واصل أبو يوسف لـ”الدستور”: مشروع ترانسفير المدينة الإنسانية مرفوض بالكامل

أكد د.واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن مشروع “المدينة الإنسانية “الذي تروج له حكومة الاحتلال في جنوب غزة، هو محاولة مفضوحة للتهجير القسري الجماعي، ولا يمتّ بأي صلة للعمل الإنساني، بل يُعد استمرارًا لجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني.وأوضح “أبو يوسف” في تصريحات ل”الدستور” أن الخطة، التي تستهدف حشر ما بين 600 إلى 800 ألف فلسطيني في رقعة ضيقة بمدينة رفح تحت ذريعة إنسانية، ليست سوى تمهيد صريح لإفراغ شمال ووسط القطاع، ودفع المدنيين نحو الهجرة القسرية خارج غزة، مشددًا على أن هذه المخططات تُدار بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وتندرج ضمن استراتيجية أوسع للسيطرة على القطاع وعزل المقاومة.
كمائن المساعدات ومصائد الموت
وأشار إلى أن ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، التي تُستخدم كغطاء لتوزيع المساعدات، ليست سوى أداة للقتل والتجويع والإذلال، موضحًا أن أكثر من 700 شهيد ومئات الجرحى سقطوا خلال محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات، في ما وصفه بـ”مصائد الموت”. أضاف: “هذه المدينة ليست ملاذًا إنسانيًا، بل معسكر اعتقال مغلق، يُستخدم للسيطرة على المدنيين وتيئيسهم تمهيدًا لاقتلاعهم من أرضهم”.
استمرار حرب الإبادة
وحذر أبو يوسف من أن سياسة الاحتلال باتت واضحة من خلال .
القصف، التجويع، التعطيش، وتدمير البنية التحتية ومنع إدخال الاحتياجات الأساسية.وقال:”بعض الشهداء يسقطون اليوم نتيجة الجوع ونقص المياه وليس فقط بسبب القصف المباشر”، مشددًا على أن هذه الانتهاكات تُصنّف كـ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويجب ملاحقة الاحتلال عليها دوليًا.ورفض أبو يوسف أي محاولات لخلق كيانات بديلة عن السلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكّدًا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي المخولة بإدارة الشأن الوطني والإنساني في غزة وسائر الأراضي المحتلة. وقال: “نرفض أي محاولة لتكريس واقع الانقسام أو فرض إدارات بديلة تحت مسميات إنسانية، فالحل الوحيد يتمثل في إنهاء الاحتلال، ووقف الحرب فورًا، وضمان وحدة الأراضي الفلسطينية – غزة والضفة والقدس – تحت قيادة واحدة”.ودعا أبو يوسف إلى تحرك دولي فوري لوقف الحرب، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات بشكل مستدام، والبدء في إعادة إعمار غزة تحت إشراف السلطة الشرعية. كما طالب الدول التي أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا ترجمة أقوالها إلى أفعال، وإرسال رسالة واضحة بأنه لا سلام بدون دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.وفي ختام تصريحه، أشار إلى القمة الدولية المرتقبة في نيويورك يومي 28 و29 يوليو الجاري، بدعوة سعودية – فرنسية، معتبرًا إياها فرصة لتأكيد الإجماع الدولي على ضرورة إنهاء الاحتلال، وتحقيق حل الدولتين، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.