جنبلاط: نحن مع عودة الأمن وبناء مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية.
وردا على سؤال حول أحداث السويداء والرسالة التي يوجها لابناء السويداء ؟.
أجاب جنبلاط: نحن مع عودة الأمن وبناء مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية، وكنت أول شخص بعد الإطاحة بالنظام السابق أول شخص عربي ودولي ذهب إلى دمشق، لأقول بأن سوريا كانت وستبقى موحدة وهي رسالة للبعض، البعض في السويداء لم يفهمني ونادى ولا يزال ينادي بالحماية الدولية وطبعا الإسرائيلية، أقول السويداء مثل جرمانا مثل حمص مثل حماة مثل كل مكان في سوريا هي بحماية الدولة السورية.وعن رأيه حول نظرية بلاد الشام ؟.
اجاب جنبلاط: “ما عندي فكرة من وين طلعت هيدي النظرية”؟، بالآخر همنا كما الهم الأمريكي الحفاظ على لبنان الكبير الذي أرسي عام 1920، وبلاد الشام في النهاية هي بلاد الشام، بلاد الشام تاريخيا بلاد الشام من لبنان إلى العراق هذه بلاد الشام، حر من يفكر بهذا الأمر، لكن بالكيانات الحالية نحن نتمسك بالكيانات الحالية.
وردا على سؤال فيما اذا كان راضيًا واضطلع على الرد اللبناني ؟
اجاب جنبلاط: لقد أجبت وقلت ان الأمور بيد أمينة ومفوض الرئيس بري والرؤوساء الثلاثة.*نص تصريحات رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على أسئلة ل “الدستور”:
*السؤال الأول: إلى أين تستمر الاتصالات والمواقف السياسية في هذا الوقت؟الاتصالات السياسية في هذه المرحلة تتركز على حماية السويداء وأهلها من المخاطر المحدقة، وعلى تحصين الجبل من مشاريع الفوضى التي تسعى لتفكيك بنيته الاجتماعية والوطنية. ان الموحدين الدروز يرفضون أن يكونوا طرفًا في أي مشروع عبثي أو إقليمي، لكنهم في الوقت نفسه لن نقبلوا أن يتركوا وحدهم في مواجهة آلة الفوضى والسلاح المنفلت. ما نطالب به اليوم هو موقف وطني شامل، يُنهي حالة الإعتداء، ويؤسس لحلول سياسية تحترم خصوصية المنطقة وتاريخها، وتضع حدًا للاستهداف الممنهج الذي تتعرض له السويداء.
*السؤال الثاني: ما هي التصورات الحالية للحرب التي أعلنها جيش الجولاني، وماذا يريد؟ما تشهده المنطقة الجنوبية من محاولات تسلل لعناصر مرتبطة بالفصائل المسلحة أو ما يسمى “جيش الجولاني”، هو تهديد مباشر لأمن الناس واستقرارهم، ومقدمة لحرب لا تُشبه أهل الجبل. الجولاني ليس مشروع مقاومة ولا حرية، بل رأس حربة لمشروع يُراد له أن يدخل السويداء عبر الفوضى. هذه الفصائل المسلحة لا تمثل الشعب السوري، ولا تعبر عن طموحات أي بيئة وطنية، بل هي أدوات تستخدم لتخريب ما تبقى من تماسك في هذا الوطن. في المقابل، نحن أصحاب أرض، وأصحاب كرامة، وسنواجه هذا الخطر بروح الدفاع لا الاعتداء، بروح الثبات لا الانجرار. *السؤال الثالث: ماذا يعني لكم دعوات التدخل الدولي؟ وماذا يعني تدخل الكيان الصهيوني؟