السفير أحمد حجاج: دور الدبلوماسية التنموية لمصر في تعزيز استقلال واستقرار إفريقيا

استعرض السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، محاور دبلوماسية التنمية التي تنتهجها مصر في محيطها الإفريقي، مشيرًا إلى التوازن بين السلم والأمن والتنمية كركائز أساسية للاستقرار القاري بعيدًا عن النفوذ الأجنبي.وأوضح السفير حجاج، خلال مداخلة عبر “إكسترا لايف”، أن مصر كانت دومًا في طليعة الدول الداعمة للتعاون الإفريقي، مشيرًا إلى تبنيها لمشروعات تكاملية إقليمية مثل “الكوميسا” و”برازافيل” قبل تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، والتي كانت القاهرة من أبرز الداعمين لتأسيسها بالتعاون مع عدد من القادة الأفارقة التاريخيين.
دبلوماسية التنمية المصرية تشمل التبادل التجاري ونقل الخبرات البشرية والتقنية
وأشار إلى أن مصر اليوم تسعى إلى تعزيز التجارة البينية مع إفريقيا، حيث بلغت صادراتها للدول الإفريقية نحو 8.8 مليار دولار، ما يعكس تنوعًا في المنتجات المُصدرة، فضلًا عن استيراد المواد الخام لدعم الصناعة المصرية، كما تقوم القاهرة بإيفاد الكوادر المتخصصة من أطباء ومهندسين وعمال مهرة، وتُنفذ دورات تدريبية في مختلف التخصصات من العسكريين والدبلوماسيين إلى الكوادر الطبية.وأكد أن مصر تقدم مساعدات عينية كبيرة للدول الإفريقية في أوقات الكوارث، سواء لمواجهة الجفاف أو الفيضانات، في إطار التزامها الإنساني ودورها الفاعل داخل القارة، لافتا إلى أن مصر تسعى لنزع فتيل الأزمات داخل القارة سواء بين الدول أو في النزاعات الأهلية، من خلال دعم الحوار والمصالحة.
مصر شريك فاعل في القوة الإفريقية للتدخل السريع
وتابع: “كما تعمل في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة لحشد الدعم للقضايا الإفريقية، وتدفع بمشاركة الدول الإفريقية في عمليات حفظ السلام داخل القارة وخارجها”.وكشف حجاج عن مشاركة مصر في دعم القوة الإفريقية للتدخل السريع، سواء من خلال استضافة جزء منها أو عبر تقديم الدعم التدريبي في أكاديمية ناصر العسكرية، والمشاركة في مناورات مشتركة تعزز القدرات الدفاعية الإفريقية، مؤكدا أن إفريقيا لا تمانع في تلقي مساعدات من قوى كبرى مثل الصين أو الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، لكن دون التدخل في شؤونها الداخلية.وشدد على أن مصر تُعد نموذجًا لدولة تدعم استقلال القرار الإفريقي وتسعى لتكريس التوازن والتكامل بين السلم والأمن والتنمية كأدوات فاعلة لبناء مستقبل مستقر للقارة.