تحقيق أولي يكشف خفايا سقوط طائرة هندية ووفاة 260 راكبًا

تحقيق أولي يكشف خفايا سقوط طائرة هندية ووفاة 260 راكبًا

توصل تحقيق أولي إلى أن الوقود في محركي طائرة الخطوط الجوية الهندية التي تحطمت وأودت بحياة 260 شخصا الشهر الماضي يبدو أنه انقطع بعد ثوانٍ من إقلاع الرحلة.كانت طائرة الخطوط الجوية الهندية رقم AI171، المتجهة إلى لندن، تحطمت في منطقة سكنية مكتظة بالسكان في مدينة أحمد آباد الهندية في 12 يونيو، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 242 شخصًا، باستثناء شخص واحد، و19 شخصًا آخرين على الأرض. ويُعد هذا الحادث أخطر حادث طيران تشهده الهند منذ ما يقرب من عقدين.ووفقًا لتقرير أولي صادر عن مكتب التحقيق في حوادث الطائرات في الهند، فقد تم نقل مفتاحي التحكم في إمداد المحركين بالوقود في قمرة القيادة إلى وضع “الفصل” بعد لحظات من الإقلاع. ويؤدي تحريك مفتاحي الوقود إلى توقف المحرك على الفور تقريبًا.لم يوصِ التقرير الأولي باتخاذ أي إجراء ضد شركة بوينغ، الشركة المصنعة لطائرة 787-8 دريملاينر، أو شركة جنرال إلكتريك المصنعة للمحركات، حسبما أوردت صحيفة الجارديان، اليوم السبت.

تسجيل صوت قمرة القيادة

واستنادًا إلى المعلومات التي جُمعت من مسجلات بيانات الطائرة ومسجلات الصوت، والتي استُعيدت بعد الحادث، نقل التقرير أنه “في تسجيل صوت قمرة القيادة، يُسمع أحد الطيارين يسأل الآخر عن سبب إيقافه للمحرك”، في إشارة إلى مفتاح الوقود.وأجاب الطيار الآخر بأنه لم يفعل ذلك، بعد ثوانٍ، بدأت الطائرة تفقد ارتفاعها، وتم إرسال رسالة طوارئ من قمرة القيادة إلى مراقبة الحركة الجوية، قبل سقوطها على الأرض خارج محيط المطار.وفقًا للتقرير، تم نقل مفاتيح الوقود لإيقافها “واحدًا تلو الآخر”، وبعد ثوانٍ، أعيدت المفاتيح إلى مكانها لإعادة تشغيل الوقود، وتمكن أحد محركات الطائرة من إعادة التشغيل، لكنه لم يتمكن من عكس اتجاه تباطؤ الطائرة.لم يُحدد أي من التعليقات التي أدلى بها قائد الطائرة وأي من تعليقات الضابط الأول، ولا أي طيار أرسل نداء استغاثة قبيل التحطم.كان قائد طائرة الخطوط الجوية الهندية هو سوميت سابهاروال، 56 عامًا، بخبرة طيران إجمالية بلغت 15،638 ساعة، ووفقًا للحكومة الهندية، كان أيضًا مدربًا في الخطوط الجوية الهندية. وكان مساعده كلايف كوندر، 32 عامًا، بخبرة إجمالية بلغت 3،403 ساعات.
لم تُوضح النتائج الأولية كيف انقلبت مفاتيح الوقود إلى وضعية القطع وأوقفت المحركات. هذه المفاتيح مُجهزة بوسائل حماية، بما في ذلك آلية قفل، لمنع الحركة العرضية.تُستخدم هذه المفاتيح غالبًا لإيقاف تشغيل المحركات بمجرد وصول الطائرة إلى بوابة المطار وفي بعض حالات الطوارئ، مثل حريق المحرك. لا يُشير التقرير إلى وجود أي حالة طوارئ تستدعي إيقاف تشغيل المحرك.صرح خبير سلامة الطيران الأمريكي، جون كوكس، لرويترز بأنه لا يمكن للطيار تحريك مفاتيح الوقود التي تُغذي المحركات عن طريق الخطأ. وأضاف: “لا يُمكنك صدمها فتتحرك”.وتساءل خبير سلامة الطيران الأمريكي، أنتوني بريكهاوس: “إذا كانت قد تحركت بسبب طيار، فلماذا؟”.وأفاد التقرير بأن المفاتيح انقلبت ثانية واحدة، وهو تقريبًا الوقت الذي يستغرقه تحريك مفتاح واحد ثم الآخر، وفقًا لخبير الطيران الأمريكي جون نانس، وأضاف أن الطيار لا يُطفئ المفاتيح عادةً أثناء الطيران، خاصة مع بدء ارتفاع الطائرة.

 

الناجي الوحيد

نجا الناجي الوحيد، فيشواش كومار راميش، وهو مواطن بريطاني، من الحطام عبر فتحة في جسم الطائرة.وقال الرجل البالغ من العمر 40 عامًا، متحدثًا من سريره في المستشفى الشهر الماضي، إن الطائرة شعرت وكأنها “عالقة في الهواء” بعد وقت قصير من إقلاعها قبل أن تبدأ الأضواء بالوميض، مضيفًا: “اصطدمت فجأة بمبنى وانفجرت.لا أصدق كيف خرجت من الحادث على قيد الحياة، للحظة، شعرتُ وكأنني سأموت أنا أيضًا، لكن عندما فتحتُ عيني ونظرت حولي، أدركت أنني على قيد الحياة، ما زلت لا أصدق كيف نجوت.”تمكنت من فك حزام الأمان، ودفعت نفسي بساقي عبر الفتحة، وزحفت للخارج، لا أعرف كيف نجوت، رأيت الناس يموتون أمام عيني – المضيفات، وشخصين رأيتهما بالقرب مني، خرجت من بين الأنقاض.”أكد التقرير مقتل 19 شخصًا على الأرض عندما تحطمت الطائرة في منطقة سكنية مكتظة بالسكان في أحمد آباد، وتحولت إلى كرة من اللهب، وسقطت على قاعة طعام كلية الطب حيث كان الطلاب يتناولون غداءهم، ودمرت خمسة مبانٍ.وقد يستغرق الأمر أشهرًا قبل أن يُصدر المحققون تقريرًا كاملًا حول أسباب الحادث، ووفقًا لقواعد الطيران الهندية، يجب إصدار تقرير أولي في غضون 30 يومًا من الحادث.