في ظل الانهيار العام، وغياب الحلول الحقيقية، وترك السويداء تواجه مصيرها وحدها، تُطرح دعوات متعددة تطالب بتدخل دولي لحماية المدنيين. هذه الدعوات ليست من باب التبعية، بل من باب البحث عن ضمانات تحمي الوجود والهوية والكرامة في وجه الفصائل المسلحة التي تهدد حياة الناس يوميًا. أي حماية دولية تُبنى على احترام السيادة، وعلى دعم الاستقرار، لا على تدويل الأزمة، هي مطلب أخلاقي وإنساني.أما الكيان الصهيوني، فأي تدخل منه هو يمكن أن نضعه في إطار التوظيف السياسي. أهل الجبل ليسوا بحاجة لمن يزاود عليهم في الوطنية، وقد أثبتوا عبر التاريخ أنهم خط الدفاع الأول عن أرضهم، وأنهم لا يقايضون كرامتهم بأي تدخل أجنبي.عمليا، وسط معارك غير محددة الإطار، تشهد محافظة السويداء تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا، إثر اندلاع مواجهات مسلحة عنيفة بين مجموعات درزية محلية، أبرزها المجلس العسكري التابع للشيخ حكمت الهجري، وعشائر البدو، في نزاع اتخذ طابعًا طائفيًا وتحريضًا متبادلًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط غياب تنسيق واضح بين الدولة والقوى المحلية… تزامن ذلك، في ظل تصعيد إسرائيلي صهيوني تمثّل بمهاجمة الجيش الإسرائيلي لدبابات تابعة للجيش السوري. كما شن غارة استهدفت بلدة كناكر في ريف دمشق الغربي، في عمليتين منفصلتين. وتعليقًا على ذلك قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في وقت لاحق: “رسالتنا من غارات اليوم على السويداء واضحة إلى النظام السوري بأن لا تستهدف الدروز”… ووفق تسريبات، تصاعدت التوترات في السويداء لليوم الثاني وما زالت إلى فجر اليوم الثلاثاء، خصوصًا بعد فشل المفاوضات بين الرئاسة الروحية للموحدين الدروز ووزارة الدفاع، وفقًا لمصادر مقربة من المكتب الإعلامي للرئاسة الروحية.وفي تصريحات نشرت في بيروت، كشف عنها موقع “المدن” اللبناني، نفى أحد قادة غرفة العمليات في حركة رجال الكرامة بالسويداء الإشاعات التي تشير إلى مغادرة الشيخ الهجري السويداء، مؤكدًا أنه ما زال في منزله، وأوضح أن المواجهات ما زالت مستمرة وتحت السيطرة بين كرٍّ وفر، وأن المناطق التي تراجعت منها القوات المحلية يمكن العودة إليها مجددًا، مشيرًا إلى عدد الضحايا المتزايد من كلا الطرفين.وأشار عدد من الأشخاص في السويداء، وفق معلومات صحفية،، إلى أن قراهم تعرضت للهجوم من أطراف مختلفة عشائر البدو وقوات حكومية.مصدر مطّلع، بحسب “المدن”، لفت إلى:عدم وجود أي تنسيق بين وزارتي الداخلية والدفاع من جهة، والقوات المحلية التابعة أو المتحالفة معهما من جهة أخرى. وأضاف أن التقدم العسكري يجري من الاتجاه ذاته الذي دخلت منه ميليشيات “البدو”، ما يصعّب التمييز بينها وبين القوات الحكومية، ويُثير تساؤلات حول طبيعة الهجوم على قرى ريف السويداء.ووصلت ميليشيات “البدو” إلى أطراف قرية المزرعة في ريف السويداء الغربي، في هجوم يُعد الأعنف من نوعه منذ تجدد التوترات في المنطقة. وتزامن الهجوم مع معلومات عن تواجد الشيخ ليث البلعوس في القرية، ما يُثير مخاوف من تصعيد خطير واشتباكات وشيكة.
