“الإيكاو” تتبنى استراتيجية شاملة لتحديث قطاع النقل الجوي في آسيا والمحيط الهادئ

حصلت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) على التزام من دولها الأعضاء بتحديث السفر الجوي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ووضع خطط لتسريع عبور الحدود وتحسين الخدمات الرقمية.وتُسهم الاتفاقيات، التي تم التوصل إليها خلال المنتدى الإقليمي للتسهيلات التابع للإكاو أولان باتور، منغوليا، في تعزيز تطبيق بيانات اعتماد السفر الرقمية وأنظمة إدارة الحدود المُحسّنة، مما سيعود بالنفع بشكل خاص على الدول النامية والدول الجزرية في هذه المنطقة.نجح الحدث الذي استمر يومين واختتم أمس في تحديد فرص جديدة للتعاون بين الحكومات والصناعة وتحديد البنية التحتية والقدرات الرقمية الرئيسية التي يمكنها معالجة العديد من التحديات والفرص في المنطقة.
تحول استراتيجي لمواكبة نمو متوقع يتجاوز 12 مليار مسافر
وفي ظل التوقعات التي تشير إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستقود النمو العالمي في حركة النقل الجوي لتصل إلى نحو 12.4 مليار مسافر بحلول عام 2050، شدّد الأمين العام لمنظمة الإيكاو خوان كارلوس سالازار على ضرورة إحداث تحول جذري في إدارة حركة الأشخاص والبضائع عبر الحدود.
وقال سالازار: “لقد مهد الإجماع الذي تحقق في منتدى أولان باتور الطريق نحو تطوير أنظمة موحدة وفعالة، قادرة على مواكبة النمو المتسارع وتعزيز أمن وسلامة النقل الجوي”.كما أثنى على منغوليا لاستضافتها الفعالة لهذا الحدث، معتبرًا أنها رسالة رمزية تتزامن مع احتفالات الدولة بمرور 100 عام على تأسيس الطيران المدني بها، ودليل على دورها كمركز إقليمي للتواصل والنقل عبر التاريخ
التعاون الإقليمي والابتكار في صدارة الأولويات
من جانبه، أكد مونكتوشيغ لخاناجاف، وزير الدولة بوزارة الخارجية المنغولية، التزام بلاده بالعمل جنبًا إلى جنب مع الإيكاو ودول المنطقة لتعزيز التعاون وتسهيل الإجراءات الحدودية وتشجيع الابتكار التكنولوجي في قطاع الطيران. وشهد المنتدى حضور 126 مشاركًا من ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، وتوصلوا إلى رؤية موحدة بشأن الأهمية الاستراتيجية لتسهيل النقل الجوي، وخصوصًا في دعم الربط الإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على تحديات الدول غير الساحلية والجزرية الصغيرة النامية.
الاعتماد على التكنولوجيا مع الحفاظ على الرقابة البشرية
وأبرز المشاركون الحاجة إلى دمج التكنولوجيا لتحسين تجربة السفر، بما في ذلك اعتماد أنظمة بيانات المسافرين، وتطبيق معايير الإيكاو الخاصة بأمن وثائق السفر، دون المساس بالدور الحيوي للعنصر البشري في الإشراف والتقييم.
كما ناقش الحضور إمكانيات تطوير مشروعات تجريبية باستخدام دليل بيانات السفر الرقمية و”المفتاح العام” التابع للإيكاو، ما يفتح الباب أمام مشاركة القطاع الخاص في حلول مبتكرة تعزز كفاءة وموثوقية النظام العالمي.
المنتدى يعزز التزامات عام “التسهيلات” للإيكاو
ويأتي هذا المنتدى ضمن سلسلة من الفعاليات الإقليمية والعالمية التي نظمتها منظمة الإيكاو بمناسبة “عام التسهيلات”، والاحتفال بـ الذكرى 75 للملحق التاسع من اتفاقية الطيران المدني الدولي، الخاص بالتسهيلات.
ومن المتوقع أن تُسهم مخرجات المنتدى في إثراء أجندة الدورة الثانية والأربعين للجمعية العامة للإيكاو المقررة في سبتمبر المقبل بمدينة مونتريال، وتعزيز الزخم الدولي نحو تطوير سياسات فعالة للنقل الجوي تُراعي التوسع والنمو.