عندما يتواصل الإهمال مع الكذب: كيف يستخدم الإخوان الأزمات لزعزعة استقرار مصر؟

عندما يتواصل الإهمال مع الكذب: كيف يستخدم الإخوان الأزمات لزعزعة استقرار مصر؟

في كل مرة تهز فيها حادثة طريق أو حريق أو فاجعة عامة وجدان المواطن المصري تظهر على السطح أصوات مأجورة اعتدنا على نبرتها المتربصة لا تنطق إلا عند المصائب ولا تتحرك إلا في الظلام.. تتنفس الكذب وتقتات على الدم وتدعي ان الحادث  مدبر وان هذه الكوارث لن تتوقف الا عند تغيير نظام الحكم.
إنها أبواق جماعة الإخوان الإرهابية التي لا تمرر أي حادث فردي أو ظرف طارئ إلا وحوّلته إلى ساحة للطعن في الدولة المصرية ومؤسساتها.تنتشر على مواقعهم وصفحاتهم مشاهد قديمة لحوادث من دول أخرى يتم إلصاقها زيفًا بمصر ويعاد نشرها عشرات المرات في توقيتات محسوبة مصحوبة بتعليقات مسمومة تشعل الغضب وتبث الإحباط. والغرض معروف وهو زعزعة الأمن القومي المصري وضرب الثقة بين المواطن ودولته والتشكيك في كل جهد وكل إنجاز.
لكن لن ندفن رؤوسنا في الرمال. نعم.. هناك إهمال جسيم في بعض المرافق والقطاعات وهناك تقصير في الصيانة أو الرقابة أو التنفيذ وهناك قرارات تحتاج إلى مراجعة.. كل ذلك لا يمكن التستر عليه أو تجاهله..لكن الفرق بين النقد البنّاء والتخريب المُمنهج هو ذات الفرق بين من يريد الإصلاح ومن يسعى ويخطط للهدم والخراب.
ولن ننسى أن كثيرًا من تلك الحوادث كغيرها في كل دول العالم يخضع لإرادة الله تعالى ولا يمكن التحكم فيه أو منعه رغم الاحتياطات.. فهناك جزء قدري لا ينبغي أن يتم تجاهله في خضم هذا الاستغلال السياسي الرخيص.
المؤسف أن هذه الجماعة لا يهمها دم الضحايا ولا تأبه لحزن ذويهم بل تتاجر بالمآسي وتحولها إلى مادة دعاية سوداء وكأنها تنتظر المصائب لتنعق فيها.
والأكثر خطورة أنهم يستغلون ما قد يكون خللًا حقيقيًا ليبنوا عليه أكاذيبهم مما يجعل المواطن يقع في فخ الشك والانقسام.
المطلوب اليوم ليس فقط التصدي لكذب الإخوان بالحقيقة بل مواجهة الإهمال الذي يفتح لهم الأبواب. فكل طريق غير ممهد وكل جهاز إطفاء لا يعمل وكل مستشفى غير مؤهل هو سلاح في أيديهم. المعركة ضد الإرهاب الإعلامي لا تنفصل عن معركة تحسين الخدمات وإصلاح منظومة الأمان والسلامة.
مصر لن تسقط بسبب حادث طريق أو حريق لكنها قد تتضرر إن لم نغلق منافذ الكذب ونجفف منابع الإهمال. 
المعركة واحدة والعدو واحد والواجب واضح وهو أن نصلح الاحوال بالداخل وعندها سنخرس الاكاذيب والزيف بالخارج.
وحفظ الله مصر