ووصلت حصيلة الضحايا حتى مساء الاثنين إلى 89 قتيلًا وعشرات الجرحى، فيما أشارت مصادر محلية إلى أرقام أقل، لا تتجاوز 30 قتيلًا.وبدأت شرارة الاشتباك باختطاف تاجر خضار درزي من قبل مسلحين من البدو على طريق دمشق–السويداء، ما أدى إلى عمليات خطف مضادة، ثم تطورت سريعًا إلى معارك عنيفة في حي المقوس، وبلدات المزرعة، الثعلة، وكناكر.سقط عدد من القتلى المدنيين في هذه الاشتباكات، في ظل عمليات “كرّ وفرّ”، خصوصًا في الريف الغربي، وسط حالة من الفوضى والانقسام داخل المحافظة التي بقيت خارج سيطرة الدولة الأمنية والعسكرية منذ سنوات. وسط هذه الاشتباكات والفوضى، أصدر عدد من مثقفي ونخب محافظة السويداء بيانًا واسعًا دعوا فيه إلى ضبط النفس والعودة إلى الدولة، وشدد الموقعون على وجوب ترسيخ لغة العقل على صوت السلاح، مشيرين إلى أن لغة الحوار والوعي هي السبيل الوحيد لحماية محافظتنا من الانزلاق نحو الفوضى والتدمير الذاتي.وطالب البيان الدولة السورية بتحمُّل مسؤولياتها الدستورية والقانونية الكاملة في حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، والعمل الجاد على تهدئة الأوضاع، ومحاسبة كل من يعبث بأمن المحافظة وسلامتها، من دون استثناء أو تمييز.وأضاف: “لقد بات واضحًا اليوم أن البديل عن هيبة الدولة هو الفوضى، وأننا كأبناء مدينة نختار الأمن والسلم الأهلي على حساب أي سلاح منفلت أو مظاهر خارجة عن القانون”.ودعا البيان، إلى إعادة فرض سلطة الدولة بشكل كامل داخل المحافظة، من خلال دعم مؤسساتها الأمنية والمدنية للقيام بواجباتها، وتفعيل حضورها بما يعيد الاستقرار والثقة. وأكد أنه لا مستقبل لأي مدينة أو مجتمع دون دولة تحميه وتحكمه بالقانون، وتكون مرجعية جامعة لكل أبنائه.كما دعا إلى فتح قنوات تواصل فعالة بين مؤسسات الدولة ونخب المحافظة ومثقفيها، باعتبارهم شركاء أساسيين في بناء السلم الأهلي، ورافعة للوعي المجتمعي في هذه اللحظة الدقيقة.وأكد البيان، بشكل خاص، على ضرورة ضمان أمن وسلامة الطريق الحيوي الواصل بين دمشق والسويداء، هذا الشريان الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي الذي يغذّي المحافظة ويصلها ببقية أنحاء الوطن. فاستقرار هذا الطريق يُعد أولوية لا تحتمل التأخير، لما له من أثر مباشر على الحياة اليومية للناس، وعلى استمرارية التعليم، والعلاج، والتجارة، والتواصل بين المحافظة والعاصمة.وأهاب البيان، بجميع أبناء السويداء أن يصغوا لصوت الحكمة، وأن يحافظوا على نسيج المدينة وأمنها، ويرفضوا تحويل أحيائها إلى ساحات اقتتال. فدماء أبنائنا أغلى من أي نزاع، وسويداء الكرامة تستحق السلام والعدالة لا الفوضى والدم.وخلص الأهالي إلى القول: “هذا البيان دعوة صادقة وملحّة إلى وقف نزيف العبث، والعودة إلى جادة العقل، وتحمل المسؤوليات بوعي وشفافية، حفاظًا على ما تبقّى من أمل في مستقبل آمن وكريم لنا جميعًا، في ظل دولة قوية مسؤولة، تحمي الجميع، وتفرض القانون على الجميع”.*استحالة ضبط الأوضاع.ما يتردد، أن هناك استكمال لمحاولة، تتعدد مصادرها، لضبط الوضع، إذ أرسلت وزارة الدفاع السورية تعزيزات كبيرة إلى مشارف السويداء، شملت دبابات ومدافع وآليات ثقيلة. كما أعلنت وزارة الداخلية أن قوات الجيش والأمن بدأت منذ صباح اليوم، “عملية أمنية تهدف إلى وقف الفلتان، وبسط هيبة الدولة”.وأكد المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، أن العملية تسير بحذر لحماية المدنيين، متوقعًا حسمها في غضون ساعات. لكن سرعان ما تطورت الاشتباكات لتشمل مواجهات مباشرة بين قوات الحكومة ومجموعات مسلحة درزية قرب مطار الثعلة.