خلفيات “لا تطفئ الشمس”: أسباب رفض إحسان عبدالقدوس عرض عبدالحليم حافظ

خلفيات “لا تطفئ الشمس”: أسباب رفض إحسان عبدالقدوس عرض عبدالحليم حافظ

يعد فيلم “لا تطفئ الشمس” المأخوذ عن رواية لـ إحسان عبد القدوس، بنفس الاسم، واحدًا من أبرز ما قدمه مخرج الواقعية صلاح أبو سيف في العام 1961، بتوقيع باقة من أبرز نجوم الإبداع المصري، تأليفًا وتمثيلاً.الفيلم الذي يعرض للتحولات التي شهدها المجتمع المصري في بنيته الاجتماعية إثر ثورة 23 يوليو 1952، شهد العديد من المفارقات والكواليس قبل أن يخرج إلى شاشات العرض، من بينها رغبة عبدالحليم حافظ لإنتاجه والقيام ببطولته لكن أبو سيف رفض، وغيرها من المواقف الغير معروفة لدي الكثيرين عن هذا الفيلم الأيقوني.

إحسان عبدالقدوس يرفض عرض عبدالحليم ويقبل مغامرة أحمد رمزي وعمر الشريف 

قرر النجمان أحمد رمزي وعمر الشريف خوض مغامرة لإنتاج رواية إحسان عبدالقدوس “لا تطفئ الشمس”، وبالفعل أسسا شركة إنتاج من أجل الفيلم الذي رصدت له ميزانية بمبلغ 45 ألف جنيه، بينما لم تزد أرباح الفيلم المتوقعة عن 40 ألف جنيه، لكن رمزي والشريف خاضا المغامرة من أجل المجد الفني.

قبل أن يتعاقد رمزي والشريف مع إحسان عبدالقدوس علي إنتاج “لا تطفئ الشمس”، كان إحسان قد تلقي عرضا من عبد الحليم حافظ لإنتاجها بل تلقي منه شيكا في مقابلها، لكن إحسان رفض العرض فلم يكن يريد لقصته لا تطفئ الشمس الاجتماعية الوطنية أن تتحول إلي فيلم غنائي في حين كان يقصد لها أهدافا جادة واعية، لذا باعها لأحمد رمزي وعمر الشريف.

 أحمد رمزي يسبق أوبرا وكريم

في قصة فيلم “لا تطفئ الشمس”، ومن بين أفراد العائلة التي تنطلق منها أحداث الفيلم/ الرواية، شحصية “ممدوح” الابن الأصغر في العائلة، والذي قدم دوره الفنان أحمد رمزي بجانب إنتاجه للفيلم بمشاركة عمر الشريف. 

ممدوح شاب طموح، يهوي إصلاح السيارات والميكانيكا، أفكاره جريئة وسابقة لعصره، يبتكر فكرة لتشغيل أصحاب السيارات الخاصة كسائقين بجانب أعمالهم ووظائفهم الأخرى.

ورشة أحمد رمزي الحقيقية للميكانيكا

ومن الطريف بل وغير المعروف عن فيلم “لا تطفئ الشمس”، أن ورشة الميكانيكا لتصليح السيارات التي ظهرت في الفيلم وكان يتردد عليها ممدوح لتنفيذ مشروع والعمل في إصلاح السيارات أيضًا، هي في الحقيقة ورشته التي يمتلكها في حي المنيرة، وقد انتقل إليها صلاح أبو سيف ليصور اللقطات التي يظهر فيها أحمد رمزي، والذي كان يعيش على طبيعته في هذه المشاهد، فقد كانت هواية أحمد رمزي قبل احترافه التمثيل هي العمل في ميكانيكا السيارات وإصلاحها، لذا جاءت المشاهد طبيعية وشديدة الواقعية.

فاتن حمامة تحب رجلًا متزوجًا

في رواية/ فيلم  إحسان عبدالقدوس، لا تطفئ الشمس، قدمت النجمة فاتن حمامة دور “ليلي” الابنة الوسطي لنفس العائلة. ليلي التي تقع في حب عازف البيانو، الموسيقار “فتحي” ــ قدم دوره عماد حمدي ــ الذي يعلمها دروس الموسيقي، لكنه متزوج وفي نفس الوقت صديق للعائلة.في البداية ترددت فاتن حمامة في قبول الدور، لا شيئ سوي أن إحسان عبد القدوس جعل دورها في الفيلم، أن تحب رجل متزوج، وتتزوج من رجل لا تحبه، وفاتن حمامة لم ترد أن تظهر في هذه الصورة حتي ولو كانت من خلال شاشة السينما، وحتي لا تترك مثل هذه الصورة الذهنية السلبية عنها لدي جمهورها. إلا أنها وبعد أن قرأت السيناريو وتناقشت مع إحسان وصلاح أبو سيف اقتنعت بأن الفيلم/ الرواية يقدما تحليل عميق لشخصياته المعقدة المتعددة الطبقات.