وأعربت وزارة الخارجية والمغتربين السورية عن “بالغ أسفها وقلقها” إزاء التصعيد الأمني في السويداء، محذرة من خطورة “الاقتتال بين مجموعات خارجة عن القانون”، وما أسفر عنه من “عشرات القتلى والجرحى، بينهم مدنيون”، وأن الحكومة لن تسمح بتحول أي منطقة إلى “ساحة للفوضى أو النفوذ الخارجي”، وشددت على أن “كل الملفات الأمنية والعسكرية يجب أن تبقى تحت سلطة الدولة فقط”، ورفضت أي محاولات لفرض أمر واقع خارج القانون.كما دعت الخارجية “جميع الأطراف المحلية إلى تحكيم العقل، والتوقف عن أعمال العنف، وتسليم السلاح غير المشروع”، وجددت دعوتها للمجتمع الدولي لـ”احترام سيادة سورية، ومنع أي دعم لحركات انفصالية”. وختم البيان بتجديد الثقة بـ”وعي أبناء السويداء وحرصهم على وحدة البلاد تحت مظلة القانون”.*توتر إقليمي ينذر بالخطرالتوتر الإقليمي، متابعات دول جوار سوريا، بات ينذر بالخطر، وفي تطور لافت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف دبابات سورية في محيط قرية سميع، زاعمًا أنها دخلت “منطقة عازلة لا يُسمح للقوات السورية بدخولها”، في حين قالت مصادر سورية إن القصف كان تحذيريًا فقط… وهو، عمليا، هاجم الدبابات “وهي تتحرك نحو منطقة السويداء”، معتبرًا أن “وجود تلك الوسائل في منطقة جنوب سوريا قد يشكل تهديدًا على دولة إسرائيل”. ولفت إلى أن الجيش “لن يسمح بوجود تهديد عسكري في منطقة جنوب سوريا وسيتحرك ضده ويواصل مراقبة التطورات في المنطقة”.وأوردت تقارير عبرية نقلًا عن مصادر إسرائيلية أن عملية استهداف الدبابات هي “تحذير واضح للنظام السوري” لعدم استهداف الدروز، كما تهدف إلى “ترسيخ خطوط حمراء” تمنع تحرك أي قوة قريبة من الحدود… وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ، ودعت نائبة المبعوث الأممي نجاة رشدي إلى “وقف العنف والتحريض”، فيما قالت السفارة الألمانية في دمشق إنها “تتابع الوضع بقلق”، مطالبة بحماية المدنيين.
الجيش الإسرائيلي يهاجم دبابات للقوات السورية في السويداء
قالت “القناة 14” الإسرائيلية، إن الهجوم على الدبابات السورية، جاء بعد تحركها والاشتباه بتوجهها نحو منطقة يسكنها الدروز في السويداء.
وبحسب موقع “واللا” العبري، فإن الهجمات استهدفت دبابات اجتازت المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا، كما نقل عن مصدر عسكري، قوله إن “هدف الهجمات هو إحباط تحرك دبابات إلى منطقة لا يمكن دخول دبابات عسكرية سورية إليها”.
وأضاف المصدر أن “الحديث يدور عن عملية استثنائية، ولكنها كانت جزءًا من تشكيل المنطقة وترسيخ حقائق ميدانية حول ما لن توافق إسرائيل على حدوثه فيها”.
وأفادت مصادر محلية، في السويداء بأن طائرات إسرائيلية نفّذت ضربات تحذيرية بالقرب من دبابات سورية في ريف السويداء الغربي، ولم تستهدفها بشكل مباشر، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن طائرة حربية إسرائيلية في أجواء المنطقة، وأطلقت بالونات حرارية، كما “سُمع دوي انفجارات لم يتم التأكد إذا ما كان نتيجة استهداف إسرائيلي أو أصوات قذائف بالأسلحة الثقيلة خلال الاشتباكات”.
وسبق للطائرات الإسرائيلية أن استهدفت قوات سورية خلال معارك مع مجموعات مسلحة من الدروز في صحنايا وجرمانا في ريف دمشق، في نيسان/إبريل الماضي.
*إنزال جوي إسرائيلي قرب الحدود السورية – اللبنانية.تسريبات إعلامية وسياسية أمنية، كشفت ان القوات الإسرائيلية نفّذت، بداية فجر الجمعة الماضية، عملية إنزال جوي استهدف موقعًا عسكريًا في منطقة يعفور غرب دمشق، قرب الحدود اللبنانية السورية.
وأوضح المصدر أن الموقع المستهدف كان لجيش نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ومتخصصًا بالدفاع الجوي، مشيرًا إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أنه كان تحت إشراف إيران وحزب الله اللبناني. كما لفت إلى تدمير القوة الإسرائيلية صواريخ أرض- جو ونقل بعضها، من داخل الموقع، ما يعتقد ان ذلك كان يمهد لتدخل في جنوب سوريا..
وتشير المعلومات الإسرائيلية، إلى أن العملية بدأت مع سماع انفجارات وتحليق ثلاث مروحيات إسرائيلية، تلاه إنزال عناصر قوات خاصة قرب مبانٍ مهجورة، قبل أن يبدأ العناصر بتمشيط وتفتيش الموقع المستهدف. وأوضحت أن عملية الإنزال استمرت لـ5 ساعات.
ولم تُصدر الحكومة السورية أي بيان رسمي حتى لحظة إعداد التقرير، بينما أشارت وسائل إعلام سوري إلى سماع “تحليق طائرات معادية” في منطقة الإنزال.
نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصدر أمني إسرائيلي، قوله إن الهدف كان “جمع معلومات عن تهريب أسلحة إيرانية”، فيما رأى محللون إسرائيليون أن العملية تعكس توجهًا لتوسيع بنك الأهداف ليشمل مناطق قريبة من القيادة السورية.
تأتي العملية بعد يوم من تسريبات عن انفتاح الرئيس السوري أحمد الشرع على مفاوضات مع “إسرائيل”، تشمل الجولان السوري المحتل ومناطق حدودية لبنانية. ويعتبر مراقبون أن الإنزال يحمل رسالة سياسية وعسكرية مزدوجة، مفادها أن إسرائيل “قادرة على التحرك ميدانيًا داخل العمق السوري دون رد”.
تأتي العملية الإسرائيلية من ضمن تحركات أوسع تستهدف المناطق القريبة من الحدود اللبنانية- السورية، وذلك للمرة الأولى منذ سقوط نظام الأسد، واحتلال إسرائيل مرتفعات جبل الشيخ السورية، المشرفة على الحدود بين البلدين.
وفي السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات إسرائيلية نفّذت خلال الساعات الماضية، “سلسلة تحركات غير معتادة على مقربة من الحدود السورية- اللبنانية”، شملت مناطق ممتدة من بلدة يعفور بريف دمشق الغربي، على بعد نحو 18 كيلومترًا من العاصمة دمشق، وصولًا إلى قلعة جندل التابعة لقرى جبل الشيخ.
وأوضح أن قوة إسرائيلية دخلت قرية رخلة التابعة لمنطقة قطنا غرب دمشق، والمقابلة لبلدة يحمر اللبنانية، بالقرب من الشريط الحدودي، في خطوة نادرة تُعد الأولى من نوعها في هذه المنطقة.
كما رصد توغلًا إسرائيليًا ثانيًا، استهدف مواقع وثكنات عسكرية تتبع لـ”الفوج- 36″، كانت تُستخدم من قبل “حزب الله اللبناني”، في محيط قلعة جندل، كما أكد سماع تحليق طائرات مروحية قرب بلدة يعفور.
وأشار “المرصد السوري” إلى أن هذه التحركات “تندرج ضمن محاولة إسرائيلية لقطع ممرات الربط بين سوريا ولبنان، وتضييق الخناق على حزب الله، قرب الحدود اللبنانية”… وسط كل هذه التسريبات، أعربت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في بيان، عن رفض دخول أي جهات إلى المنطقة، بما في ذلك الأمن العام و”هيئة تحرير الشام”، في إشارة لقوات وزارة الدفاع السوري.
كما اتهمت تلك الجهات بالمشاركة في “قصف القرى الحدودية ومساندة مجموعات تكفيرية باستخدام أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة”.
وحذّرت كل من يساهم في الاعتداء أو يسعى لإدخال قوى أمنية إلى المنطقة، مؤكدةً “المطالبة بالحماية الدولية الفورية كحق لحماية المدنيين وحقنًا للدم”. وتمثل الرئاسة الروحية التيار المعارض للحكومة السورية، برئاسة الزعيم الروحي حكمت الهجري.
.. اشتباكات السويداء وجوار ها، تترك سوريا اليوم، أمام تحديات سياسية وأمنية، تؤثر بشكل مباشر على استقرار الدولة السورية الانتقالية، رغم التوتر الذي يخلط الأوراق.